محمد هدية

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: (مَا عَلَى الْأَرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللَّهَ بِدَعْوَةٍ إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاهَا، أَوْ صَرَفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ)، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : إِذَنْ نُكْثِرَ، قَالَ: (اللَّهُ أَكْثَرُ). أخرجه الترمذي وصححه.

قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ : مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ). [أخرجه مسلم] يوم عرفة خير الأيام، وهو فرصة عظيمة للتوبة والفوز بالعتق من النار، وفرصة لتحصيل الثواب الكبير والرفعة في الدرجات.. ويوم عرفة من أواخر أيام العشر، وإنما الأعمال بالخواتيم.. والله سبحانه وتعالى اليوم قريب، فأقبلوا عليه بدعائكم لأنفسكم بالعتق من النار والمغفرة والهداية والسداد وقضاء حوائجكم، ولا تنسوا الدعاء لإخوانكم المستضعفين من المسلمين في غزة والسودان، وفي كل مكان.. فهنيئا لمن علم قدر هذا اليوم فعمل بمقتضى علمه، وهنيئا لمن كان ممن يباهي الله بهم الملائكة..

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ) -يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ- قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله؟ قَالَ: (وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ). وها نحن قد عشنا ورأينا ما هو الجهاد في سبيل الله في غزة، رأينا ما فيه من شدة وصعوبة، وعجزنا عن المشاركة فيه بأنفسنا لما نحن فيه من التكبيل، وهذه فرصة أتتنا إلى ديارنا، أقل مشقة من الجهاد في سبيل الله، ومع ذلك إن أحسن استغلالها الإنسان كادت أن تفوق الجهاد في سبيل الله بل فاقته، فليجاهد الصادقُ فيها نفسَه وشيطانَه، وليعمرها بالذكر والعبادة، وليحمد الله الذي أتاح له هذه الفرصة العظيمة، ثم ليحمده أن وفّقه لحسن استغلالها..

مِن أوضح الحقائق المُشاهَدة التي يتفق عليها أكثر البشر اليوم صغاراً وكباراً؛ هي ارتكاب قوات الاحتلال للمجازر في غزة. ومع ذلك فإن إدارة أقوى دولة في العالم لم تشاهد هذه الحقيقة بعد، ولا تزال تنفي وجود دليل عليها مع كونها أكثر دول العالم تقدماً تقنيّاً ومراقبة للأحداث بأجهزتها وعملائها. وإذا كان هذا الجحود لأوضح الحقائق عياناً فإن هذا يعود بالتشكيك إلى أصل نزاهة هذه الدولة في مختلف القضايا الإنسانية والفكرية والدولية مما هو أقل وضوحاً من ارتكاب الاحتلال للمجازر. ويعود بالتشكيك إلى أصولها العلمية والفكرية والثقافية التي تصدّرها للعالم باعتبارها أنموذج التقدم والأخلاق والحضارة والحرية. ومع كون هذا الأمر معروفاً لذوي البصائر والمبادئ من قديم الزمن إلى أن هناك من يحتاج إلى مثل هذه الشواهد ليقتنع بذلك. وهذا كله ينبغي أن يُعيدنا إلى أصولنا وهويتنا وثقافتنا المستمدة من الوحي الإلهي على النبي المصطفى ﷺ والتي هي الحق والعدل التي تحتاجه البشرية وليس أهل الإسلام فقط.

لا بد أن نعلم أن الآلة الحربية والأمنية والتجسسية المستعملة ضد أهلنا غزة هي أعلى وأقصى ما وصلت إليه البشريّة من القدرات التقنيّة، وأن مساحة غزة صغيرة جدا، وأن الحرب لها ثمانية أشهر، وأن الدمار الذي حصل كفيل بإخضاع أقوى الرجال. ومع ذلك نحن نشاهد بأعيننا عجز المحتلين عن تحقيق هدفهم الأكبر من الحرب إلى الآن، ونشاهد أثر قوّة الإيمان بالله كيف تعمل في النفوس، ونوقن بإحاطة الله بكل شيء، فلا يحدث شيء إلا بإذنه، وهذا من أعظم ما يحرر الأمة من حالة العجز والخور التي تعيشها، حين تثق بالله وحده وتتوكل عليه ولا تخاف أعداءه.

عملية أسر! الله أكبر..! الحمد لله الذي أحيانا لنرى معيته لعباده الصابرين.. اللهم انصر المجاهدين في سبيلك، وسدد رميهم، واربط على قلوبهم، وانصرهم على القوم الكافرين..

