فَفِرُّوا الى الله

عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: بينما نحن نُصلي مع رسول الله ﷺ إذ قال رجلٌ من القوم: "الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً". لاحظ: قال ذلك مرَّة، فقال رسولُ الله ﷺ: مَن القائل كلمةَ كذا وكذا؟ قال رجلٌ من القوم: أنا يا رسول الله. فقال النبيُّ ﷺ: عجبتُ لها، فُتِحَتْ لها أبوابُ السَّماء، قال ابنُ عمر -رضي الله عنهما-: فما تركتهنَّ منذ سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول ذلك

‏من أدعية تزكية النفس: ‏قوله ﷺ لِحُصين بن عبيد، قل: (اللهمّ ألهمني رشدي، وقنِي شرّ نفسي) فمن عرف حقيقة نفسه وما طبعت عليه، علِم أنها منبع كلّ شر، ومأوى كلّ سوء، وأن الخير فيها ففضل من ﷲ منّ به عليها، لم يكن منها ﴿ولَولا فضلُ اللَّه عليكُم ورحمتُهُ ما زكى منكُم مِن أحَدٍ أبدًا﴾

‏- تذكير بصيام الخميس غدًا ‏الصيامُ في الأشهر الحُرُم أشد استحبابًا وأعظم أجرًا؛ اغتنموا ثوابه يا أهل باب الريَّان، وذكِّروا غيركم.

هل استعددت لعشر ذي الحجة؟ اليوم ٢٧ ذو القعدة لم يتبق سوى القليل!

أيّها الحزينُ لفقدانِ شهرِ الصوم جاءتك أيام "العِوض" ياسعادةَ من تَفَتَّحَ قلبهُ لغنائم العشر، فأَحسنَ العملَ الصالح، وداومَ الذِكر.

القارئ هاني يونس يحاكي تلاوة ماهر المعيقلي

راجِع قلبك وأنت على مشارف خيرِ أيام الدنيا "عشر ذي الحجة" ، واستقبلها بالتوبة والاستغفار والتخفف من الملهيات ؛ فإنك تنال من بركاتها بعد توفيق الله بقدرِ ما تسعى وتجتهد وتستعدّ للاستكثار من الطاعات.

مَن أكثر مِن شيءٍ مات عليه، وقد قيل: "الخواتيم ميراث السوابق" ‏قال الإمام ابن القيم رحمه الله : قيل لأحدهم وهو في سياق الموت: قل لا إله إلا الله! فجعل يُغنِّي لأنه كان مفتـونًا بالغناء، والعياذُ باللـه. ‏• ابن القيم، الداء والدواء: (٩١/١).

مقبلين على موسم من مواسم الطاعة فاستعينوا بالله تُعانوا اعقدوا العزم على اغتنام الأيام الفاضلة وعمارة الأوقات بالطاعة، فما الحيـاة إلا أنفاس معدودة وأجال محدودة. من اجتهد في تخليةِ قلبه من الذُّنوب والخطايا قبل العَشر وروَّض نفسه في أبواب النوافلِ والإكثار من ذكر الله: وجد روحه غُرّة العشر تعانق السماء عُلوًّا، وتُناطح الجبال عزيمةً، وتُحيط بها المباهجُ والأسارير.

قال ابن القيم - رحمه الله - : ‏" القلب كلما اشتدت بـه الغفلة اشتدت به القسوة، فإذا ذكر الله تعالى ذابت تلك القسوة كما يذوب الرصاص في النار ". •الوابل الصيب (١٧١/١)