كُل دة كان ليه؟

💗

في حديثنا أمس قبل النوم، أخبرت ابني أنه لا مزيد من تمارين السباحة، لا مزيد من القلق وانتظار اليوم الموعود بترقب وتوتر، أريدك سعيدًا وفقط، هاديء النفس مطمئن، لا أريد أمهر سباح ولا حامل ميداليات، يكفيني ابني ذو القلب الملائكي، العطوف، المفكّر والفضولي لاستكشاف كل شيء وأي شيء. يقولون حب الأمهات غير مشروط، لكنني تشبعت لوم دائم لإنهاء وجبة الغداء وصرت أبحث في عين أمي عن الرضا من خلال إنهائه حتى لو اضطررت لتقيؤه فيما بعد، عشت مراهقتي في صراعات فكرية وحدي ممزعة بين إرضاء ربي وإرضاء أمي، واجهت كطفلة على مشارف الشباب تجربة مروعة في إنهاء حياتي انتهت بي على فراش العناية المشددة بعد ساعات وأيام لا أعلم عددها في غيبوبة، ولا سبب غير أنني بحثت عن الرضا ولم أجده، والمبرر "أنا خايفة عليكي". لا مزيد من الرضا المشروط يا حبيبي، أريدك أنت كما تحب وليس كما أحب، أنا آسفة.

تفسير سورة البروج وتدبرت فيها وإن آخر مشهد حرق الموحدين كلهم! ومافيش ولا مسلم موجود!! وإن ربنا ذكر فيها لفظة الشهادة كتير لأن مكنش فيه حد يشهد ليهم (شاهد ومشهود/ شهود/ شهيد) وكان مش مرة تم حرق الموحدين ولكن كانوا اسمهم أصحاب الأخدود كانوا معتادين على كده وكان كل انتقامهم منهم لأنهم وحدوا الله (وَمَا نَقَمُوا۟ مِنۡهُمۡ إِلَّاۤ أَن یُؤۡمِنُوا۟ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَمِیدِ) بس شوف الخاتمة هل تسمع دلوقتي ذِكر هؤلاء الجبابرة (هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِیثُ ٱلۡجُنُودِ ۝١٧ فِرۡعَوۡنَ وَثَمُودَ) خلاص خلصوا مجرد حكاية تتحكي (هَلۡ تُحِسُّ مِنۡهُم مِّنۡ أَحَدٍ أَوۡ تَسۡمَعُ لَهُمۡ رِكۡزَۢا) الفكرة متحكمش من فصل في القصة القصة طويلة جدًا وليها مشهد يوم اليوم الموعود مهما نحاول نأجله هيجي. وسُميت البروج مثل أبراج المراقبة أن ربنا عزوجل مطلع على كل شيء. صبرًا جميلًا د: أحمد عبدالمنعم.

"لماذا أحبك رغم اعترافي بأن هوانا مُحالٌ .. مُحال ورغم اعترافي بأنك وهمٌ وأنك صبحٌ سريعُ الزوال ورغم اعترافي بأنك حلمٌ أطاردُ فيه وليس يُطال"

كنت سأخاف أكثر لو لم يكن هناك ما أُتمتم به قبل الإمتحان، لو لم يكن هناك من أتَّكئ عليه وأذكره عند الخروج من المنزل، أو صلوات الليل ودعوات الصباح، أو أننا لا نقول "يا الله" كلما استقرَّت هذه الدنيا على صدورنا الصغيرة، الحمد حمدًا حمدًا لأنك هنا، والنجاةُ الحق أننا عرفناك واهتدينا برحمتك إليك.

‏"عرفتُ ليالي يتفكك فيها جسدي إلى ألف علامة استفهام وأني الشاهد الوحيد على الصباحات التي أقضيها في لملمته من جديد"

حافظوا على ادعية الاستوداع في هذه الأيام يا من لا تضيع ودائعُه: استودعتك ديني فلا ألقاك إلا مسلمًا موحدًا. استودعتك إيماني فلا ألقاك إلا مؤمنًا مُخبتًا. استودعتك الصالحَ من عملي فلا ألقاك به إلا وهو لوجهك خالصًا. استودعتك قلبي فلا يلقاك إلا سليمًا طاهرًا. استودعتك نفسي فلا تلقاك إلا مطمئنةً بجوار سيد الورىٰ. استودعتك قبري فلا تجعله حفرة من حفر النيران، وآنسني في وحشتي واجعل قبري روضة من رياض الجنة. استودعتك مقعدي في الجنة لأراه في قبري مستبشرًا. فأنت أرحمُ الراحمين وأنت خيرٌ حافظًا.

ماذا لو اختصّك الله بحنانه ؟ يقول السعدي عند تفسير آية: ﴿ وَحَنانًا مِن لَدُنّا ﴾ : أي: " آتيناه رحمةً ورأفةً تيسرت بها أموره ، وصلحتْ بها أحواله ، واستقامت بها أفعاله " اللهم حنانًا من لدُنك يؤنسُ أرواحنا ، ولُطفًا من حنانك ، تدرأ به عنّا المصائب والنوائب.

وَسّع عليَّ في الدّعاء، لا تُلجِم لي لساني وأنا في أمسِّ حاجةٍ أقولُ يارب وأدرك أنها تكفي لكنني أريدُ أن أُشفى بالشكوى اليكَ والكلام معك أريد أن أسكب كل جِراحي في سجدةٍ لا أسجدها الا لك.

﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