ربيع العُمر

«للذين أحسنوا الحسنى وزيادة»

مَن غَفل عن ذِكر أخيه في دُعائه في مَواسِم العطايا فقد خَانه! فما آخَاك أخُوك لتلاطِفه وتؤاكله وتُمازحُه عند النعماء فقط وإنما لتؤازره في أمر دينه ودنياه! فتفقدوا أحبابكم وإخوانكم بالدعاء الصادق بخيري الدنيا والآخرة فلا أحَبّ لِلمرءِ مَن أن يجِدَ إلى جانبهِ جليساً يستطيع أن يسكب نفسَه في نفسِه ويُفضي إليهِ بِسريرةِ قلبه.

في حديث حجة الوداع مشهد عظيم جدا. لما تعب جمل صفية بن حيي رضي الله عنه وبرك، حزنت وبكت، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم ومسح دمعها بيده الشريفة، فجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها، فلما أكثرت انتهرها، فخشيت صفية رضي الله عنها أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد في نفسه عليها، فذهبت إلى أم المؤمنين عائشة، وقالت: أني لم أكن أبيع يومي من رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء أبدا، وأني قد وهبته لك على أن ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم عني، فقالت عائشة نعم. فذهبت عائشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت عليه، فقال لها: «مالك يا عائشة، إليك عني هذا ليس بيومك» فقالت: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فأخبرته بالأمر، فرضي عنها، ونام صلى الله عليه وسلم

قال رسول الله ﷺ: (وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن، تكشف عنه كربا، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا)، رواه البيهقي، وحسنه الألباني. وقال ﷺ: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة) رواه الحاكم وصححه الألباني. عباد الله، هذه أحب الأعمال إلى الله -ومن أنفعها إليكم- وهذه عشر هي أعظم الأيام عند الله والعمل فيهن أحب عند الله، قال ﷺ: «ما مِن أيامٍ العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر» رواه البخاري وغيره،

"فتًى تمّ فيه ما يسرُّ صديقهُ على أنّ فيه ما يسوءُ الأعاديَا." -النّابغة الجعدي.