يا شباب،، يا كرام ،، يا أبناء أمة محمد ﷺ، اعلموا أن المسلم قد يضل بسبب جرأته على الخوض فيما لا علم له فيه، وهذه مخالفة شرعية يتحمل وزرها من يتقحّمها، فالله سبحانه نهى في محكم القرآن عن ذلك فقال: (ولا تقف ما ليس لك به علم) وتفكروا في الخوارج الأولين لماذا ضلوا وهم أهل صدق وشجاعة وإقدام ورغبة في الآخرة وزهد في الدنيا؟ هل تظنون أنهم يشكّون في صحّة طريقهم؟ بل كانوا يؤمنون إيمانا قطعيا بصحة طريقهم ويتقربون إلى الله به، وطلّقوا الدنيا وقذفوها وراء ظهورهم. ولكن الحق يحتاج إلى أناة، وحكمة، ونور وبصيرة، كما يحتاج إلى الشجاعة والقوة. لا تضيعوا أنفسكم يا شباب بحماسة توافق طباعكم وعاطفتكم وتظنون أنها دين الله وطريق السلف وليست إلا أهواء نفوس استعجلت الثمرات واستطالت الطريق فحرقت المراحل، والله إن دين الله ليس في هذه الجهة، وإن هدي محمد ﷺ لا يؤخذ هكذا، وكفى بالله هادياً ونصيراً ويا من التبسَت عليك الأمور.. انكسر بين يدي الله، وتذلّل له، وافتقر إليه، وقل يا رب اهدني، وبصّرني.. واستغفره من جُرأتك على القول بلا علم، ومن ذنوبك .. وتجرّد من كل شيء إلا من الافتقار إليه والذل له .. ثم ابذل أسباب العلم بما التبس عليك، وتوقف دون ما لا تعلم، واعرف حدودك، واطلب ما تقدر عليه، ثم أبشر بأنوار الهداية أما إذا كسلت عن ذلك واستسهلت طريق الطعن في مخالفيك والركون إلى ما اعتدت عليه.. وتجرأت على ما لا تحسن، وتجاوزت حدك، فلا تلومن في الآخرة إلا نفسك

في الفترة الماضية أتتني عدة أسئلة عن ( داعش ) ظننتها حالات فردية حتى قرأت منشور الشيخ أحمد السيد قبل قليل .. داعش + الجامية + الحدادية ليسوا من الجماعات الإسلامية التي يتعامل معهم بالمناصحة و المناصرة .. بل جماعات منحرفة ضالة .. لا حل مع هذه الجماعات إلا الرد و التحذير و الوضوح في البيان .. السكوت أو الرد الليّن و استعمال المعاريض هو الذي ضيّع الكثير من الشباب في العقود الماضية .. لو استمع المشايخ لمن نصحهم من أهل البصيرة في بداية نشأة الجامية لما وصلت -و هي الفاقدة لوسائل التأثير الذاتية- لهذه الدرجة لكنهم قالوا : إخواننا بغوا علينا ! أثنى الإمام أحمد على أبي كريب و هو يطعن به ! و وصف من سكت عن التصريح بكون القرآن كلام الله غير مخلوق بالجهمية ! من المهم التفريق بين المقامات .. الخطأ في هذه الأبواب يكلّف الكثير .. و الدعاة مؤتمنون على الإسلام و شبابه .. لو استمع قادة الثورة الشامية لأصحاب البصيرة في بداية ظهور داعش لما أفسدوها و دمّروها و قتلوا صفوة قادتها و سرقوا خيار شبابها ! و الآن نفس الخطأ يتكرر مع الحدادية و لا ندري إن استمروا إلى أين سيصل أثر شرّهم و كم من الناس سيفتن بهم ! يعلم أرحم البشر صلى الله عليه وسلم أنّ نفوس الصالحين رقيقة تتورع عن الظلم و البغي خاصة إن كان ممن يظهر عليه الصلاح لذا جاءت النصوص حادة و صارمة في التعامل مع الخوارج ! الجماعات الصفرية لا حل معها إلا هذا .. في كل عصر فتنة يبتلى بها شباب الإسلام من داخله و خارجه .. و هذه الجماعات المنحرفة فتنة الشباب في هذه الأوقات ..

مقاطع الشيخ أحمد السيد الأخيرة (١) تشكّل نقلة في الوعي وطريقة النظر والتقييم للواقع والإجابة على أسئلة الأمة الشاغلة، وهذا الخطاب الجديد المتسق مع حركة الأمة من بعد أحداث الطوفان نذير خطير: - فعليك أن تدرك أن الأمة أقبلت علىٰ مرحلة جديدة - وأننا نسير علىٰ أسطر التاريخ. - وأن عجلة الحركة تزايدت سرعتها. - وأننا نقترب من أيام الله وسننه. وهنا تجري نصوص الوحي في نصرة دين الله، وعظم أجر العاملين، وقربهم من ربهم، ورحمة الله بهم أن اصطفاهم. وهنا توضع النفوس علىٰ المحكّ - حقيقة -، وما يُلقّاها إلا الذين صبروا، وما يُلقّاها إلا ذو حظ عظيم. ------- (١) ومن أهم المقاطع الأخيرة هذا المقطع: https://youtu.be/sQllODAhacI?si=rBe4aZ6ug63RBigy

مقطع مهم جدًا أن يُنشر في أوساط العاملين للإسلام، بل وحتى بين الأسر والعائلات المهتمة بنصرة الإسلام والتي تحمل همّ الإسلام والمسلمين حقيقة ومستعدة أن تضحي في سبيل ذلك. وفي نهاية المقطع واجب عملي يمكن القيام به سواء على مستوى محدود في كل عائلة أو على مستوى أكبر عند العاملين للدين، عسى الله أن يبارك فيه وينفع به، والله المستعان: https://youtu.be/UDlwVc8_GLs?feature=shared