أبَابِيلَ المُوسَويّ

عظم الله لكم الأجر والثواب

في ذَلك اليوم العصيب عندما تَرنمَ القمرُ الكفيل بـ بسم الله قد قُطِعَت اليمين صرحَ واضحاً انهُ المحامي الأبدي عن الدين فـ ضج بنو أميةَ مُستغربين كيف يُحامي عن الدين أبداً مَن فَقد اليمين؟، لم يعرفوا انهُ قد شَرع مِنهاج الوفيين بكفوفٍ تَضرِبُ من الألم الوتين على مصاب السِبط والقمر والرأس الخضيب، وكُفوفٌ أخرى تسقط عِشقاً في سواتر الصامدين مدافعةً عن مقام عقيلة الهاشميين كلها كانت تُوفي الوعد العظيم ماتَرنمَ بهِ القمر المُنير كان تنفيذه حقاً عَلى الصادِقين… أبابيل

ثورة عاشوراء أستطاعت أرواء النفس البشرية بأهم أحتياجاتها حيث أن فِكر هذهِ الثورة و نتائجها أنعكست كـ مبادىء واضحة يسير عليها كُل من رغب البحث عن حقيقة هذهِ الحياة و أهدافها الأساسية …إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ… ف باع الإمام الحسين عليه السلام نفسه ونفس عياله وأصحابه ابتغاء مرضاة الله وعلم الانسان كيف تكون التضحية و التسليم، أما ماحدث فيها من مصاب جلل فقد أستطاع إرفاد النفس بـ الكسرة والحزن الشعور الذي لا بد أن يغزوا أروقة القلوب كي يُقر العبد بالعبودية ويعترف ب افتقاره التام لله ..أن الله عند المنكسرة قلوبهم .. فكسرها الإمام الحسين عليه السلام بما بذله لله كي تستعد لوجود الله فيها، مبادئ عاشوراء الشامخة و نِعمة أنكسار النفس على المصيبة الظالمة تمثل صورة عظيمة لعطاء سيد الشهداء لمن ود الالتحاق بركبه. أبابيل الموسوي

السكوت والتغاضي والترفع من بعض السياسيين الآنفة عن بوادر الأزمات منذ سنين هو الذي أوصل الشيعة اليوم لهذا المنحدر المُهلك ف لا يبدؤا الترجي بأزقة النجف لطالما صدحت ولم تسمع لصوتها مجيب، وغير مسموح لهم استخدام أندفاع الشباب وتحاملهم على الصدريين كورقة لزجهم بحرب دامية تُذهب ب أرواحهم ومن ثم يجلس الطغاة المتناحرين على طاولة واحدة وكأن شيئًا لم يكن. أبابيل الموسوي

مبدئيا كل نظام طبيعي بحاجة إلى معارضة وجمهور وجمهور معارض كي تكون صورة النظام متكاملة وديمقراطية ولكي تكون أكثر وضوح تحتاج لموقف ثابت ومبدأ راكز ...، وجمعنا الكريم يتفق على عدم ثباتية ومركزية الصدريون بالتالي لا يمكن اعتبارهم جمهور معارض بل هم عبارة عن مجاميع فوضوية واداة همجية سُلب منها المنطق وجهلت مفهوم المصلحة العامة و حدود السيادة ونقاط القوة ، وبالرغم من فظاعة هذهِ الصفات الا إننا بحاجة لها نحن اليوم ك جمهور شيعي لمحور شيعي في العراق نراقب سلوكيات الساسة ومقدار ماينفذوه من وعود ومايحافظوا علية من مصالح خاصة بالشيعة وكيفية قدرتهم على مواجهة هكذا تحدي دون اراقة دماء شيعية فأن اصبحوا عاجزين عن التصرف بحكمة وامسى جمهورهم يتباكى ليلا نهار على قادة النصر فهذا يعني فشلهم وعدم ملائمتهم لهذة المكانة .. نحن اليوم أمام تحدي واضح واختبار سياسي طائفي فخم جماهير من القتلة والهمج تنتظر تصرف احمق يُشعل فتيل الحرب كي يستدرج الجنوب مجددا لواحة الدماء اللامبالاة غير مطلوبة والتقليص من شأن هكذا مجاميع يجعل منها قوة قادرة على هدم نظام دولة انظروا ماالذي جنيتموه من تحقير مجاميع حسوني الوسخ وقوات مكافحة الدوام؟ من الذي اوصلنا لهذا المنحدر غيرهم؟ وان نزل الساسة لرغبة جماهيرهم بالتخلص من المجاميع الهمجية فهذا يعني عدم اكتراثهم بما سينحدر له الأمر مهمة الساسة اليوم تكمن بالتصرف بموازنة دون التقليص ولا تقديم شعلة الموت الجماعي أبابيل الموسوي

