أبو الزبير الشامي

هذا الكلام كفر وزندقة ... لا يقوله مسلم ... أين طلاب العلم في تلك المناطق من هذا الكلام !؟. نحن لسنا مع تذعير من التزم الحياد عدا عن تذعير من اصطف في حندقنا من الطوائف الغير مسلمة، لكن بنفس الوقت ليس معناه أن ننحدر في هذا المنحدر وننسلخ عن ديننا ونكفر كرمى سواد عيونهم !؟.

"ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين" بعض الناس يحبونك صالحاً، ولا يحبونك صالحاً مصلحاً، إذا كانوا يقدمون أهوائهم وآرائهم ونزعاتهم العقلية على الحقائق والبراهين الشرعية، والنصائح الجلية - فقل لي بربك متى سنعقل ونذعن ونستسلم !؟.

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وقائدنا وقدوتنا وسيدتنا وقرة أعيننا وشفيعنا -بإذن الله تعالى- محمد بن عبد الله - وعلى آله وصحبه - وسلم تسليماً كثيراً.

ولو افترقنا ولم تجمعنا مجامع اللقاءات الفيزيائية مرة أخرى، ما ينبغي أن نحول هذا الفراق لحرب شعواء وعداء أبدي، وباعث ذلك الضغينة الوهمية والأحقاد المزيفة، وهذا بلا ريب من تلبيس الشيطان الذي يوهم المتفارقين بما يوغر صدورهم ويلوث قلوبهم، ويعكر مزاجهم ويظلهم بالهم والحزن ويحرف سلوكهم.

"ولا تنسوا الفضل بينكم" قاعدة ربانية ينبغي أن تكون منهاجاً لعلاقاتنا الأسرية والاجتماعية، ولو اختلفنا في وجهات النظر، ولو اختلفنا في بعض الفرعيات، والجزئيات، والتصورات، ما ينبغي لهذا الاختلاف أن يهدم أواصر الأخوة، وأن يقطع حبال الود، وأن ينسف الفضل بيننا.

رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي، حبذا ممن يجد فيما أكتب عثرات أو أخطاء ينبهني بخصوصها، فمن منا لا يخطيء ؟ والمؤمن مرآة أخيه المؤمن، والمؤمن قوي بإخوانه من بعد الاستعانة بالله تعالى.

الرد على شبهات أهل الزيغ والصبال، وتنقية العقول من الآفات، والقلوب من شوائب القاذورات الفكرية، ومراعاة فقه الأولويات في ذلك، نهج رباني، فالهجرة والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،ةوالقضاء والحدود والتعزيرات، كلها شرائع شرعت من أجل حماية وحفظ الضروريات الخمس، ومن أهمها وأسها وقاعدتها الصلبة "الدين".

ينبغي علينا أن نسير وفق النهج الذي خطه لنا النبي ﷺ في جميع جوانب الدين - ومن ذلك اختيار كل من الجنسين، -الزوج المناسب-. فالنبي ﷺ بين لكل من الجنسين كيف يختار الزوج الذي سيشاركه حياته الزوجية، فإن تجاوز أحدهما ذلك، وقعت الفتنة و الفساد الكبير العريض في الأرض. قال النبي ﷺ: «من أتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»، وفي رواية: «فساد عريض»!؟. وقال ﷺ: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك». وللأسف كم أصبحت كثير من البيوت أشد وهناً من بيت العنكبوت، تَصنعُ الأراذل وتُخرج التافهين، بدلاً من صناعة المجاهدين والدعاة والعلماء وأصحاب القضية في جميع مناحي الحياة، وكم انتشر من الكفر و الكبائر والذنوب والانتحار والطلاق بسبب اختيار الزوج الفاسد !؟. إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير .. وفساد عريض !؟. ثم لا يوجد شيء اسمه ينصلح الزوج بعد الزواج هذا عنوان فاسد باطل، ومن جهة أخرى الماديات فانية مع الدنيا الفانية، ودين الله باقٍ ولا ينجو إلا من تمسك به وبتعالميه وقيمه وثوابته.

للأسف في عالمنا الإسلامي نعاني من الأفكار المستوردة، والمفاهيم المنحرفة، والأدبيات التي تربينا عليها في محاضن الطغاة المجرمين، وعبر أدواتهم المتعددة. ومن ذلك تسخيف الأرامل والمطلقات، والتعامل معهن ويكأنهن "معيوبات" وإيم الله هذا ليس دين الله الذي أُنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فكم من امرأة صالحة طيبة تزوجت رجلاً سفيهاً فاجراً وتطلقت منه بسبب ذلك، وكم من امرأة مسكينة قتل أو مات عنها زوجها !؟. ولو أن الأمر يعيبهن لأعاب جل أمهات المؤمنين فلم تكن إلا أمنا عائشة بكراً، ولأعاب الصحابيات الكريمات رضي الله عنهن أجمعين. إن ميزان التفاضل بين الناس جميعاً "التقوى" وبين النساء خاصةً: لا يعيب المرأة شيئاً إلا رقة دينها وانسلاخها عن أخلاقها وحيائها وحشمتها. وكم من رجل تزوج بكراً فعاش حياة مظلمة مليئة بالقهر والحزن والغم والهم، وكم من رجل تزوج ثيباً فعاش حياة سعيدة مليئة بالطمأنينة والسكينة والحب والمودة. ثم أمر الزواج من البكر للندب لا للوجوب والحاجة تتباين من شخص إلى آخر ، فربما رجل لا تحقق له حاجته إلا الثيب وآخر بحاجة للبكر. ومن جهة أخرى يتباين الأمر من واقع إلى آخر، كواقعنا في المحرر، فقد كثرت فيه الأخوات الأرامل، فلمن نتركهن للذئاب الشاردة، أم للمنظمات النسوية الشاذة، أم للفقر والحاجة !؟. وعلى كل امرأة تعيب على أخواتها الأرامل ترملهن، وعلى المطلقات طلاقهن، أن تدرك أنها ربما في يوم من الأيام يكون مصيرها من مصيرهن. وعلى كل رجل كذلك الأمر أن يدرك أنه ميت لا محالة وستترمل زوجه إن لم تتوفى قبله أو معه، وربما يطلق زوجه أو تطلق إحدى بناته أو أخواته وما إلى ذلك فهل هذا سيعيبهن !؟. اتقوا الله عباد الله وتخلصوا من الأفكار والمفاهيم الفاسدة، وتمسكوا بأفكار ومفاهيم دينكم الحق، واعلموا أنكم محاسبون على ما تنطقون به وما تخطه أقلامكم.

قال النبي ﷺ: «إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض».