ياليتها جهرت

لاسباب شخصية هقفل اللتشانل، اللي حابب يقرأ ليا تاني هيلاقيني هنا وشكرا https://www.facebook.com/magma3eladeb/

الساعة الرابعة بعد منتصف الليل، قُبيل صلاة الفجر، يرتدي بيچامته التي تغيرت معالمها جَرَّاء غسيل والدته، التي تقنعه دائماً أن العيب في نوع القماش الذي يشتريه وليست غسالتها أو المسحوق. يجلس على كُرسِيه الهزاز المهترئ، ويصطدم به هواء نوڤمبر البارد، ومن حوله تتناثر  "بقايا السجائر" النصف مكتملة، وسط الكثير من الفوضى، وأقفاص الطيور التي يُربيها السكان على سطح البناية العتيقة. وفي ناحية السور يقف صديقه المُقرب، يرمي بعينيه ذهاباً وإياباً، ويرتدي ملابس صيفية تتحدى برد نوڤمبر وكأن الزمن عنده قد توقف في ليلة من ليالي يونيو الحارة. -ألا تمل؟ =ضحك، وقال: وهل يمل الرجل من النظر إلى الحسناوات؟!! -ستُفقدك أردافهن بصرك يا صديقي، يجب أن تتزوج يا رجل، فإهدار تلك الطاقة.. حرام!!! =وأضيع على نفسي متعة الترحال خلف أسوارهن، والنظر إلى حدائقن الخلابة؟ إنهن يُذهبن بعقل الرجل حقاً، وهذا يجعلني أوفر على نفسي الكثير من مال النبيذ. -أترك عنك حديث النساء، وأَعِني ببعضٍ من عقلك المتبقي في مشكلتي. =أي واحدة منهن؟ -صحيح، نسيت أنني قد حصلت على أوسكار في تجميع المشاكل الشهر الماضي، شكراً لتذكيري. =نظر بسخرية وقال: لا أقصد الإساءة. -لا عليك، ولكن إن كان المرء منا قد ولد ومعه تلك المشاكل، فماذا يفعل؟ =لا أحد يولد محملاً بالمشاكل، بل يولد المرء منا هادئاً مطمئناً، حتى يرى البشر، فيبدأون برمي المشاكل إليه واحدة تلو الأخرى، وهنا تبدأ معاناة الفرد منا.. فـ تخيل معي يا صديقي أن تكون في أَوَج سلامك النفسي، ويقترب منك شخص لا تعرفه، وعلى حين غفلة منك يمسك وجنتيك بشدة حتى يكاد الدم ينفجر منهما، وهو يضحك كالأبله ويقول" طفلٌ جميل، أنت حمار، طفلٌ جميل"، ويستمر بالضحك ويأمرك بالضحك، فتصاب خلايا عقلك بالضياع، وتتسائل، هل أنا طفل جميل؟ إذاً لماذا يمسكني بهذه القسوة، أم أنا حمار لهذا يشتد على وجنتاي بهذا الشكل، وإن كان الأمر كذلك لماذا يضحك، ثم يأمرني بصوتٍ مرتفع أن أضحك أنا الأخر؟ -تحسس وجنتاه وابتسم، ثم قال: تعني أن البشر هم السبب، نحن أيضاً بشر ولا نتسبب لغيرنا بالمشاكل، هذا تعارض. =لا تعارض، ولا تُجزم بأننا لم نرمي بالمشاكل لغيرنا، فـ المشاكل يا عزيزي والمصائب تأتي بصور مختلفة، فما تظنه نعمة من الله إليك، يقع على غيرك كالمصيبة. -كيف؟ =أتذكر؟ تلك الفتاة التي كنت سأتزوجها -نعم =عندما قررت أن تنفصل عني، كانت تلك مصيبتي، لأنني أحببتها كما لم أحب من قبل، ورأيت في قرارها هذا منتهى الأنانية، وتسببت لي بألم لا أزال أذكره، وعندما فشلت محاولاتي في جذبها إلي، دعوت الله أن ينزل بها عقابه لأنها ظلمتني ويجب أن تُحاسب على فعلتها تلك، لقد كرهتها جداً وكانت في نظري مثال المرأة الشريرة التي تنتزع قلوب الرجال.. ولكن بعد فترة وعندما هدأت نفسي، راجعت ما حدث، بعد أن جعلت منها الوحش الكاسر، لقد وصفتها بالأنانية في حين أنها رأت أن سعادتها لن تكون بالزواج مني، وأنني لا أناسبها لعدة أسباب مُرضية بالنسبة لها... هي لم تفعل شيء سوى أنها قررت إنهاء تعاستها قبل أن تبدأ، وكانت واضحة وتتحلى بالصراحة دائماً ولم تتلاعب بي أبداً، ولكن وقتها لم أدرك هذا.. كل ما أدركته فقط هو الألم الذي وقع علي، فكرت في مشكلتي الخاصة فقط.. " جلس على السور وكأنه يُلقي محاضرة عليه، ثم أكمل"، وهكذا إذاً، كان هذا القرار مشكلة لي ونعمة لها، فنحن لا نقصد أن نتسبب بالمشاكل لغيرنا، ولكن كلٌ يرى من زاوية مختلفة، فرؤية عيني الواضحة في نظر غيري عمياء. -نظر للسماء، وقال: بهذا المنطق فقد تسببت بالكثير من المشاكل لغيري بدون قصد.. البشر يعانون من البشر. =أجل، ولكن لم تخبرني ما هي تلك المشكلة التي تعاني منها، والتي بتلك الأهمية التي جعلتني أُبعد ناظري عن جارتنا الحسناء "نظر إلى نافذتها فوجدها مغلقة، ثم وجه حديثه غاضباً إليه" : لقد ذهبت للنوم، أتشعر بالراحة، لقد ضيعت علي الليلة بسبب ثرثرتك، يا لك من أحمق. - تجاهل كلامه عن تلك السيدة، وبدأ يتحدث عن مشكلته: إنها أستاذتي في الجامعة، دائماً ما تنتقد أُطروحتي، ولقد عملت لفترة طويلة على تلك الأُطروحة، وهي لا ترضى أبداً. =أعطني رقمها -"غير صوته وقال بسُخرية" :ماذا؟ ستقول أنا ولي أمر الطالب، إنه طفل مطيع، من فضلك وافقي على تلك الأطروحة. =لست بهذا الغباء، كما أنني لن أنجب طفلاً مثلك إن شاء الله، ولكن سأرتب معها ليلة، لن نتحدث فيها عن أطروحتك الغبية تلك، ولكن أعدك أن تُحضر لك بعدها شهادة الدكتوراة من جامعة هارفارد على طبقٍ من ذهب. -والله ِ يا عزيزي لقد بدأت أشك في أمرك، لماذا مع كل هذ الحديث لم تتزوج بعد، لا أعتقد أنه بسبب تفويت متعة التنقل بين النساء كما تدعي. =لن أنسى لك هذه الوقاحة، ولكن أعدك أن أثبت لك. -ابتسم في خُبث وقال: ماذا؟ هل ستتزوج غداً؟ =ضحك في غرور وقال: لا سأُحضر لك شهادة الدكتوراة. زياد عميرة