لم تَكُن المرة الأولى فـ مياه العراق لطالما كانت أهم مواردها الدماء ربما بدأت هذهِ الحالة مع هولاكو أو أبا درع في جانب الفرات لكن المورد الدموي الأكثر وفرة كان بيد الأوغاد في تكريت حينما استباحوا الرقاب الف ويزيدون بالمئات لم يتوقفوا عنهم حتى ارتفع منسوب المياه ليعودوا اليوم احفاد الجنكيز خان ذات الفعل فعلوا وأضافوا لهُ استنكار وتأسف مقبول من السادة الحُكام وعبيدهم الظُلّام نصيحة لا تشتري أرض للدفن في دار السلام قد ينتهي الآمر بك كـ طعام للأسماك هكذا هو الحال في عراق السلام … أبابيل الموسوي

متى يُدرك الناس قيمة مالديهم؟! حتمًا عندما يُغَيّب عنهم.. كأن النفس تأبى أن يتم تهذيبها إلا بالحرمان ها هو التاريخ يخبرنا بذلك أعرض الناس عن الأمير علي يوم السقيفة وتُركَ مع قِلة قليلة من المؤمنين ليعود عمر أبن الخطاب لهُ مصرحاً لولا علي لهلك عمر واعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن ثم يعودون ليعرضوا عن الأمير مرة ثالثة ويجعلوا من عثمان خليفة للمسلمين الذي كان أبرز افعاله الشنيعة اعادة طريدي رسول الله صل الله عليه واله وسلم للبلاد ثم يمكن فجار بني أمية من بلاد المسلمين ويجعل من الوليد بن عقبة والي للكوفة الذي دخل لمحراب الصلاة سكرانًا وصلى الصبح بالناس أربع ركعات وقال لهم أن شئتم أزيدكم هنا! هنا فقط ادرك الناس عظيم مافقدوه من نعمه انهالوا نحو الامير يريدون منه تسلم زمام الحكم يقول الأمير بالخطبة الشقشقية "فَمَا رَاعَنِي إِلَّا وَالنَّاسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ إِلَيَّ يَنْثَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتَّى لَقَدْ وُطِئَ الْحَسَنَانِ وَشُقَّ عِطْفَايَ مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي " غياب الحاكم العادل عن المسلمين وتعرضهم للبلاء ونهب الخيرات يُجبرهم على تهذيب نفوسهم وتربيتها كي يتمكنوا من التمييز بين وبين.. نحن اليوم بصدد ذات الاختبار الذي تعرض لهُ المسلمين أبان الخلفاء واذ لم نستطع ان نكبح جماح أنفسنا وتهذيبها ف لا نشكو من غياب حاكم دولة العدل ولا نشكو من تزييف تأريخ وضياع نصر ف هم نفسهم المسلمين الذين كانوا يتبخترون بالفتوحات الإسلامية وجدوا نفسهم مسلمين بلا اسلام في الكوفة . أبابيل الموسوي

أن من أكثر ألاسباب التي زعزعت وجود الشخصية الإسلامية بالحكم وأضعفت تأثيرها وأخص منها "الشيعية" هو انشطارها لجزئين بذاتها جزء يكتفي ب "مضامين "الاسلام فقط وجزء يكتفي ب "الإطار" الاسلامي، الجزء الأول منها يتخذ من الزهد والتعبد والتفقه بالدين والتقارب القلبي مع الله اسلوباً لحياته وهو أسلوب أقرب للصوفية بالاعتكاف والانزواء والجزء الثاني الذي يتخذ من الإطار الاسلامي نمطًا لحياته يجتهد بالجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر لكنه يفتقر للزهد والتهذيب الروحي ، بالتالي كل جزء منهم يقدم صورة منقوصة تحتاج للجزء الثاني كي تتكامل صورة الشخصية الاسلامية وتكون نموذجًا يحتذى به والتكامل هنا بالنسبة للجماعة لا يقتصر على ان الفرد بنفسه يجب عليه حمل الجزئين(المضمون والإطار) لكن لأجل تكامل الصورة يجب وجود الشخصين (شخصية تحمل المضمون وشخصية تمثل الإطار) بذات الموقع ، هذا الآمر غير متواجد في العراق اليوم مع كامل الاسف حيث ان الشخصيات السياسية الشيعية نادرًا ماتحمل الإثنين وحتى أن وجدت تتواجد بقلة لا تُحقق غاية منشودة او تمتلك أثر عظيم برسم حدود الصورة الإسلامية. أبابيل الموسوي

الله العظيّم الخالُقُ الكبيّر فَاطِرُ السماواتِ والأرض العَالِمٌ الجليل، خَلّقَ الإِنس والجَن والكون المُهيّبْ ثم قاَلَ للِعقل إقبِل فـ أقبلَ لهُ مُطيع والقلب يهوى الصانعٌ البديع والبَصَرُ يَبحَثُ عن جمالِهِ مستديم بين المجرات والسُحب الرقيق وفي مراقد أقمار الآل وعندَ الحُسين الشهيد سُبحانك وبِحمدك من عذابكَ نستجير وبمن خلقت لهم الكون نستنير علّنا لا نُخطئ المسير أو ننكر لك جميل…