بس أنت .

وداعاً بعد كل هذِه المحبة.

سكّين غدرك بالحشى تتربّع سلمت يداك بقدر ما أتوجّعُ كم ذا أقول لمهجتي لا تعشقي فالعشق من دمعاتنا يترصّعُ حذّرت قلبي من هواك وناره لكن قلبي لا يرى أو يسمعُ يا من لحبّك قد رهنت مشاعري فخسرت عمرًا لا أظنّه يرجعُ إنّي غفرت لك الذنوب جَميعها وأدنتني ظلمًا فماذا أصنعُ؟

في النُّضج هناك شيء مريح و مرعب في آن واحد هو أنك تصل إلى مرحلة تستطيع التخلّي فيها عن أي شيء أي شيء مهما كان عزيزاً أو يشكّل في حياتك حيّزاً كبيراً ستصل إلى مرحلة لا تبالي بمن يحاربك ولا تجاري من يجاملك ولن تعادي من يعاديك في النضج ستكون في عالم وكل ما حولك في عالم آخر !

بكَيتُ السنواتْ الماضيةْ الأشهرُ الأخيرةْ و الساعاتُ الجاريةْ بكيتَها واحدةٌ تلُو الأخرى حتى لَمْ يتبقى مِن عُمري شيئاً لأبكيهُ و أخذَت كُلها نائمةً فِي حُنجرتِي محاولةً قتلِي قبلَ أن أقتُلها أدتْ أدويتِي مهمتها الأساسيةْ إدخالْ الهواءُ إلى رئتِي و إبقاءُ قَلبِي مُستيقظاً لرُبما يُغري البكاءُ نَفَسِي فينتهِي و ينقطعْ رُبما قلبِي يرى الجميعْ نائماً فِي داخلِي فينامْ.

انتهينا وترگتلك ذكرياتي وبصوركُم تلگى دمعة امنياتي

أهديني أُغنيه لم تُهديها لأحد مِن قَبلي ولن تُهديها لأحد مِن بعدي إجعلها تَموت بيني وبينَك

وأنا متعبٌ يا أمي مجهدٌ كثيراً من وطأةِ الأيام وقلِقٌ مِمّا سيؤولُ إليهِ مصيري أريدُ أن أبكي كيّ أتنفسَ أكثر فالغصّةُ تملأ قلبي إلى فمهِ النازف وحلقي جافٌ كصحراء خامدةٍ في الداخل

يستطيع الإنسان أن يحترق وهو جالس إلى جوارك دون أن تلحظ في الشارع أو على المقهى في بيته بين أعدائه أو أحبته ولا يترك ذرة رماد على المقعد!