لِنصل الىٰ اللّٰـه

-

أبنائك اماه يا فاطمة ما بين مسلوبٍ و ذبيح ، مسحوبٍ وجريح و بناتُك مفجوعات بفقدِ الوالي و الكفيل ناشرات للشعور ، بارزات من الخدور لاطمات الخدود.. كيف لنا أن نُعينكِ ونواسيكِ! أيكفي أن نُجري الدموع أيكفي أن نُقرح الجفون أن نخسف الصدور أن نُدمي الرؤوس أيكفي ؟ أو كيف يكفي و الاجساد الطاهرة جاثيةً على التُراب.. و الابدان المُعظمة مسلوبة الثياب.. فو أسفاه على قلب لا ينصدع من تلك الأهوال و الرزايا… مُتْ بغمّك أيها المُحب و أنحَب و أنتحِب و اسمِع ضجيجك أهل السموات والأرض فحبيبها و عزيزها مذبوح صريع لا تسمح لنفسك أن تهوّن عليك عظم الرزية .. أبكي ثم أبكي ثم أبكي إلى حدّ أن تطبق الأجفان حتى تسعد مولاتنا الزهراء"صلوات الله عليها"…

تلگّيني يزينب حيل مابيه مدري شلون اجيت امشي اعله رجليه صيحلي الفواطم يبچن عليّه💔

-

لم يذكر لنا التّاريخ أنّ مولاتنا العقيلة صلوات الله عليها خرجت حين استشهد ولدها في كربلاء، لكنّها حين استشهد قرّة عين سيّد الشّهداء صلوات الله عليه و أشبه النّاس خَلقًا و خُلقًا بالرّسول الأعظم صلّى الله عليه و آله المولى عليّ الأكبر عليه السّلام خرجت تنادي: "يا حبيباه! يابن أخاه!". بأبي أنت و أمّي يا أبا عبد الله ما حال قلبك و أنت تنظر لقرّة عينك مقطّعًا بالسّيوف؟ كم كان هذا الكرب و المصاب عليك عظيمًا يا أبا عبد الله؟ صلّى الله على المُقطّع إربًا إربًا..

‏فجاء الحسينُ عليه السلام حتى وقف على مصرع ولده علي الأكبر عليه السلام فقال: ‏" قتل اللهُ قوماً قتلوك يا بُني، ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حُرمة الرسول! " وانهملتْ عيناه بالدموع ثم قال: ‏" على الدنيا بعدك العفاء" ‏- الإرشاد للمفيد (ره)