ارتجَافٌ مِن القلب، واشمئذاذٌ مِن النَبضِ، هَلاك في حَياةٍ صَماء. عُدتُ لِعُزلتي حَتي لا يأتني يومٌ أري فيه نَدمي بالصُدفة في أي مَكان في هَذا العَالم البَغيض. وبِما أننا نري أشَياء مِن الصَعبِ اجتيازها، ولكن بِما أنها أوقَات سَتمضي كَما يَمضي العُمر. وأحيانًا نتمني أن تَكون أحلامنا حَقيقة ... وأحيانًا نَتمني لوگانت حَقيقتَنا حُلمًا. ولَكنني بالرغم مِن كُل هذا في مُنتصف أُحب وحدتي وبالرغم مِن أنها مُعتمة وبَاردة، أوقظ ذِكرياتي وأيَامي الحزينة، وروحِي تنسحب مِني غَريبة هذه الحَياة تَجعل الناسَ ضدي، ومَازال بِداخِلي دَمعة وصَرخة مَكتومَة، وكَأن قَلبي مَطعون بِخنجرٍ مَسموم ودموعي التي تَنزل بِلا أي سَبب بِدون مَشاعر، أوأحَاسيس، وهَكذا هي الحَياة. بِما أنني سَأكون وحيدًا في القَبر فلا بأس مِن وحَدة الحَياة.

