بَصَائِر

ومن تكن العلياء همته فكل الذي يلقاه فيها محبب! من دخل البناء المنهجي وكلّه همّة وعزيمة وإرادة في تزكية نفسه والارتقاء بقلبه إلى منازل راقية،فكلّ الذي يلقاه في سبيل طلبه للعلم من تعب ونصب وقلة نوم؛ كل هذا مُحبب له ويتلذذ به،لأنه يعلم يقينا أن "في الصباح يحمد القوم السرى!" #منهجيات_في_طريقك_للبناء.

"أنا أجد فتور في إنجاز مهامي اليومية!" أولا لابّد أن تعلم أن الفتور والكسل كغيره من الأمور الطبيعية التي تصيب الإنسان(كالفرح والحزن والغضب والجوع والمرض...)،وما منّا إلا ويصيبه الفتور سواء في العبادة أو الأمور الدنيوية،فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ لكل عمل شِرّة،ولكل شِرّة فترة". فلكل عمل تَوقّد وتوهج وعزيمة،وأيضا هذه العزيمة وهذا التوقد تصيبه فترة وخمود وجمود،وكما قال ابن القيم رحمه الله:"وتخلل الفترات للسالكين أمر لابّد منه!" فعادي أنك تحاول الوقوف ثم تقع،عادي أن يمر عليك يوم وأنت لم تنجز فيه مهماتك،تقبل هذا الضعف وحاول أن تعيش معه ولا تحاول أن تكون "سوبرمان". فليس العيب في السقوط،إنّما العيب في التمادي في هذا السقوط،وعدم المحاولة للنهوض لمجرد أنّك فشلت في المرة الأولى،ثم تقوم بلوم نفسك،وأنه "مفيش فايده!" أو كما يقول إخواننا المصريين هههه "بايزه بايزه!". بل استعن بالله ولا تعجز وابحث عن الأسباب التي جعلتك لا تنجز مهماتك،وإن شاء الله سنحاول أن نتكلم عن بعض الأمور المعينة على التخلص من الكسل والفتور في طلب العلم أو في الأمور الدينية والدنيوية عموما. #منهجيات_في_طريقك_للبناء.

"لا أجد وقتا للبناء المنهجي!" هذا مشكل أغلب المشاركين في رحلة البناء يعاني منه،والحقيقة أنّ هذا المشكل يحتاج إلى تدقيق وتمحيص،فصاحب هذا المشكل يجب عليه أن يقف وقفة صدق مع نفسه،ويسأل نفسه "هل فعلا لا أجد وقتا للبناء المنهجي؟!" عليك أن تنظر في ساعات يومك أن تذهب؟! اليوم فيه 24 ساعة والبناء لا يأخذ منك إلا ساعة واحدة،ألاتستطيع أن توفر من يومك ساعة واحدة؟! ويجب أيضا أن تفرق بين الانشغال الدائم والانشغال المؤقت،وعليك أن تعلم أنّك لست وحدك المنشغل،فكل النّاس تعمل،وكل النّاس لديها التزامات،وكل النّاس لديها ثانوية،وكل النّاس لديها امتحانات جامعية،عليك أن تسأل نفسك "هل فعلا أنا لا أجد وقتا للبناء أم لا أجد عزما؟!" أمّا أنا فنصيحتي -لنفسي أولا- استعن بالله ولا تعجز واصدق الله يصدقك،واعلم أنّ هذا العلم دين،اتعب في سبيله،ولتكن لك همة عالية،ولا ترضى بالدون،الله يحبّ أن يراك تطلب معالي الأمور،ويكره أن يراك وراء سفاسف الأمور،واعلم أن العلم لا يستطاع براحة الجسد،ولله در القائل: يُريدونَ إدراكَ العلومِ رخيصةً ولابدّ دونَ الشهدِ من إبرِ النّحل ومن يطلبُ الحسناءَ يسخو بمهرها وطالبُ شهدٍ لم تخفهُ اللواسعُ #منهجيات_في_طريقك_للبناء.

يا آل البناء المنهجي الله الله في الإخلاص! #البناء_المنهجي

فمن أُلهِمَ الدعاء فقد أُريد به الإجابة! ابن القيم رحمه الله.

يا أيها العبد الحائر الحزين! .. ذِكْرُ الله هو باب الفَرَج! الدكتور المُربّي فريد الأنصاري رحمه الله ✨🌺

ومن أهم ما يصنعه استحضار مراقبة الله في النّفوس الزهد في الفضول،فضول النظر،وفضول السماع،وفضول الكلام،وفضول الخلطة،وفضول النّوم،وفضول تصفح الانترنت،ونحوها،فيصبح المرء لا ينفق نظره وسمعه ووقته إلاّ بحسب الحاجة فقط. إبراهيم السكران فك الله أسره.

فما استُجلبت نِعم الله واستُدفعَت نِقمه بمثل طاعته والتقرب إليه،والإحسان إلى خلقه! الإمام ابن القيم رحمه الله.

نعم ستنجح في خداع كل من حولك! لكن لا ولن تنجح في خداع نفسك التي بين جنبيك! نعم قد تتوهم أنّك خدعتها ولكن ضميرك سيحدثك دائما عن خدعتك تلك،حينها ستفهم أنه لا سبيل للتصالح مع هذه النفس إلا بمصارحتها ! تصالح مع نفسك حدّثها بعيوبها،والزِمها تقوى الله.