وَلَا تَنِيَا فِي ذِكرِي🌖🪐

تبرعاتكم وصلت لأهلنا في غزة✌🌾 التوثيق + طرق التبرع : https://www.facebook.com/share/p/bo6cfCZe2F1LtZx4/?mibextid=oFDknk

•• «أيا عُمر الفاروق هل لكَ عودَةٌ؟ فإنّ جيوشَ الروم تنهى وتأمرُ!». الإمام العبقريّ، والمُحدّث المُلهم؛ عُمر الفاروق! نُفضي إلى ساحِهِ لا لِنُقيم مأتمًا في ذكراهُ، ولكن لنستكشفَ مواضع العبرة من سِيرتهِ، ومواقع القُدوة من شخصيّتهِ... أسلمَ وعمرهُ بضعٌ وعشرون عاماً، وشهد بدراً وأُحُداً والمشاهدَ كلَها، وهو أولُ مَن عَسّ بالمدينة، ودار كالشرطةِ في الليل، وحمل الدرة وأدّب بها، وجنّد الجنود، ودوّن الدواوينَ. لم يكنْ عادلًا في الرعيّة وحَسب، بل كان أيضًا فاتحًا؛ فاتحًا لأعتى الحصُونِ، وهازمًا لأعظمِ الجيوشِ. فتحَ بيت المَقدس، وطلب أهله أن يكون صاحب عقد الصُلح على أهلِ مدن الشام، كان الرجل الكبير في بساطَة، والبسيطُ في قوّة، والقويُّ في عدلٍ، والمتواضِعُ في رحمَة، والرحيمُ في تواضعٍ. يخرجُ من المدينةِ عند الفتحِ، ويشير عليهِ الصّحابَة أن يأخذَ حراساً فيأبى، لأن الحارسَ هو الله، ويأخذَ مولى له ويقولُ للمولى: "اركب أنت عقبةً وأنا عقبة"، لأنّ هذا المولى إنسان، يتعبُ كعمر ويجوعُ كعمر ويظمأ كظمأ عمر، فلمّا أن وصلوا القُدس، كانتْ نوبة عمر في المشي، ولم يرضَ أن يركبَ بدلاً عن خادمهِ، رغم طلب الخادمِ لذلك، ولم يأبه لتلكَ الوجاهاتِ المزيّفة، فدخل القدسَ ماشيًا، وكانَ ذلكَ من العلاماتِ التي زعمَ النّصارَى أنّها تكون فيمَن يستلمُ مفاتِيحَ القُدس. يستقبلهُ أمراءُ الأجنادِ: أبو عبيدة وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان، فيقول عمرو بن العاص: "يا أمير المؤمنين! خيّبتنا وفضحتنا!"، قال: "بماذا؟"، قال: "أتيتَ بلا حرسٍ ولا جند ولا لباس"، فثوبه الذي في المدينةِ أتى به بوصفِهِ، قال عمر قولته الشهيرة: "نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله"! فنحنُ عندنا إرادَة وأصَالة وعمق، وعندنا شيءٌ ثمين، إذا تمسّكّنا به أعزّنا اللهُ وأخزى أنوفَ أعدائنَا، ويومَ أن نتخلّى عن هذِهِ الوثيقَة الربّانيّة والعلم الشهير والرسالَةُ الموروثة عن مُعلِّم الخير ﷺ، نبقى هناكَ في آخر الركب! كانَت حياتهُ حافلةً بالمواقفِ المُوفّقة، والدروس المتألِّقة، ولعل ذلِك يرجع إلى أسبابٍ ثلاثة: أوّلها: تربيّة الرسول ﷺ، فقد تخرجَ عمر فِي مدرسة محمّد ﷺ، درسَ هناكَ حيثُ العلمِ والعدلِ، حيث الرحمةِ والعفَافِ والنُّورِ! ثانيها: قربهُ من أهل القرآن وأهل بدر؛ إذ كانتْ بطانته علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص.. فهؤلاء الثُّلَّة هُم النجوم، وهؤلاءِ هم البدُورُ! ثالثهَا والأخير: أنّ عمر -رضي الله عنه وأرضاهُ- جعل الله نصبَ عينيهِ في كل ما يأخذ ويَذَر، فقد كانَ يحاسبُ نفسَهُ، وكان أكبرُ ما يخافُ من الله، فكانَ قبل أن يُقدِم على خطوةٍ أو كلمة يراقبُ الله في رضاه وغضبه، وفي حركته وسكونِه. لا نقصدُ من ذكرِ سيرَة عُمر تاريخَ الأمواتِ ولا التعداد والأوصافِ، بل نريد من سيرَة عمر الدّرُوس والتربيّة والحياة والْعدلِ والصدقِ والتضحيّةِ والبذلِ والرّحمَة، ونريدُ من سِيرَة عمر أن يتجدّدَ في الجيلِ أناس يشكّلون مَسِيرةً لعمر وصدقِهِ مع الله وشجاعتهِ في الحقِّ، لكن بحكمةِ عمر وبنفاذِ بصيرَة عمر وبهدوء عمر. وأخيرًا؛ هذا الإسلامُ معطاء، والّذي يقولُ: "لم يَعُد للعظماء مجال" هو كاذب مُفتَرٍ على الله، بل سوفَ تتكرّرُ نماذجَ ونماذجَ من الدعاةِ والحُكماءِ والعُلماءِ والأدباءِ ما بَقِيَت هذهِ الأُمَّة، وما بَقِيَت رسالتهَا في الأرضِ. • إعداد: أُمُّ مصعب. • كتابة: أُمُّ وِسَامْ. || شباب الأمة #إحياء_القدوات 1.2 ••

