إباء المتنبي🤎

يتوقّف النّشر في القناة ويستأنف حتى انتهاء الامتحانات إن شاء الله 25 /7 . لا تنسونا من دعواتكم.🤎

تُنسى كأنّك بوحٌ لا نديمَ لهُ تُنسى كديوانِ شعرٍ غيرِ مطبوعِ !

-يوسف الكمالي

"لا يعرفُ الشّوقَ إلّا من يكابدهُ.!"

حيّاكم الله بصراحة سررت بسؤالك لأنّ بحثي في السنة الثالثة في مادة النقد كان دراسةً لكتاب الوساطة بين المتنبّي وخصومه للقاضي الجرجاني. بدايةً لا بد لنا أن نشرح قضيّة القدم والحداثة في الشعر فهي من القضايا التي لاقت جدلاً واسعاً في العصر العبّاسي و هي قضية نسبيّة بمعنى: ما نراه حديثاً اليوم يصبح قديماً ومألوفاً في المستقبل ،ولذلك ليس من العدل أن يُقدَّم شاعرٌ وينكر آخرٌ على أساس الحداثة والقدم في شعره وهذا هو الخطأ الذي وقع فيه معظم النقاد في العصر العبّاسي ، وأدّى إلى تقليلهم  شأن كثير من الشعراء المبدعين وعلى مقدّمتهم "أبو نواس "عندما جدّد في مطلع القصيدة ، فبدل أن يقف الأطلال ويبكي عليها كان يشرب الخمر ويعاقرها ويتغنّى بها مثل قوله: عاجَ الشقيّ على دارٍ يسائلها وعدتُّ أسأل عن خمّارة البلدِ وبهذا خرج عن العرف الجاهلي المألوف في بناء القصيدة العربية ،ولكنّ النقّاد قد أخطأوا في هذا القياس ومردّ ذلك الخطأ أنّ أحد جماليّات القصيدة العربيّة هو «الطبع » أي أن يكون الشاعر مطبوعاً غير متكلّف ، وإذا طلبنا من الشاعر  اليوم أن يكتب كما كتب الشعراء في العصر الجاهلي سيظهر على شعره التكلّف الواضح ، فكل شاعر يولد في عصرٍ ما سيكتب حسب مقوّمات ذلك العصر حتى يكون شعره مطبوعاً فهو ابن بيئته ووليد عصره وقد اتّبع منهج أبي نواس هذا "الخروج عن البناء المعروف للقصيدة العربية" الشعراء من بعده ولكن إذا قرأنا شعراء هذه المرحلة"ما بين أبي نواس والمتنبّي"سنلاحظ أنّ عنصر التجديد هذا أصبح أمراً طبيعيّاً وفنّاً مألوفاً ، ولذلك لا يمكن أن نجعل خصومة المتنبّي سببها الحداثة في شعره فخصومة المتنبّي لم يكن سببها إلّا الحسد والتنافس في نفوس الأدباء والشعراء من حوله وهذا ماوثّقه التاريخ براوياتٍ كثيرة،كما في مجلس سيف الدولة، وإنّما كانوا يخفون ذلك الغيظ والحقد بمثل تلك التّهم والادّعاءات.... كخروجه عن العرف الجاهلي وادّعائه النبوّة وأخطائه اللغويّة وغيرها الكثير.... -أمّا مناصرتي للمتنبّي فبكلّ بساطة لأنّني أحبّه😅 طبعاً هناك أسباب جعلتني أفضّله على كثير من الشعراء وقد تكون في شخصه قبل شعره من ذلك حديثه الدائم عن الطّموح والعزّة والإباء والقوّة والشجاعة والمجد....وغيرها من صفات العربي الأصيل، وهذه الصفات تلامس روحي جدّاً ولذلك فأنا عندما أقرأ للمتنبّي أشعر وكأنّني أقرأ ذاتي! وربّما رأيي هذا متّفقٌ عليه لدى كثيرٍ من النقّاد والأدباء الذين تحدّثوا عن المتنبّي وألّفوا الكتب والأبحاث في شعره وحياته..

الله المستعانُ على كلّ ألمٍ ألمّ بنا وآلمنا.!

• "​​‏لا تَدَع قَلبَكَ يَصدَأ بِالأسَىٰ وَلَا تَبقَ طَوِيلًا مَعَ الغَائِبَةِ قُلُوبُهُم..!" - جلال الدِّين الرُّومي

العجز! عندما أكتب قصيدة أشعر بأنّني قد تحرّرت!رغم القيود التي تحيط بي كم تحرّرني اللغة وأنا مقيّدة.؟!

تعبت ومن حقّك أن تتعبا..!!💔