جمر الغضىٰ ..

ضريبة طهارة الروح ووصولها .. الآلام والبلاءات وشدة الغم ..

لا تخسروا الرّوح والقلب في سبيل الحجر والتراب .. لاتغرّنكم الدنيا !

من مصاديق الحب.. أن تكونَ لغيركَ؛ كما يحبُ الله.. فهذا الزوج الذي لطالما يهمل زوجته بداعي العمل والتعب والكد والسعي لهو زوج يعصي الله في زوجته.. فالزوجة الصالحة لا تحب المال ولا تريده ولا تريد بيتا ولا تطمح في حياتها الزوجية سوى ان ترى الحب البالغ من زوجها اليها ومدى اهتمامه بها.. ثم لو رجعنا الى حياة السيد الخميني مع زوجته هو كان كثير السفر وعالم ويدرس ويدّس وقته كله في حالة انشغال لكنه بقي يواصلها برسائل تبهج حال قلبها وتشعرها بمدى محبة قلبه لقلبها ،. يشعرها ان وجوده عدم دون وجودها، فإن كان الزوج يسعى لجمع المال او لطلب العلم في كلتا الحالتين يستطيع بأخلاصه مع الله وبأرادته لوجه الله أن لا يقصّر في محبة ومراعاة زوجته طرفة عين.. والزوجة التي تبذل نفسها في سبيل رضى الله فتعامل الزوج كالصَديق فتساعده في المهمات والملمات وتكون سكنا له ولراحته و لا تطلب شيء غير المراعاة والاهتمام وأسعاد قلبها بالكلمة والفعل الحَسَن، فهذه الزوجة التي تسعى للوصول إلى الله ولمحبته إن لم تجسد هذا السعي بحسن التبعل بشتى مضامينه فهي لا تصل "في هذا الجانب " لمستوى عظيم وعالي من مستويات رضا الرحمن (جلّ وعلا). بالتالي إنّ المودة والرحمة والتنازلات والتغاضي والتشبه بالصفات الحسنة الموجودة عند الطرفين هي سبيل لبناء حياة زوجية مستقرّة وراقية وفريدة من نوعها كونها بُنيَت على أساس حب الله وطلب رضاه.

"والجمرَةُ المُوقَدَة أَبْرَدُ مَسًّا مِن سَخْطَةِ امرِئٍ على نفسِه!" - محمود شاكر.

في نصيحة بليغة لسماحة السيد السيستاني (حفظه الله) للشباب المقبلين على الزواج " وليَهتم أحدكُم بخُلق من يَتزوجها ودينها ومَنبتها ، ولا يُبالغن في الاهتِمام بالجمالِ والمَظهر والوَظيفة فإنّه إغترار ؛ سُرعان ما يَنكشفُ عنه الغِطاء عندما تفصحُ له الحَياة عن جِدّها وإختباراتها ، وليَعلم أنّ من تزوّجَ إمرأة لدِينها وخُلقِها بورِكَ لهُ فيها". وهذه نصيحة ذهبية من سماحة السّيد يؤكد فيها على الإختيار على اساس الجنبة الإلهية الباقية لا على الجنبة المادية الفانية ، فنلاحظ إنّ أساس الإنجذاب القلبي بين الزوجين في بداية مشوارهما في هذا المشروع الإلهي المُقدّس يعتمد بالدرجة الأولى على الترابط الرّوحي والخُلُقي بينهما أي إنهما يتميزان بجمال باطني مُميز يعُجب به الآخر فإن بُنيَ الحُب على أساس روحي باطني كحب الله تعالى وطاعته المتكون في روح كلٍ منهما فهو يدوم الى ما بعد الدُنيا أما إذا بُنيَ على أساس جمال ظاهري فيزول بمرور الوقت بإفتعال المشكلات التي اساسها دُنيا فانية، فهنيئاً لمن وطّنَ نفسه على تهذيبها لتحقيق الغاية الأسمى.