ㅤ «إذا خلا قلبُ المرء من معالي الأمور عظُمت فيه سفاسِفُها» - الشيخ حسين عبد الرازق.

•• «هجرة النبيَّين إبراهيم ولوط إلىٰ الشام» كانت أرض الشام المباركة ملاذ الصالحين الفارين بدينهم، المهاجرين في اللّٰه، وكأن اللّٰه يسوق لهذه البقعة المقدسة خيار خلقه ..! فهذا خليل اللّٰه إبراهيم في أرض العراق يتجرَّع الويلات من تكذيب قومه وإصرارهم علىٰ عبادة أصنامٍ لا تُسمِن ولا تُغنِي من جوع، وكانت القشَّة التي قصمت ظهر البعير هي نمرود بن كنعان، هذا الملك الذي ادعىٰ الألوهية؛ فناظره إبراهيم علىٰ مَرْأىٰ ومَسمَعٍ من الناس حتىٰ غلبه بقوة حُجته وبُهت الذي كفر! وقد وثَّق اللّٰه هذه المناظرة في مُحكم كتابه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: ٢٥٨]، ومع تكرار التصادمات مع قومه من تحطيم أصنامٍ ومُحاجَّات عقليةٍ ومنطقية؛ ضاقوا به ذرعًا فأضرموا النار وألقوه فيها غير آسفين، فجعلها اللّٰه بردًا وسلامًا عليه، وجعل له من رَحِم هذه المحنة منحةً عظيمة وهي إيمان ابن أخيه لوط الذي جعله اللّٰه فيما بعد نبيًا من المرسلين، قال اللّٰه ﷻ: ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ .. فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ۘ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [العنكبوت: ٢٤-٢٦] .. فخرج إبراهيم بزوجته سارة وابن أخيه لوط قاصدًا أرض فلسطين والتي كانت تسمىٰ حينها أرض كنعان، فلما بلغها أمن فيها علىٰ نفسه وزوجه ودينه ودعوته فمكث فيها، ومكث لوط في مدينة سدوم بالأردن وقد آتاه اللّٰه النبوة، كما قال رب العزة ﷻ: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ﴾ [سورة الأنبياء: ٧١]، ثم شاء اللّٰه أن يصيب أرض فلسطين جفاف وقحط شديد، خرج علىٰ إثره إبراهيم وزوجه إلىٰ مصر حيث رزقهما اللّٰه بهاجر كخادمة .. فعاد إبراهيم وزوجه إلىٰ فلسطين مرةً أخرىٰ، وقد أُضيف إلىٰ أسرتهما الصغيرة شخص جديد وهو هاجر، فتزوجها إبراهيم لعقم سارة، فأنجبت له إسماعيل الذي أمره اللّٰه بتركه وأمه في أرض مكة، ورزقه بإسحاق من زوجه سارة بمعجزةٍ منه، وظل في فلسطين طيلة حياته، يخرج منها إلىٰ مكة حيث أمره اللّٰه برفع قواعد البيت الحرام مع ابنه إسماعيل، ويعود إلىٰ فلسطين مرةً أخرىٰ، حتىٰ توفي في الخليل ودُفِن فيها .. أما لوط فقد بعثه اللّٰه لأهل سدوم الذين كانوا يؤتون الذُكران من العالمين، فنهاهم عن هذه الفِعلة التي لم يسبقهم إليها أحد، فلما أصروا واستكبروا استكبارًا؛ أرسل اللّٰه إلىٰ لوط ملائكة تطمئنه وتخبره بأمر اللّٰه له أن يسير بأهله إلا امرأته فرارًا من هذه القرية التي سيهلكها اللّٰه، وبالفعل جعل اللّٰه عاليها سافلها وأمطر عليها حجارة من سجيل منضود .. أتظن أن أمر الهجرة هذا كان سهلًا علىٰ نفس إبراهيم ونفس لوط اللذين وُلدا في أرض العراق وعاشا فيها؟! قطعًا لم يكن سهلًا .. ولكن الأصعب منه مناظر الأصنام حولهما في كل مكان! ولكن الأصعب منه البقاء بين ظهراني قومٍ يكذبون نبيهم، ويكفرون بربهم، ويعبدون أحجارًا وأشجارًا! ولكن الأصعب منه النار التي ألقوا إبراهيم فيها أمام عيني لوط؛ فغلبها برد اليقين، وجعلها اللّٰه عليه سلامًا! فاستحق إبراهيم بذلك كله أن يخصَّه اللّٰه بأوصافٍ لم يجعلها لغيره .. ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً﴾ [النحل: ١٢٠] .. رجل يجوب الأرض بحثًا عن أرضٍ يأمن فيها علىٰ دينه ودعوته، ولم يكن في أهل الأرض كلها مؤمنٌ به سوىٰ زوجه وابن أخيه! ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ﴾ [ النجم: ٣٧] .. لن تدرك معنىٰ كلمة (وَفَّىٰ) هذه إلا عندما تدرك كيف جاءه الأمر من ربه بذبح ابنه الذي رزقه اللّٰه به علىٰ فترةٍ من الذرية فامتثل أمر ربه! لن تفهم ما وراء كلمة (وَفَّىٰ) هذه إلا عندما تعلم أنه جاءه الأمر من ربه بترك ابنه الرضيع وأمه في وادٍ غير ذي زرعٍ فامتثل لأمر ربه! وكأن إبراهيم ولوط كانا لا يريدان إلا وجه ربهما ذي الجلال والإكرام، ولا يسارعان إلا في مرضاته، ولا يسعيان إلا في نشر دينه وملته! وكأن اللّٰه ﷻ اختار هذه البقعة لتكون مهجر الأنبياء، و مسرىٰ خاتمهم، وخير الرباط، وحَلْبَة المدافعة بين الحق والباطل، وأرض المعارك الكبرىٰ، ومسرح أحداث آخر الزمان ..! • أم مسلم || شباب الأمة. #اعرف_تاريخك 1.2 ••

