R.

مُولاي أنتَ وحدكَ تعرف معنى العطش أنا مُتعطشً للقاءكَ مُتعطشً لأبكي عند حضرتكَ و تَحت أمان قُبتكَ فَهل لِي نظرةً منكَ لا أضمأ بعدها أبدًا ؟

ها أنا اليوم أعودُ غَريبًا في حَيّاتك بِشَكلٍ تَدريجي .. كَما عَرفتني أول مَرّة ! سَتظلُ عيونك الشاهدَ الأول عَن جَريمة رحيلي .. ذلِكَ الإثمْ الّذي لَنّ يُغفَر لك ! لَنّ يَفي بعدي النَدم ولا أشدُّ أنواع الأسى يا لهُ مِنْ مَشهدٍ مُدمي لِلعيون وانتَ تراني مِنْ بَعيدٍ أُغادِرُك بِسلامْ فاقِدًا لِلحيلة عن إيجاد وعدٍ يُبقيني وحقيقة الأمرِ .. إنني لا املكُ لك وعودًا يَتيمة تُثنيني عن السفر ! لا تَتشبث بي الآن .. فالأوانُ قَدّ فات وقَلبي نالَ مِنَ الجُرمِ ما نالتهُ عَيّناي آنَ وقتُ الرَحيل، لَعلَ القدر مُدرِكٌ لِذلك رُبما كانت نهاية الرواية بهذهِ الصورة ويا لها مِنْ صورة .. مَفطورةٌ فيها مَلامحي.

كرسالة اخيرة ….. أعلم جيداً أنك لن تنساني لا أحد يستطيع أن ينسى شخصاً أعطاه هذه الكمية من الحب لن يستطيع قلبك التغافل عن كل ما فعلت لك قد تنسى احياناً لكنك لن تنسى أبداً … ستتذكرني فجأة في زحام يومك في ليله ما ، شخص يشبهني سيمشي أمامك صدى صوتي سيرن في أذانك لن تنسى مهما فعلت أعدك بيوم من الايام انك ستبحث عن شيء يشبهني ولو قليلاً ..

عزيزتي، ‏الحنين إلى الماضي مفيد في أمر واحد ‏وهو سرد الحواديث ‏لا تصحبيه لسريرك ليلًا ‏لا تدعيه يشعرك بالدفء. ‏

أرجو أن تكون جميع الدروب التي أختارها من الآن وحتى نهاية عُمري أمنةً ومطمئنة وأن يكونَ رضا الله حليفي دومًا .

ليلةُ الجزع، ليلةُ الكسرِ، ليلة وداع العباس

مَاذا لو سئلك الله عن حزني ؟ مَاذا ستقول له و بأيَّ وجهً ستُواجههُ !

فيه جملة عظيمة بتقول لو مش عارف السكة متاخدش حد معاك ..

هكذا وحدي وحيد مثلما جئتُ ازول .