مُروءة.

من المروءة؛ التوسعة على الأهل والعيال وفي مقدمهم الزوجة. ولتدرك قيمة 20 درهما فضيا نلمع أن نصاب الزكاة في الفضة هو 200 درهم، أي ثمن العطر عُشر النصاب. وهو ما قد يعدل في قيمته السوقية اليوم؛ شراء عطر ب: 300$! ومن الطريف اللافت أن المجيب ليس أميرا ولا ذا يسار اعتاد الإنفاق، إنما هو الحسن البصري الإمام العابد الزاهد، يرى ويجيب السائل أن لا سَرَف ولا تبذير!

من المروءة؛ التوسعة على الأهل والعيال وفي مقدمهم الزوجة. ولتدرك قيمة 20 درهما فضيا نلمع أن نصاب الزكاة في الفضة هو 200 درهم، أي ثمن العطر عُشر النصاب. وهو ما قد يعدل في قيمته السوقية اليوم؛ شراء عطر ب: 300$! ومن الطريف اللافت أن المجيب ليس أميرا ولا ذا يسار اعتاد الإنفاق، إنما هو الحسن البصري الإمام العابد الزاهد، يرى ويجيب السائل أن لا سَرَف ولا تبذير!

«إن الحكيمَ لا تنفعُه حكمتُه عند الخبيث الطبع؛ بل يظنُّه خبيثًا مثلَه، وقد شاهدت أقوامًا ذَوي طبائع رديئة، وقد تَصوَّر في أنفسهم الخبيثة أن الناس كلهم على مثل طبائعهم؛ لا يصدِّقون أصلًا بأن أحدا هو سالم من رذائلهم بوجه من الوجوه، وهذا أسوأ ما يكون من فساد الطبع والبعد عن الفضل والخير. ومن كانت هذه صفته لا تُرجى له معافاة أبدا.» [ابن حزم الأندلسيّ، مُداواة النفوس].

أيوب السختياني البصري، من كبار الفقهاء العباد، ثقة حجة، توفي سنة 131 هـ.

فالكاذب أسوأ حالا من البهيمة العجماء والكلام الخبري هو المميز للإنسان وهو أصل الكلام الإنشائي فإنه مظهر العلم والإنشاء مظهر العمل والعلم متقدم على العمل وموجب له فالكاذب لم يكفه أنه سلب حقيقة الإنسان حتى قلبها إلى ضدها ولهذا قيل: لا مروءة لكذوب ولا راحة لحسود ولا إخاء لملوك ولا سؤدد لبخيل فإن المروءة مصدر المرء كما أن الإنسانية مصدر الإنسان. شيخ الإسلام ابن تيمية - مجموع الفتاوى ٢٠/٧٤

إن تثبيت معاني المُفاصَلة الشعورية بين المُسلمين والرافضة: مِن آكد واجبات الداعية اليوم خاصة في سياق طوفان الأقصى وما يشهده من افتتان عامة المسلمين بنموذج إيران وفراخها في لبنان والعراق واليمن.

«اعلم أنَّ العرب قد تجعل للشيء الواحد اسماً، ويسمى بالشيء الواحد أشياء؛ فإذا سنح لك ذكر شيء فاذكره بأحسن أسمائه فإنَّ ذلك من المروءة، وإنما المرء بمروءته». صالح بن جناح اللخمي، الأدب والمروءة (ص ١٢). _____________ يدخل فيه قولهم المفازة على القفر والبرية. وتسمية إدراك وقوع نسبة أو عدم وقوعها: تصديقاً؛ سموه بأشرف احتماليه. وكريم عين للأعور. منقول :)