أكتب لك لأول مرة وكنت أظنك تدركين أنني أرغب في الحديث معك دائمًا وأنني أهواكي أو بالأحرى متيمًا بك كما هويت الشعر لأنه جعلني أتحدث معك لأول مرة ولأنه كان سببًا في أعترافي بحبي لك، لقد قتلتني يا أفروديت وشهدتي عليّ وكأنك شهدتي الله بقتلي، يا من زكمتِ قلبي، أصبح قلبي بفضلك مهترئ، أكتب لك يا ربة الشؤم فأنت من حول حياتي شآمة، يا من شيأ الله وجهك في ناظري كما أيثرتي في ناظري من قبل، يوم رحيلك أُتيت واستاثرني الله وخلقني في أبهى صورة من جديد لقد خلق زيوس بداخلي الذي كنت أب إليه منذ سنوات كثيرة فضربت آباط الأمور فسقطتي من الترائب فسجوت الليل لهجائك كما فعلت في مدحك لكنني اليوم أقسم لك أنني سأسجو النهار وسيمزن وجهي وسيخضع جأشك ليّ وسأسدم الباب حين أوبتك لأنني اليوم بؤأت منزلًا،  وسيزين اسمي بين الجميع، وستجلسين تقرأين للبدري مأساة الغروب وما بين الحب والحزن لخاطر، وسأجلس أنا في بهو شرفتي أشعل سيجارتي وأحتفل بأنجازاتي المستمرة وهذه أول قاعدة من قواعد الحياة فقط تمهلي وستحملقين للسماء لكي تستطيعي رؤيتي مرة أخري. -زياد عميرة

‏لم أرَ نظرات الحُب الحقيقية إلا على عتبات المقابر ، والمستشفيات ، نحن أُناسٌ لا نتذكر من نحبهم إلا في النهاية . - دوستويفسكي

بُروج مُترجمة على وَرق يَحتويه الِحبرُ الأسود والدونوت لبؤرة الشهوة الرومانسية، وها أنا أبكي على مَن زَين الُحُسنُ وَجهها لَيس لها مَثيل، مَمشوطة بِالمِسك قَد فَاح شَذاها بِشَعر كان الدُر فيه ترانيم، كَعِناقِها بَينَ الحَطيمِ، والزُمُرد، وقبَلتُكِ تسعتًا وتِسعينَ قُبلة براقة ما بين كفك، وخدك، وفمك، وعنقك، وتفاصيل الملحمة الليلية، رَمِيتُها لِرمشِها لتَرمش، وَكأني أنا هو حارثُ العَينينِ لها وهُو مُحلى بِالتُراثِ العَربي المَجيد، كُلما سَقطَ رِمشًا لها على الأرضِ، لرميتُ نُفسي قَتيلًا أمام عَينُكِ المُقدسة. كَكُبرة المُقاناة البياض بِصفر غِذائها، بأشواقِكَ التي كُنتُ فيها كَسجين حُكِمَ عَليهِ بِمؤبد بِها قِصة وَجع اشعلتها بأجيح القلب بِداخِلي وتركتني للهجُران. سَلا قَلبي في عَما كَان يَهوى، ويَطلب، وأصبح لا يَشكو، ولا يُعاتب حتى أنتظِرَ رَميتًا مِن غَرامِها مُفرهدة، لِتلتَقي على نار حُب أشواقِكَ. جُذور بِها نيراننا تَشمَئز العناق المُتقصفُ، وتضُم الغَساقين، لها وقودًا قَريح، فَلو كَانت احتَرقَت تَفاتت، ولكنها بالرغمِ من أنها احترقَت تَعودُ لِتُناجر بالتأصل داخل نيران الأشواق داخل التفاصيل الحميمية، المتهلكة بالشذى ليأتي الليل ببرودة وانهمرُ مِنك ما أشاء.

