د. كفاح أبوهنّود

في لحظة ما تدرك أن حياتهم تسربت إلى حياتك ! وأنك في الموطن الذي كان يجب أن تنجو فيه انكسرت سفينتك .. فقد كان المكان مليئاً بالأعاصير ! تنظر إلى الماضي فإذا الصور شاحبة تخبرك أنها كانت لا تعرف ألوان السعادة .. لم تكن تلك حركة الحياة بل كانت تعباً يفضي إلى الهلاك ! وكنت هناك في عُمر کامل من انتظار أشياء لا تأتي، وعمر آخر من الصبر على أشياء لا تتغير متعبة أنا لأن قلبي اعترف أنه كان هناك .. و أن كل المحاولات كانت بلا جدوى .. اعترف بأنه لم يستطع تخطي كل هذا الثقل .. و اعترف بأنه اشتهى لو كانت الديار كما تمنى ! أحتاج صحبة .. و تخط هادىء .. و أن أجمع ما بقي لي حين كنت أضحك معهم جميعاً و أبكي وحدي ! احتاج مساحتي بعيداً عن كل المعارك التي كانت اختيارهم وكنت فيها عارياً بلا ذخيرة ! أحتاج الله كي لا أنطفىء .. كي أنسحب إلى الصمت الممتلىء .. بعيداً عن زحام الأنا .. عن زحام المزهوين بذواتهم .. عن زحام فارغ إلا من الضجيج .. لربما أجد نفسي ! د. كفاح أبو هنّود

وبعضُ عذاباتِ الدُنيا .. عتباتُ الفردوسِ الأعلى ! د. كفاح أبو هنّود

قَال الشيخ : يا بُني ... إنّ الأسماء الحُسنى تُعلِّمك كيف يُصبح اليقينُ عادة القلب ، وهي كَالمفتاح الذي يوضَع في الأَقفال فيفتحُها كُلها ، ولا يُبقي منها مُغلقاً .. يا بُني ... حدِّق إلى كل ما هو مُغلق ومحكم الإقفال، فإن أعجزك فاقرأ عليه﴿ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ﴾ ثمَّ تأمل كيف أتَت سُليمان العُروش صاغرة ! وصدق السلف إذ قالوا: (إذا أرادَ اللهُ رحمةَ عبدٍ ألهَمَه الدُعاء). يا بُني ... كُل كفٍّ مُدَّ الرحمن أزهَر ، كان جَدباً عاد بعد الله أخضَر ! من كتاب #في_صحبة_الأسماء_الحسنى د. كفاح أبو هنّود

يَـا بُنَـيّ، إذا تعثـّر حُزنـك في ترتيلك المخنوق فَقـُل: يَـاربّ، أنتَ المُهيمن علَـى الألـَم.. وإذا صـارتِ الأيـّام تُشبه الرَّحـَى؛ فقُـل: يَـاربّ، أنت المُهيمن على التَّعَب.. وإذا تَـراكَـمَ اليـأس فَـوق قلبـك؛ قُـل: يَـاربّ، أنتَ المُهيمن علـى الحـَاجـَات.. يَـا ولـَدي، للّيالـي الثَّقَيلة رَبٌّ يُهيمـن علـى المُعاناة .. وللفُـرص المقفلة رَبٌّ بيـده مَـفاتيح الفَـرج .. وللأوقات المُـرّة دُعـاءٌ يهـُزّ جَـذع المستحيلات.. فَقـُل: إلهي .. أَعِنَّا واسْكُـب الفضـْل على أَفْئدَةٍ ضَاقَـت عَلَيْها المَصَارفُ.. #في_صحبة_الأسماء_الحسنى د. كفاح أبو هنّود

الناس في حياتها الاعتيادية .. بل في أفراحها ومناسباتها وكأن شيئاً لا يحدث على بُعد منا ! .. ما أسرع ما نسيت الناس الفورة العاطفية التي صنعتها الأحداث وعادت لأحوالها .. و دوماً كنت أقول من يراهن على الانفعال فإنما يراهن على حالة تنتفش لكنها سرعان ما تختفي … د. كفاح أبو هنّود