يقرر مالك في «شروط النهضة» أنَّ الحضارة لا تنبعث إلا بدين/روح، «وينبغي أن نبحث في حضارة من الحضارات عن أصلها الديني الذي بعثها» (ص ٥٦). ويورد إشكالاً على تقريره بأنَّ الشيوعية حضارة ليس لها «طابع الروح» ثم يرد على ذلك بأنَّ هذا «الخطأ الشائع إنما يأتي أولاً من تفسير أصول الشيوعية باعتبارها «حضارة»، ومؤلفات ماركس وأنغلز تخفي -في الواقع- التكوين الحقيقي للظاهرة الشيوعية بفصلها ظاهراً عن دورة الحضارة المسيحية» (السابق). ثم يفصل بين شيوعية نظرية في أدبيات ماركس وشيوعية عملية تتمثل بـ«نشاط المؤمنين المدفوعين بالقوى الداخلية نفسها هي التي دفعت غيرهم من المؤمنين في مختلف العصور» (السابق). لم يتبين لي وجه أنَّ عدم فصلها عما سماه دورة الحضارة المسيحية ينبي عن أصولٍ دينية مسيحية لها. لكن عموماً، بعد الحداثة وانهيار الديانة والتدين في الغرب، لم يلبثوا إلا قليلاً حتى نشأت/أنشؤوا أدياناً وأنساقاً بديلة، ولم تستطع الحداثة التخلي عن إيجاد «ما وراء» يفيئ إليه الناس. وما زالت حتى اليوم تتخذ أشكالاً شتى، من الأديان السياسية إلى التحليل النفسي وتأليه الشركة (فيه مسحة كالفينية)، مروراً بالروحانيات البديلة الإلحادية أحياناً (انظر: مدونة جون مايكل، وهو صاحب خَلطة من الأديان لتحقيق روحانية وتعلق بما ورائيات كالسحر والغوامض والخرافات، لكن له كتابات سياسية ومجتمعية رصينة بالجملة، و: Atheism 2.0 و: Waking Up with Sam Harris، وهذا الأخير مسخرة بحق.. خلاص، خلّك منه). وفي الأديان السياسية -وهي المرادة هنا- أشكال مختلفة؛ فمن ذلك: تأليه الدولة وعلمنة المفاهيم اللاهوتية من «سيادة الله» إلى «سيادة الشعب»، وحلَّ «الدستور» مكان «الكتاب المقدس»، و«المواطنة» مكان «أخوة الدين»، وعوضت قداسة «الوطن» الكنيسة، و«العلَم» غَيّبَ «الشعار الديني» أو احتضنه «الصليب»، وأصبحت كلمات «النشيد الوطني» تذكي الحماسة في نفوس الرعايا دون «التراتيل». وهذا الأساس للدولة القومية الحديثة يحتّم -عندي إن كان لي عندُ- إعادة النظر في أحكام العلم والنشيد الوطني وشعائره في دولنا القومية بالنظر في أساسها الأصلي الذي أخذت عنه. وثمة تنبيه عزيز ساقه الوهيبي في «معنى الحياة في العالَم الحديث» لم أقف على مَن أشار إليه، يقول: «ولم يكن إضفاء الطابع المقدس والطقوسي على بعض مظاهر الدولة أو أسسها الرمزية قراراً واعياً بالضرورة، بل هو حتمية أو ضرورة إناسية ونفسية لا مفر منها» (ص ٢٤٠، وكتاب الوهيبي مدخل عظيم لأزمات الحداثة وتخبطاتها، وفيه من النقولات والمراجع ما يشرح الصدر حقاً، والفصل الذي عقده للأديان البديلة لعله أنفس الفصول، وما هنا مستفاد منه بالجملة). ومن الأديان السياسية: الماركسية/الشيوعية (سنسقط الفروق بينهما إذ ليست مؤثرة في أصل المسألة هنا)؛ ففي المرجع المهم «الرأسمالية والاشتراكية والديمقراطية» عقد شومبيتر في مطلع كتابه فصلاً بعنوان: «ماركس النبي»، وذكر أنَّ هذا لم يكن اعتباطاً بل تأكيداً أنَّ الماركسية دين من حيث إنها تدعو لنظام غائي الأهداف، وأنَّ الماركسي يرى الخصمَ لا مخطئاً فحسب بل مرتكباً إثماً، و«مفارقة الجماعة» مرفوضة أخلاقياً لا فكرياً فقط وليس ثمة عذر بعد قيام الحجة. (انظر: ص ٧٩-٨٠ منه، وهو مرجع مهم، وإن لم أفهم نصفه، ويحتاج قراءات، ولعله أحسن مَن أبان عن شخص ماركس وفلسفته). ومالك في كلامه حامَ حول هذه المعاني نفسها، ولا أدري لمَ خذله منهجه في التحليل النفسي عن الوقوف عليها، ولعله أراد ذلك بكلامه، لكن هذا ما فهمته على الأقل. وفي فهم علة كون الشيوعية ( ونظائرها من الأنساق ما بعد الدينية) «سردية كبرى»، تأمل ما يقوله لوك فيري: «كانت [الأنساق الأيديولوجية الحديثة] تتضمن -حتى في صيغها المادية المغرقة في الدنيوية- فكرة ما وراء [غيبيات] للحياة الحاضرة، بل أكثر من ذلك، حيث كانت تتصور هذا الماوراء بصيغة لاهوتية، فهو متعالٍ على الأفراد، ومندرج في لحظة خلاصية، هي لحظة الثورة. وهذا ما يفسر سلطة الافتتان الغريبة التي مارستها الشيوعية على مدى قرن ونصف من الزمان، وبانهيار الشيوعية انهارت كل رؤية لاهوتية للسياسة» (الإنسان المؤله، ص ١٧. بواسطة: معنى الحياة في العالَم الحديث ص ٢٤٤). وقد نقل الوهيبي كذلك عن آرثر كوستلر يحكي لحظة «اهتدائه» للشيوعية والدخول في «الدين» الجديد، وأنه بعدما قرأ «لأنبيائها» شهد لحظة «إبصار للضياء، إلا أنه وصف ضعيف لتلك اللذة التي لا يعرفها إلا المعتنق الجديد لأية عقيدة» (الخمور الفكرية،ص ٢٠-٢١، بواسطة: السابق). والحق أنَّ الأدبيات الشيوعية تُعطي هذا الشعور لقارئها، سواء في أدبياتها الفلسفية أو الروائية، ولا يملك القارئ لها إلا أن يتأثر «روحياً». وأذكر أثر نقد ماركس العبقري للرأسمالية، و«نبوءته» لحالها ومآلها وتحققها واقعاً. أو -وهو أقرب لحديث لحظة الثورة الخلاصية- عندما قرأت «الأم» لغوركي، وزاد في أثرها أني قرأتها ذات سجن. وما سبق يُبين عن دينية الشيوعية أكثر من مالك.

بحقٍّ.. لا خيرَ في إسلامِ امرئ في هذه الدُّنيا من غير شجاعةٍ وكرم، وصدق المُصطفى ﷺ وهو يُرغِّب فيهما وذلك في استعاذته ربِّه من ضدِّهما حين قالَ «اللهَّ إنِّي أعوذُ بكَ من الجُبن والبُخل». وهو القائلُ: «ولستُ بباخلٍ» — الشيخُ الوالد.

صِفتان هما وِعاء الإسلام، ولا جمال للإسلام ولا للمُسلم إلَّا بهما؛ الشَّجاعةُ والكرم، فهُما أساسُ كلّ فضيلةٍ وعِماد كلُّ منقبةً، وكِلاهما يقومانِ على البذلِ والعطاءِ والإعراض عن المنع.. فالشَّجاعة بذلٌ للنفس والقُوَّة، والكرم بذلٌ للمال والوجه.