شذرات معرفية

ومع انضمام القواسم إلى المذهب الوهابي وانتشار الوهابية بين قبائل ساحل عُمان واندلاع الحماسة الدينية ضد (الملحدين) من الأوروبيين، بدأت حركة القراصنة على امتداد القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وكان من نتائجها الحرب التي امتدت طوال تلك السنين بين قبائل عُمان الساحل-وعمان الداخل والوهابيين القادمين من نجد، والقوات البريطانية-الهندية في البحر حتى العام ١٨١٩م، عندما قررت بريطانيا أن تضع حدًا لتدخل القواسم في الملاحة، فاحتلت رأس الخيمة محرقة كل سفينة أو مركب في المرفأ. ومن رأس الخيمة تحركت القوة البريطانية في العام ١٨٢٠م لتتابع تحطيمها وإحراقها لسفن القواسم ومراكبهم في أم القيوين وعجمان والشارقة ودبي، حتى إن المراكب التي هربت إلى البحرين أرسلت بريطانيا قوة بحرية وراءها ودمرتها.ص٣٧٣

وكان (عبد الرحمن الكواكبي) محبذًا لكثير من تعاليم المذهب الوهابي الذي يرفض تقديس الأشخاص والجوامد والقبور، إلى درجة مدح بها هذه الناحية في المذهب البروتستانتي التي تسير على النسق الوهابي.

وإذا كان علي الوردي من أوائل من نادوا بحرية المرأة، فإنه في الواقع وقف ضد ممارسة حريتها، وكان شديد الحرص على ابنته الوحيدة، حيث كان يراقبها عند ذهابها إلى الكلية أو خروجها من البيت للقيام بأي عمل أو مهمة.ص٢٩

يا له من عالم! (فيليب آبوت لوس) المناضل السابق، ومنظم الرحلات السرية إلى كوبا، كان له شرف الاستحمام مع فيدل كاسترو، قد أصبح من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي وأخذ يستنكر أعمال جميع رفاقه القدامى! إنها حالة الخيانة الوحيدة في تاريخ حركتنا. ففي الأربعينيات وكذلك خلال الخمسينيات، عرفنا أن هناك بعض أعضاء الحزب الشيوعي يعملون لحساب مكاتب التحقيقات الفيدرالي. لكن أستطيع أن أؤكد أن في تاريخ اليسار الجديد كله لم يكن هناك إلا (فيليب آبوت لوس) واحد. كنت معجبًا بشخصيته الغريبة الشاذة. وقيل لي إنه كان مدمن هيروين وأن الحكومة استخدمت هذا المخدر للسيطرة عليه ابتزازًا بالتهديد.

إن الجامعة مؤسسة خلقت للناس الذي يريدون أن يتعاطوا النجاح وأن يتسابقوا كالفئران وأن يصلوا قبل غيرهم. ‏إن الجامعة هرم إنساني يتزلف كل من فيه لمن هو في الصف الأعلى بالنسبة له.

في الواقع، إذا أردنا أن نتغلغل في منطقتكم الرجعية [الخليج] فمن صالحنا أن يكون في الحزب -الشيوعي- أعضاء يصلون ويصومون ليلاً ونهارًا.

ولقد كان من المواضع اللافته عند ابن تيمية وتستحق التأمل: أنه جمع أئمة المخالفين من مختلف طوائف أهل القبلة في سياق واحد، كأبي الحسين البصري(معتزلي)، وابن الهيصم (كرامي)، وأبي الحسن الأشعري والباقلاني والجويني والإسفراييني وابن فورك والقشيري (أشاعرة)، وأبي الحسن التميمي، وأبي يعلى وابن عقيل، وابن الزاغوني (حنابلة)، ثم قال بعد ذلك: غفر الله لهم ورحمهم أجمعين.ص١٤٠

يجب التفريق بين متقدمي الأشاعرة كأبي الحسن الأشعري والباقلاني، وبين المتأخرين من الأشاعرة الذين طوروا المذهب الأشعري حتى أبعدوه عن مذهب السلف، وقربوه من مذاهب المعتزلة والجهمية. كما يجب التفريق أيضًا بين متكلمي الأشاعرة وبين كبار علمائهم الأعلام: كالبيهقي، والنووي، والشاطبي، وابن حجر العسقلاني.

كان المنتسبون الأوائل إلى المذهب الأشعري من أهل العلم والفضل والدين، ولم يكن في عهدهم قد امتزج المذهب الأشعري بعلم الكلام والفلسفة والتصوف، فكانوا يرون الانتساب إلى أبي الحسن الأشعري انتسابًا إلى السنة؛ لما رأوا في كتبه وكتب تلاميذه من تعظيم السلف، والدفاع عن عقائد أهل السنة.

الروم عند العرب قبل الإسلام وبعده هم الرومان وخلفاؤهم البيزنطيون، والبيزنطيون عند أنفسهم روم؛ أي رومان، وعاصمتهم (رومة الجديدة)؛ أي القسطنطينية، ولا يزال الروم الأرثوذكس يدعون القسطنطينية مركز البطريرك المسكوني (رومة الجديدة) حتى يومنا هذا.