اللاسامية....

•• 📖 وليتبروا ما علوا تتبيرا #ورد_الفوائد ••

أفراح الروح || سيد قطب

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

•• كان للنبي ﷺ إحدى عشرة زوحة رضي الله عنهن، وقد مات عن تسع منهن وماتت خديجة بنت خويلد وزينب بنت خزيمة قبله. وكان ﷺ خير الناس في تعامله مع زوجاته وخير الناس لأهله. كان ﷺ يحرص على مجالسة زوجاته ومؤانستهن، فعن عائشة قالت: (قَل يوم إلا هو يطوف علينا جميعاً فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ الى التي هو يومها فيبيت عندها). وكان النبي ﷺ مع كثرة مشاغله وعِظم أعبائه يسهر مع زوجاته ويؤنسهن و يسمع منهن. كان ﷺ وفيا لزوجته يحفظ لها حقها ولاينسى لها سابق عهدها، فقد أثنى على خديجة في حياتها وبعد موتها، وكان يحرص على بيان فضلها ومكانتها في قلبه حتى بعد وفاتها. وكان ﷺ يُقبّل زوجته قبل خروجه من البيت حتى وهو صائم. وكان يساعد زوجته في ركوبها على الدابة. كما كان يدلّل زوجته فيرخم اسمها، فكان ينادى عائشة رضى الله عنها بعائش ويناديها يا حميراء (بيضاء مشربة بحمرة) وكان يكنيها بأم عبد الله. وقال ﷺ: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم خلقاً) ولم يُنقل عنه في يوم أنه ضرب امرأة أو حقرها: (ماضرب رسول الله شيئا قط بيده، ولا امرأة ولاخادما إلا أن يجاهد في سبيل الله). #أنوار_السيرة. ••