إن المؤمن لا يخون الكافي :عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن عثمان بن سعيد، عن عبد الكريم من أهل همدان، عن أبي تمامة قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): إني أريد أن الزم مكة أو المدينة وعلي دين فما تقول؟ فقال: ارجع فأده إلى مؤدي دينك وانظر أن تلقي الله تعالى وليس عليك دين، إن المؤمن لا يخون. أقول : لقد خانته العباسية زوجته فسمته وقتلته فأبعدها الله وألحقها بزوجتي نوح ولوط (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما). وأعظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب مولانا الإمام أبي جعفر الجواد علبه السلام السيد حسين الحكيم

| اللَّهُمَّ إِنَّكَ مَلِي‌ءٌ بِالْمَنَائِحِ الْجَزِيلَةِ وَفِيٌّ بِهَا .. | دعاء الإمام الجواد عليه السلام

الإمامُ الجوادُ عليهِ السلام مصداقاً للجودِ والعطاءْ ، هذا الإمامُ الذي أبى إلاّ أنْ يواسيَ الإمامَ الحسينَ عليهِ السلام في نقطةٍ من بحرِ ما جرى عليهِ في عاشوراءْ ، هذا الإمامُ الذي تلذّعتْ نارُ السُّمِ في أحشائهِ فبقيَ يجود بنفسهِ وروحهِ والتهب قلبه عطشاً .. راحَ إلى سطحِ دارهِ لِيُعلِمُنا معنى الجودَ الأكبرْ، عندما بلغت روحه التراقي رمقَ السماء بطرفه .. غمّض عينيه، وأسبل يديه ورجليه، وعرق جبينه، وسكن أنينه، وفارقت روحه الدنيا وبقيَّ مُلقاً على السطحِ تحتَ الشمسِ اللهابةِ لثلاثةِ أيام، هذا الإمامُ الذّي علّمنا كيفَ نفدي أرواحَنا ونجودُ بأنفسِنا في سبيلِ الله عزَّ وجل، فنتشبه بالإمام الحسين في حياتهِ أو نسعى لِنواسيهِ في أن نموتَ حسينينَ عاشقينَ شهداءْ ..

العلماء، غرباء؛ لكثرة الجهّال بينهم _الإمام الجواد (عليه السلام)

تحقق الحُبّ بالطّاعة...!   القرب وعدم الغفلة عن صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه) يكون بقوّة محبته ومعرفته وذكره في كل حال، والنظر إليه في الموجودات والأشياء والأشخاص؛ إنّ هذا الهواء فيه أنفاس صاحب الغيبة الطويلة "صاحب الزمان" هو قطب الوجود، هو بقيّة الله ووجهه، علينا ألّا نرضى إلا بكوننا مرتبطين معه إرتباطاً خاصّاً، هذا الإرتباط معه يعصمنا بمرور الزمن من عمل المعصية والغفلة والذنب والخطأ، إلى أن نتكامل ونصل إلى أعلى درجات القرب من الله تعالى، وكل هذا لا يحدث بمجرّد محبّته فنحن نحتاج أن نتعرف عليه، فالمعرفة تزيد من درجة المحبة وبالتالي تزيد من درجة الإخلاص والطاعة، لا نتأمل ونسعى لأن نراه بل لنبحر في عالم معرفته! ثمّ لو تساءلنا يا ترى متى يصل هذا الإنسان الذي يقول بالحب لله تعالى ولإمام زمانه إلى الطاعة؟ أليس المحب لمن أحب مُطيع؟ إذن لماذا نرى الحب والبذل وبالمقابل نرى سوء الأخلاق وسوء الظن وسوء العمل؟! هذا كله يتبع المعرفة؛ من عرف نفسه فقد عرف ربه، وبهذا يتحقق معنى الحب الحقيقي لله تعالى وللإمام المعصوم، لا بدّ لنا من المعرفة، المعرفة ليست بالضرورة أن تكون بالتعلم فقط فكم من عالمٍ هوى وسقط، ولكنّ العبرة في فطرة الإنسان واصلها الفطرة لها ما لها من اثر على معرفة الإنسان لنفسه ولربه، ولكن بسبب الحجاب الظلماني الذي تكون من الذنب والمعصية، تنعدم الفطرة وتضمحلّ وتنتهي، نحن نحتاج إلى التركيز على النفس وتهذيبها وذكر الله في كل حال.