إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان

قال ابن القيم _رحمه الله تعالى_: "وقد تتناسب الروحان وتشتد علاقَة إحداهما بالأخرى فيشعر كل منهما ببعض مَا يحدث لصاحبه وَإِن لم يشعر بما يحدث لغيره لشدَّة العلاقة بينهما وَقد شَاهد النَّاس من ذلك عجائب" والمقصود أن أرواح الأحياء تتلاقى في النوم كما تتلاقى أرواح الأحياء والأموات. قال بعض السّلف أَن الأرواح تتلاقى فِي الهواء فتتعارف أَو تتذاكر فيأتيها ملك الرُّؤْيَا بما هو لاقيها من خير أَو شَرّ، قال: وقد وكل الله بالرؤيا الصادقة ملكاً علمه وألهمه معرفة كل نفس بعينها واسمها ومتقلبها فِي دينها ودنياها وطبعها ومعارفها لَا يشْتَبه عليه منها شيء ولا يغلط فيها، فتأتيه نسخة من علم غيب الله من أم الكتاب بما هو مصيب لهذا الإنسان من خير وشر فِي دينه ودنياه، ويضرب له فيها الأمثال والأشكال على قدر عادته فتارة يبشره بِخَير قدمه أَو يقدمهُ وينذره من معصية ارتكبها أَو هم بهَا، ويحذره من مكروه انعقدت أَسبَابه ليعارض تِلْكَ الأسباب بأسباب تدفعها، ولغير ذلك من الحكم والمصالح التي جعلهَا الله فِي الرؤيا نعمة منه ورحمة وإحساناً وتذكيراً وتعريفاً، وجعل أحد طرق ذلك تلاقي الأرواح وتذاكرها وتعارفها، وكم مِمَّن كانت توبته وصلاحه وزهده واقباله على الآخرة عن منام رَآهُ أَو رئي له وكم مِمَّن اسْتغنى وَأصَاب كنزا دَفِينا عَن مَنَام. #الرؤيا الروح /٤٨ سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

اللهم صل وسلم على نبينا محمد ﷺ

غالب الخلق إنما يريدون قضاء حاجاتهم بك، وإن أضرَّ ذلك بدينك ودنياك، فهم إنما غرضهم قضاء حوائجهم ولو بمضرّتك، والرب تعالى إنما يريدك لك، ويريد الإحسان إليك لك لا لمنفعته، ويريد دفع الضرر عنك، فكيف تُعلِّق أملَك ورجاءك وخوفك بغيره؟ إغاثة اللهفان ١/٦٧

[الضابط في خلطة الناس] قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "والضابط النافع في أمر الخلطة: أن يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة، والأعياد والحج، وتعلم العلم، والجهاد، والنصيحة، ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات. فإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر، ولم يمكنه اعتزالهم: فالحذر الحذر أن يوافقهم، وليصبر على أذاهم" وقال: "وإذا دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات، فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة لله إن أمكنه..." ثم قال: "فإن أعجزته المقادير عن ذلك فليَسِلَّ قلبه من بينهم كسلِّ الشعرة من العجين، وليكن فيهم حاضراً غائباً قريباً بعيداً نائماً يقظاً ينظر إليهم ولا يبصرهم ويسمع كلامهم ولا يعيه؛ لأنه قد أخذ قلبه من بينهم ورقى به إلى الملأ الأعلى يسبح حول العرش مع الأرواح العلوية الزكية". مدارج السالكين ١/٤٥٦

لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على شيء قدير.

تباينت الإجابات في هذ السؤال وتعمدت أن أسأله ليس لمعرفة القائل فقط ، بل لما فيه من حكمة وعبرة لنا .. ابن جرير الطبري -رحمه الله تعالى - إمامُ المفسرين ورأسهم على الإطلاق - استخار الله عز وجل في عمل تفسيره وسأله العون عليه ثلاث سنين قبل أن يعمله.. الله أكبر ثلاث سنين يسأل الله تعالى أن يعينه في عمل تفسيره .. ثم ماذا حصل … فأعانني والذي هو الآن بين أيدينا من أجلّ التفاسير وأعظمها وشهد له العلماء من الشرق والغرب على عظيم قيمته (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) سبحان الله كم هي الاستعانة بالله تعالى عظيمة _ولو طال الطلب وعظُم المطلوب_ كيف لا وهو العظيم الذي لا يُعين إلا هو سبحانه. فلا تيأسوا، ولا تعجزوا ولا تملّوا من الطلب والاستعانة بالله تعالى على دقيق الأمور وعظيمها ، عسى الله أن يفتح لكم فتحاً مبيناً ويؤيدكم بنصره سبحانه، ويرفع قدركم ويثبتكم على التوحيد واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه وأتباعهم ومن تبعهم وأن يرزقكم الإخلاص والقبول ويدخلكم الجنة من دون حساب ولا سابق عذاب .. آمين

▫️ الإنسان مدنىٌّ بالطبع، لا بدّ له أن يعيش مع الناس والناس لهم إراداتٌ، وتصورّات، واعتقادات.. فيطلبون منه أن يوافقهم عليها، فإن لم يوافقهم آذَوه وعذَّبوه وإن وافقهم حصل له الأذى والعذاب من وجه آخر، فلا بد له من الناس ومخالطتهم، ولا ينفك عن موافقتهم أو مخالفتهم، وفى الموافقة ألم وعذاب إذا كانت على باطل، وفى المخالفة ألم وعذاب إذا لم يُوافق أهواءهم واعتقاداتهم، ولا ريب أن ألم المخالفة لهم في باطلهم أسهلُ وأيسرُ من الألم المُترَتَّب على موافقتهم.

إغاثة اللهفان ١/٤١٨

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "الإنسان مندوب إلى استعاذته بالله تعالى من العجز والكسل، فالعجز عدم القدرة على الحيلة النافعة، والكسل عدم الإرادة لفعلها، فالعاجز لا يستطيع الحيلة ، والكـسلان لا يريدها" انتهى من

"إعلام الموقعين" (٣/٣٣٦)