«موسىٰ ﷺ» تقف الأقلام حائرةً أمام هذه الشخصية التي صنعها اللّٰه علىٰ عينه، واصطنعها لنفسه، فهيَّأ لها الظروف، وأجرىٰ لها المعجزات، وسخَّر لها الجمادات، وكسر لها قوانين الكون، فقابلت ذلك كله بالصبر علىٰ قومٍ أصبح الذل منهم يجري مجرىٰ الدم، وصار الكفر لهم سَمتًا، فاستحقت بصبرها عليهم أن تنال وسام شرفٍ اسمه (أولي العزم من الرسل) ..! إنه موسىٰ بن عمران الذي كانت ولادته في عام قتل الذكور بأمر فرعون، فشاء اللّٰه له أن ينشأ في قصر فرعون! في أحضان المرأة الثابتة آسية بنت مزاحم، وفي رعاية أمه الصابرة التي أطاعت أمر ربها بإلقائه في اليم؛ فردَّه اللّٰه إلىٰ قلبها بعد أن أصبح فارغًا، وقد وهبه اللّٰه قوة بأسٍ ورباطة جأشٍ كافية لقتل شخصٍ بمجرد وكزه! فخرج خشيةً علىٰ نفسه إلىٰ مدين حيث أحسن به ربه ورزقه زوجةً صالحةً حيية، كان أبوها له خير معينٍ، ثم سار بها في رحلة العودة إلىٰ موطنه الأصلي، وفي الطريق كلَّمه ربه للمرة الأولىٰ، وجاءه الوحي بتكليفه بالذهاب إلىٰ فرعون بغية تحرير بني إسرائيل من قيود الاستعباد التي يرسفون فيها، فطلب من ربه أن يجعل معه أخاه هارون نبيًا؛ فاستجاب له ربه، وعلَّمه المعجزات التي يريها قومه ليؤمنوا به من تحويل عصاه لحيةٍ تسعىٰ، وإخراج يده من جيبه بيضاء من غير سوء .. فلما ذهب لفرعون جحد بنبوته مع استيقان نفسه لها، واتهمه بالسحر، وجعل موعده يوم الزينة حيث يحشر الناس، وهناك أظهر اللّٰه الحق وأبطل الباطل، فأُلقي السحرة ساجدين، وقالوا آمنا بربِّ العالمين! فلما استحكم طغيان فرعون علىٰ الرغم من الآيات التسع التي رآها عيانًا، أمر اللّٰه نبيه موسىٰ بأن يسير ببني إسرائيل، وهنالك فلق لهم البحر، فأنجاهم وأهلك فرعون وجنوده الذين اتبعوهم، ليلج موسىٰ بذلك إلىٰ مرحلةٍ جديدةٍ من مراحل المعاناة مع بني إسرائيل الذين تجرَّعت نفوسهم الذل ..! فتارةً يسألون موسىٰ أن يجعل لهم إلهًا، وتارةً يتخذون من حُليِّهم عجلًا جسدًا له خوار، فأمهلهم اللّٰه، وفجَّر لهم الأرض اثني عشر عينًا، وظلَّل عليهم الغمام، وأنزل عليهم المنَّ والسلوىٰ، فلما جاءهم التكليف الإلهي بدخول الأرض المباركة وفتح بيت المقدس: ﴿قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ۝ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ۝ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ [المائدة: ٢٢-٢٤]، فضرب اللّٰه عليهم الشتات بكفرهم ﴿قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾ [المائدة: ٢٦] .. وهكذا ضيعوا علىٰ موسىٰ حلم حياته الذي كانت تنازعه إليه نفسه حبًا وشوقًا وهو دخول بيت المقدس، فحرَّمها اللّٰه عليهم لأنهم ليسوا أهلًا لسُكنىٰ هذه البقعة الشريفة، وضرب عليهم التيه أربعين سنةً حتىٰ يفنىٰ هذا الجيل بأكمله، ويخلفه جيلٌ جديدٌ يتربَّىٰ علىٰ يدي موسىٰ، وهكذا يكون الحل دائمًا في صناعة جيلٍ وفقًا لمعايير الوحي الربانية ومعاني العزة الإيمانية وفقه الواقع المعاصر .. وبالفعل فتح اللّٰه بيت المقدس علىٰ يد هذا الجيل، ولكن بقيادة يوشع بن نون فتىٰ موسىٰ الذي ذكره اللّٰه معه في سورة الكهف، أما موسىٰ فقد قضىٰ نحبه علىٰ مشارف البقعة التي كان يرنو إليها .. وكأن اللّٰه ﷻ قذف في قلوب كل الأنبياء حب هذه الأرض التي جعل البركة والقدسية صفتين لازمتين لها، فمنهم مَن دخلها، ومنهم مَن مات دون ذلك، ولما جمعهم اللّٰه بنبينا ﷺ؛ كانت بوابة هذا الاجتماع هي هذه البقعة التي كانت وما زالت تخفي في ثناياها أسرارًا عجيبة ..! • إعداد: أم عمرو • كتابة: أم مسلم || شباب الأمة #إحياء_القدوات 1.1