هذه أنتِ كما أعرفك، وكما جاشت إليكِ نفسي، تكبرين فَتصبحين أكثر جمالًا مِنْ ذي قبل، رُغمَ الحُزن الّذي يقتات عَلى عينيك الجَمِيلتين، لا تزالين قوية تزينين بؤسك بِالمُجاملاتِ لا بأس فَالعالمِ ماسأوي، لَكِنكِ أجمل مِنْ العالمِ وجَمَالك لا يُقدر لهُ أنْ يُسجن بين بعض الحُروفِ، فَأصبح باكو رينتيريا وحروفي لحن مِن أجلكِ، لَكِنْ ما غَنَتي أنْ أسهر كُل مرَّةٍ لا تكوني بِجواري، ما غَنَتي أنْ أسقُط قَتيلًا أمام عينيك الَّتي أُفتش دائمًا عَلى رِمشُكِ الثاني عشر مِنْ جفنك الأيمن، فَهذا أول شيء لَفَتَ انتباهي بِكِ مُنذُ سبعون عامٍ، ريدي مِنٍ الله أنْ يستاثرني قبلك؛ لَأني لَنْ أقدر عَلى أن يغلو الجوي عند ثكلك. - زياد عميرة.

لم تكن وقفته التي اعدتها عليه.. إنه يتكىء على حزنه بيده المتأرجحة، وتخور قوى روحه في صمت عدمي عنيف! لاذ بي بعد أن جردته الدنيا من متاعها؛ وامتنعت أنامله عن الكتابة.. ينحني كأنه صخرة تضع نهرها الوليد ينهمر كأنه الخلود الأبدي! تأنس بقربه العتمة، وتشتكي من ظلماته الأضواء! هو ينتظر؛ لكنه يتعجل كل شيء ريثما تبعث السما وحيها إليه؛ حينئذ سنفرج شفتا قلمه ليصرخ أو ينتحر! "هكذا نحن نُصاغ كأغلفة المجلات تلفظنا المطابع ونتسكع بين أقدام الطريق" الخامسة قبل أن يغتصب وجهه في المرآة؛ ويقبل الزجاج المكسور! يشتم رائحة الغضب فيهطل دمعه دون مِظلة؛ ويتأرجح الجسد والروح حيرى! كم مرة أسرفت في اللقاء؟ وكم ضمة أجبرت على الفناء؟ (الجميع يقاتلون ولكل منا حربه) أنت تحارب من أجل أجلك؛ وهو يحارب من أجل ما أجله سابقًا؛ وجميع المحاربين ضحايا بارودهم القلبي! فبالكاد تحرك قدمك تجاه الطريق لتجد فتيل حرب أخرى داخلك تسألك نفسك ولا تجيبها فتكرر السؤال؛ وهي تكبل عينك بأن تنظر إلى عينها لتعترف! هاهو جسد الكلمة يتكون من حرفك وعلتك؛ والعجز اتشح بك؛ وظلك الذي يفوقك وزنًا خاب ووفاز! لا تبتأس فهنا في هذه اللعبة ثمة فائز وحيد يقف على صهوة ألمه ويركض لكن أحدًا لن يلحق به! قف أو لا تقف.. فالعيون لن تراك ولن يشتمك الوجود إلا إذا عاودت الكتابة. -زياد عميرة.

صديقي العزيز أُريدك أن تؤمن بأن الحياة ستظل أكثر شيء غامِض على عكس ما نظُن كُل ليلة بأننا كشفنا لعُبتها وستظن تزداد في الغموض حتى الممات، لا أُريدك أن تمون من الملل في غُرفَتِك وتتحلل بها ولا من الإثارة فتمزت إثر حادث سيارة، أريدك فقط أن تموت في قبرٍ بجوار قبري. - كاتِب الليل

‏وأخاف من ثقلي عليك فأنثني عن طرق بابك، والفؤاد مولَّهُ.. - عمّار البعجاوي.