Inquisitor of solitude

لَطالَما كان النِظام التمثيلي-النيابي في الولايات المُتحدة قادِراً على اضفاء نوع من الخُمول التدجيني على التيارات الشَعبوية ذات الاندفاع الراديكالي عبر استقطاب قضاياها المَركزية ما بين ثُنائية الديموقراطيين-الجمهوريين ومن ثُم تصدير هذه العَناصِر لاجل ان تُمثل هذه القضايا فيدراليا، فيُحدع الشعبوي الاخرق بانه قد استحصل على قيمة تاثيرية بما ان حِزباً قد تبناه، لكن الذي يَحصل هو تَقنين حِدة تحسس النزعات الاستعدائِية عبر مُساومات توليفية في اطار الكونگريس تَقضي على اصالة خصائِص تِلك القضايا وتُنزلها من مرتبة {المبادئ القيمية الى المُتغيرات الصيرورية} ، مثلما حَصل عندما تبنى الحزب الجمهوري قضية {الغاء العُبودية} في عشرينيات القرن التاسِع عشر وانتقل مُتبنوها {the abolishinists} من طور النِضال الكِفاحي بتوظيف كُل اشكال المُقاومة التوحُش ضد طبقة مُلاك عَبيد مزارع القُطن في الجنوب لاجل تَحرير السود واستجلابِهم الى الولايات التي لا تُقر بمشروعية العُبودية وتعتبرُ كُل فرد يطئ ارضها حُراً دونما اشتراط اسبق ، الى طور الجُلوس على طاوِلة المُساومة الاسترضائِية مع الطبقة شُبه الفؤدالية الجنوبية لاجل استدامة استقرار الكيان الاممي، وتجلى هذا المبدئ التفاعُلي في اتفاقات تَقسيم الوِلايات بين مُعسكر جنوبي يدعم استمرارية اخضاع العَبيد، واخر شِمالي يرفضُه واصبح استحداث تقسيم الرُقع الجغرافية الجديدة مُصاغا عبر محاولة استبقاء التوازن الكمي العددي بين ولايات كُل من المعسكرين لاستدامة التماثُل التطابُقي في قيمة الوزن التمثيلي في الدوائر التشريعية، بل حتى انهم {الشماليون} وافقوا على اعادة تسليم العَبيد الفارين هرباً من الولايات الجنوبية الزِراعية الاستعباد الى ولاياتهم الشِمالية الصِناعية-الاسكانية التَحررية {ومن يريد ان يستزيد معرفة بهذه المُساومة، فليُطالع كتاب : Dividing the Union: Jesse Burgess Thomas and the Making of the Missouri Compromise by Matthew W. Hall} لَكن مع صُعود نجم لينكون الى مَقام الرئاسة ، تم اعتبار هذا مما لا يُستطاقُ تَحمله من قِبل الديموقراطيين الجنوبيين على رأس الهرم التراتُبي لمؤسسات ولاياتهم، فاتخذوا اجراءَ تَصعيدٍ نهائي باعلان الانفصال عن الولايات المُتحدة الاميريكية ، ومن ثُمَ دُقت طُبول الحرب الاهلية على نغمات شيرمان وگرانت وزئير ستوونال جاكسون وروبيرت لي الفِكرة هي، الولايات المُتحدة الاميريكية لا يوجد فيها عناصر حِزبوية تعتَنِق جوهر المبادئ الشعبوية المُنبثقة من التركيبة المُجتمعية التي تتعاقد معها تمثيليا, سواء كانت تِلك القضايا هي قيم مبدئية ، ام مفاهيم انطولوجية نابِعة من تصور شُمولي للوُجود، او مُجرد نزعات شعبوية في مُنتهى السطحية الاندفاعية، بل يوجد هُنالَك نِظام تسييري مؤسساتي يَستديم ما يُتصور عند الانطباع الاولي على انه مَسلك فعَّال لاجل التحجيم الاستباقي لاي مسالة يُمكن ان تتطور الى بحر استقطاب تشرذُمي يُمهد لاقتتال مُطلق الشمولية، ولكن في حقيقة الامر ، هو نازِع لاصالةِ كُل شيء، يُغير المُناضِل المُكافِح من مُقاتِل مُتفاني الى بيروقراطي قذر مُستعد ان يَتخلى عن كُل قضاياه الوجودية لكي يستحصل على فُرص انتهازية لاستدامة مُكوثِه السُباتي في موضِعه الذي اكتسبه ببيعِ ما كان يُبرر استمرارية تَنفسه عبر التمسُك بكل اصعدته مَربط الفَرس، لطالَما كانت هذا النَمط الالوي فعالاً في قتل العُصارة الحيوية الراديكالية لاي قَضية جياشة في قُلوب المُتعلقين بأيٍّ من ابعادِها، فالتعاطي التعاوُني عبر المُساومة التبادُلية ضمن محدودية التمثيل النيابي يسلب المُناضِل من اهم مُكون تشكيلي لقضيته ، وهو عدم الاعتراف بالمشروعية الوجودية لخصمه واعتبارِه مُستحقاً للافناء الاقصائي، وان لم يكن يعتبرك كذلك، فلِما يتشبث بقضيته تلك اساسا؟ لكننا نَحتاج للينكون جَديد فَقط، لكي يَنهار المَبنى القذر بِكُل ابراجِه المُنتفخة بالوَهم الاغتراري.

Teddy, with some populist polemics, and an incalculable ontic primitiveness .

G{old}.

الف باء تاء : انتشار الالحاد الامبريقي او الحاد الشُعوبية الوُجدانية {ايديولوجيا الحُقوق الافتراضية} ليس جراء قُصور منظومتنا الاپستمولوجية والانطولوجية والميتافيزيقية الاسلامية وانعدام اقتدارِها على تحقيق البَرهنة المُتكامِلة للتاكيد على صِحتها وحقائِقيتها السامية، بل بُكل بساطة لاننا لسنا مُتسيدين على ادوات الاستقطاب الشعبوي.

National socialism is the idiological manifestation of Darwinian metaphysics and the purist conceptualisation of humanistic primitiveness in a combination preserved through the negligence not of humanitarian sentimentalism, but of all spiritualistic discipline .

مُستقبل واقِع الأُمم هو مُحاكاة تَكريرية لتصورِها الاستيعابي عن خصائِص ماضيها، ليس عين الماضي، انما تنزيل تَطبيقي للمُخيلة التبجيلية عنه.

هايديگير .