أبوح لكم بسر عجيب؟
ما حاك في صدري شبهة من الشبهات وقرأت القرآن بنية الشفاء ووجود الجواب؛ إلا ووجدت جوابها بأقرب طريق واضحة جلية ساكنة فتهدأ نفسي ويطمئن قلبي وأعرض عن الجاهلين أهل الأهواء الذين أكلت أديانهم الخصومات.
فإذا رأيت ظالما لنفسه يقول: كل أصحاب الأديان ناجون؛ فأقرأ قوله تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
وأسمع هؤلاء الحمقى الذين يقولون لابد من المساواة التامة بين الرجل والمرأة؛ فأقرأ قوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)
وأقرأ لكاتب سمج؛ أن الردة حرية شخصية فأقرأ قوله سبحانه: (وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
وأرى زنديقا يتفوه بقوله؛ إن أحكام الشريعة لا تناسب العصر فيسكنني قوله عز وجل: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)
وأسمع ثرثرة كثيرة في الاستغاثة والتوسل وعلم الغيب وما شابه فيأتيني قوله جل في علاه: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)
وقوله: ( وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا)
وقوله جل جلاله: (قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
وقال سبحانه: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ).
فالشفاء كله والسكينة وجواب حيرتك وتساؤلاتك وراحتك ونجاتك في القرآن، وكم أتعجب كيف نترك هذا الجمال الباهر والشفاء التام والراحة والرحمة لكلام بشر مجبولين على الجهل والنقص والخلل والكفران والجحود والضعف؟!