³¹³قــــــآئمِ آلَ مِـــحًـمِــد

و هكذا بدأ شلال الدم ينحدر على أرض كربلاء، و سحب المأساة تتجمع في آفاقها الكئيبة، و صيحات العطش و الرعب تتعالى من حول الحسين (عليه السلام) و تنبعث من حناجر النساء و الأطفال...

‏فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول : "أنتَ الحُرُّ كمَا سَمَّتكَ أُمُّك، حُرٌّ في الدنيا، وفي الآخِرة"

حَسيِن يمَه سَهم صِدرك حِارم الزَهِراء شبگهِ💔.

ِ

ِ

ام البَنين ؛ وتبقينَ لنا عندَ التوسُل بكِ وبآل البيت مخرجاً حينَ تشتَدُّ بِنا الأمور وتتعقّد .

حسنٌ حسنٌ أمّا الآن وقدِ إرتديتَ السواد وبَحثتَ عنِ الأعمال وقُمتَ بِبعضٍ مِنها أو كُلّها وقرأتَ زيارةَ عاشوراء ورُبما زُرتَ الحُسينَ وأخيهِ « عليهِما السّلام » ، لكِن مهلًا .. أسألُكَ بِالله هل تَعلم ما سِرُّ ثورةِ الحُسين ؟ هل تَعلم ما يُحِبُّهُ الحُسينُ وما يبغُضَهُ ؟ هل تَعلم رِسالةَ مَن جاءَ يُكمِل ؟ ولِما أو لِمن ؟! ، أُقدِّرُ سعيّكَ وأُحِبُّهُ وجزاكَ الله ضِعفَ ما تعمَل بِهِ مِنَ الصالِحات ، ولِحُبّي وإحتِرامي لِما تقومُ بِه جِئتُكَ ناصِحًا لِزيادةِ أجرِكَ ، أخي .. لا يُخفىٰ عليكَ هذا الحديث الذي جاءَ بِلِسانِ أبي عبدِ الله « عليهِ السّلام » إذ قالَ : " من أتىٰ قبرَ الحُسين - عليهِ السّلام - عارِفًا بِحّقِهِ كُتِبَ في عليِّين " ، وهذا مِن بين آلافِ الأحاديث التي توّضِح أهميّةِ معرِفةِ الحُسين « عليهِ السّلام » ومعرِفةِ حقِّهِ ، لِذلِك وجَبَ عليكَ السعيَ في معرِفتِهِ ، لكِن ألم تتسائل عن سبَبِ إلحاحِنا بِقضيّةِ الحُسين « عليهِ السّلام » وننصح دومًا بِدِراستِها مع أنّ جميعَ ماقامَ بهِ المعصومين « صلواتُ الله عليهِم » هو صائِبٌ وشامِلٌ لِكُلِّ أوامِرِ الله سُبحانهُ وتعالىٰ وينبغي دِراسةَ سيرتَهُم جميعًا وبِدِّقة والتعلُّمِ مِنهُم ولا نُفرِّق بينهُم كما جاءَ عن لِسانِ النبي « صّلىٰ الله عليهِ وآلهِ وسَلّمَ » إنّهُ قالَ : " ذِكرُ الله عزّ وجلّ عِبادة ، وذِكري عِبادة ، وذِكرُ عليٍّ عِبادة ، وذِكرُ الائِمةِ مِن وِلدِهِ عِبادة " أي لم يُفرِّق ويستَثني إمام مُعيّن بل قالَ ذِكرُ عليٍّ والائِمة مِن وِلدِهِ عِبادة أي جميعهُم ، أمّا الآن وقد وضحنا كيفَ أنَ مقامَ آلِ البيت جميعهُم مُتساوٍ وكيفَ علينا التعلُّم مِنهُم جميعهُم ، فلِما الإلحاح في قضيّةِ الثورةِ الحُسينيّة ؟ الآن بعيدًا عن كُلِّ الأسباب مِن السياسة والحق وما جرىٰ في الطف وكُلَّ الأسباب التي قد سمِعنا بِها لكِن أوّدُ الألتِفاتِ لِقضيّةٍ أُخرىٰ وهيّ توّضِح شِكلَ النِفاق والتغابي بِأبهىٰ صورة مِن أعداءِ أهلِ البيت « عليهُم السّلام » إذ مهما حاولوا تبييض وجههُم إلّا أنها تبقىٰ مُسوّدة فكما أرادوا في ذلِكَ الزمن قتلَ الحُسين « عليهِ السّلام » وهو يؤدي الصّلاة لِكي لايقولُ أحدٌ لِما نُحارِبَهُم وجِئنا علىٰ أساسِ أنّهُم كفرة ؟ فحاولوا قَطعَ صلاتِهِم بِالسِهام وبدلًا مِن أن يكونَ الأمرُ لِصالِحِهم أيضًا لم يُفلِحوا والحقُّ واضِحٌ جدًا .. وسببُ التأكيد علىٰ دِراسة قضيّةِ الحُسين وبِكُلِّ بساطة لِأنها جاءَت بِكُلِّ القيم والأمثِلة التي جاءَ بِها الرسول وعلي والحسن وصولًا لِلحُسين « صلوات الله عليهِم وعلىٰ أولادِ الحُسين » وما أرادَ الرسول تبيينه بيّنهُ الحُسين أيضًا فمِن ذلِكَ الصوت المُطمئِن والروحُ المُطمئِنة التي تقول " جُعِلت قُرّةُ عيني في الصّلاة " ، " أرِحنا بِها يا بِلال " ، إلىٰ شجِّ ذلِكَ الرأسِ الساجِد في فجرِ شهرِ رمضانِ المُبارك وهو مُصاب إذ قالَ " فُزتُ وربِّ الكعبة " ، ليعودَ الحُسين عليهِ السّلام ويوقِف المعركةَ ليُصّلي والسِهامُ تُطلَقُ نحوَهُ ، هذا ومِن بين آلافِ الدروسِ والعِبر في القضيّةِ الحُسينيّة التي تُعيد تاريخَ جدِّ الحُسين وأبا الحُسين وأخ الحُسين « صلوات الله عليهِم أجمعين » ، والآن أوّدُ أن اسألَكَ وبِصراحة أجِبني بِرأيكَ هل زيارة عاشوراء ولبسِ السواد وباقي الأعمال كافية إن كُنّا مُقّصِرين بِأبسطِ وأهمِّ رُكنٍ مِن أركانِ الإسلام والذي يُمّثِل مقامَ الرأسِ مِنَ الجَسد كما رويّ عنِ الرسول « صّلىٰ الله عليهِ وآلهِ وسَلّمَ » وهو الصّلاة ؟ هل هذا ماكانَ يُريدُهُ الحُسين مِن تضحيتِهِ ؟ أترُكُ عقلَك ليفُكِّر بِهذا الكلام المُختصر فأهلُ البيتِ يُريدونَ عُقولًا مُفّكِرة وأرواحًا واسِعة وأبدانًا عامِلة .. جَعلكُم الله مِن أنصارِ دينه . - مُحَمّدُ الحَسني