مِشْكَاةٌ.

يَستَأنِسُونَ بِالمَنِيَّةِ دُونِي استِئنَاسَ الرَّضِيعِ بِمَحَالِبِ أُمِّه. #أصحاب_الحسين

كان الاختبار: "هذا الليل قد غشيكم، فاتّخذوه جملًا" فكانت الإجابات: لا أبقانا الله بعدك. قبح الله العيش بعدك. أكلتني السّباع حيًّا إن فارقتك. أضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولا أفارقك. لو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك. لو علمت أنّي اُقتل، ثمّ اُحيا، ثمّ اُحرق حيًّا، ثمّ اُذرّ، يفعل ذلك بي سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حِمامي دونك.

هذه اللوحة المعبّرة مليئة بالدلالات الصريحة والمجازية ؟!وأنت كلّما تأملت فيها انفتحت لك منها فكرة وفكرة. لا شك أن رسالة الفن الإبداعي قد تتجاوز مئات الخطابات السطحية.

لوحة بعنوان "صبرًا على حكمك يا رب" للفنان التشكيلي حسن روح الأمين. يظهر فيها أنّ وجوه القتلة الذين قطعوا الرأس الشريف الإمام الحسين ترتسم على شفاهها ابتساماتٌ توحي بالظفر كانوا يعتقدون أنهم حققوا المكسب الذي يرجونه من أسيادهم.! لكنّ من الواضح أنّهم ليسوا على قلب رجل واحد. فحامل الرأس الشريف يحتضنه كما يفعل من يخشى على شيء ثمين أن يُسرق منه إنه غير مطمئن من غدر أصحابه به والمحيطون بحامل الرأس تبدو من ملامحهم علامات الحسد لحامل الرأس والرغبة في أن يأخذوا الجائزة عنه جميعهم يحملون أدوات الجريمة "الرماح والسيوف" وكأنها مُشرعة لمحاربة السماء التي انكسفت شمسُها لهول جريمتهم، غير أنّ هؤلاء الأوباش غافلون عن غضب السماء لاستغراقهم في الطمع إلى المال والمنصب والحظوة عند الأمير. ليست السماء فقط هي التي تنذر بالعذاب للقتلة فالأرض التي يقفون عليها مليئة بالأشواك والسهام المكسّرة، وتبدو كأن طريقها فتحةٌ لنفق مظلم يسيرون للدخول فيه، وكأنها تعبيرٌ عن طريق الضلال الذي اختاروه لأنفسهم وهم في غفلةِ أهواء النفس الأمّارة بالسوء.

حدثنا عبد الله قال حدثني أبي ، عن عبد الرحمن عن حماد بن سلمة عن عمار هو ابن أبي عمار عن ابن عباس قال: رأيت النبي "صلى الله عليه وآله" في المنام بنصف النهار أشعث أغبر ، معه قارورة فيه دم يلتقطه .. أو يتتبع فيها شيئاً.. قلت يا رسول الله ما هذا ؟! قال دم الحسين وأصحابه ثم أزل أتتبعه منذ اليوم قال عمار فحفظنا ذلك فوجدنا قتل ذلك اليوم عليه السلام. • فضائل الصحابة ، أحمد بن حنبل ص٧٧٨، حديث رقم ١٣٨٠. #الحسين_ع_من_كتب_العامة

كَانُوا مِنْ آياتِهِ عَجَبَا..

أمّا بَعدُ ، فَإِنّي لا أعلَمُ لي أصحاباً أوفى‌ ولا خَيراً مِن أصحابي ، ولا أهلَ بَيتٍ أبَرَّ ولا أوصَلَ مِن أهلِ بَيتي ، فَجَزاكُمُ اللَّهُ عَنّي جَميعاً خَيراً ، ألا وإنّي قَد أذِنتُ لَكُم ، فَانطَلِقوا أنتُم في حِلٍّ ، لَيسَ عَلَيكُم مِنّي ذِمامٌ‌ ، هذَا اللَّيلُ قَد غَشِيَكُم ، فَاتَّخِذوهُ جَمَلاً . فَقالَ لَهُ إخوَتُهُ وأبناؤُهُ وأبناءُ عَبدِ اللَّهِ بنِ جَعفَرٍ : ولِمَ نَفعَلُ ذلِكَ ، لِنَبقى‌ بَعدَكَ ؟! لا أرانَا اللَّهُ ذلِكَ ، وبَدَأَهُمُ العَبّاسُ أخوهُ عليه السلام ، ثُمَّ تابَعوهُ . وقالَ لِبَني مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ : حَسبُكُم مِنَ القَتلِ بِصاحِبِكُم مُسلِمٍ ، اِذهَبوا فَقَد أذِنتُ لَكُم ، فَقالوا : لا وَاللَّهِ ، لا نُفارِقُكَ أبَداً حَتّى‌ نَقِيَكَ بِأَسيافِنا ، ونُقتَلَ بَينَ يَدَيكَ ثُمَّ قالَ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ : نَحنُ نُخَلّيكَ وقَد أحاطَ بِكَ العَدُوُّ ؟! لا أرانَا اللَّهُ ذلِكَ أبَداً حَتّى‌ أكسِرَ في صُدورِهِم رُمحي ، واُضارِبَهُم بِسَيفي ، ولَو لَم يَكُن لي سِلاحٌ لَقَذَفتُهُم بِالحِجارَةِ ، ولَم اُفارِقكَ وقامَ سَعيدُ بنُ عَبدِ اللَّهِ الحَنَفِيُّ وزُهَيرُ بنُ القَينِ ، فَأَجمَلا فِي الجَوابِ ، وأحسَنا فِي المَآبِ.

صبرًا على حكمك يا رب

صبرًا على حكمك يارب.