تَلوح خديجة في الأعيُن الشاحِبة.. مزدحمةٌ بالنور.. تتهادى في غلالةِ حزنٍ جليل.. تسيرُ؛ فيخلو الطريق إلّا مِن شَذاها.. تَحمِلُ في يدها حبّات عِنَب؛ ترتِق بها بعض أوجاعهم! يراها النّبي ﷺ؛ وقد جاءَته كاملة.. جاءَته كلّها.. ولم تترك منها شيئا.. لم تترك للدنيا مِن دنياها شيئا.. فيقول لها قلبه ما لا يُقال! كانت سيّدةً فوق الخيال؛ قد تمّ معناها.. و مِن إلى ذرى معناها يرقى.. حبيبةٌ؛ كأنّها خُلِقت بلا شبيه.. بل كأنّها بلغَت في المُنتهى منتهاها.. بيضاءَ مِن غيرِ سُوء! تراهُ؛ فليتقط قلبها حنينَ قلبه.. وما كَفاه؛ كفاها.. بل مَن رأهُ؛ رأها.. فقد كانت مأواه و رُوحه، و كانت لا تُريد سواه! لم يكن بَينه وبينها فراغ يتّسع لسواها.. و دوماً؛ لا يَصِلُ إليك إلا مَن يَحمل في روحك شبه مِن روحك! من كتاب #في_صحبة_الحبيب د. كفاح أبو هنّود

احترقَ البيت ؛ واحترقت إحدى بُنيّاتك والزّوجه .. هكذا وصَل اليه الخبر ! كانت حُروق #الزوجة خطيرة ، وحالةً من التشوّه الشديد أصابت الجَسد الفتيّ . قفلَ راجعاً من مؤتمره ، وحين دخلَ المشفى ألقى نظرةً عليها ؛ وقد نالت النار مِن كل معالِمها .. ثمّ قال لها : لم يتغيّر فيكِ شيء ، مازلتِ كما أحببتُكِ ! كانت تُدرك أنّه يواسيها ، وكان يصرّ انّها كما هي ! وفي دورة العِلاج الطويلة .. كان يتصرّف كأنّ الوَجه لم يتشوّه ، وكأنّ جمالها مازال يتدفّق نابضا بقوّةٍ في عينيه . حاولتْ بكل استطاعتها أن تظلّ تحت القِناع العلاجي ، وكان يُصرّ ان تنزَعه في البيت .. توارت مِراراً مِن ناظريه ؛ وكان يستغرب منها ذلك ! أصابِعها التي التصقتْ بسبب الحريق ؛ لا زالت تتلقّى نفس الدّفء من يديه .. وإذا خفّفت الإضاءة في حضوره ؛ أشعَلها وقال : أريدُ أن أراكِ ! ذات يوم .. اجتمع أصحابه وهمَسوا له ؛ بأنهم على استعداد لتزويجه ودفع كامل النفقات .. رفضَ بشدة وقال ؛ كل الذي نقصَ من حياتي سيعوضه الله ! مات بعد حادث الحريق بسبعِ سنين ، وخرجت له جنازة مَهيبة لم يشهد لها مثيل ؛ لهجت فيها ألسنة الخلق بالدعاء والثّناء والذكر الحسن . صبيحة دفنه ؛ جاءت الزوجة إلى أمّـي تقول لها : رأيتُه في المنام يزف إلى الجنّة وتستقبله حورية كأنّها الشمس ، فبادَرها فَرِحا قائلا : هل أنت زوجتي؟ فردّت: بل انـا مَن سيَسوقك اليها .. زوجك اسمها " المرضيّة " ، وتلك حورية في الفِردوس الأعلى من الجنّة .. كأنّها أُعدّت مُنذ سَبع سنين ! #وفاء د. كفاح أبو هنّود

لم يخشَ على الصحابة الجُوع.. كان يخشَى اليأس؛ فاليأسُ أشدُّ وجعَا! ينظرون إليه.. فَيلتقطون ومضةَ عينيه؛ ويبصِرون.. و ممّا جرى يَرون ما سَيجري؛ فيهمِسون: يا آخِر الشِّعب.. سنَنجو! وفي جوعِهم؛ كان العَزاء أن لا عَزاء.. كان العَزاءُ الجنّة.. فقد كان الألم شاسِعاً جداً، ولا تَحتمل الحياةُ عِوض ما جرى لحفنةِ النّور الأخيرة للبشرية.. يَطوفون بالطمأنينة؛ و يَشتهون معها قطعةَ خُبزٍ طريّة! كم هو شاهق.. أن تظلّ مؤمناً؛ و عواء الجوعِ يوقِظ صوت الشكّ في يقينك الصامت! موحشةٌ الأواني في فَراغها.. كم تُعاني وتعاني.. كم مرّة يموتُ الصابرون.. يَتشاركون في الثبات إلا الألم؛ فإنّه نبضُ صاحبه! د. كفاح أبو هنّود

الحفلات الترفيهية في العالم العربي .. و حضور الآلاف المؤلفة و بتذاكر بأسعار عالية في هذه الأحداث المصيرية لهو أهم مؤشر على الواقع العربي .. نحن بحاجة لقراءة حقيقية لحالة الانهيار القيمي .. انهيار على أصعدة كثيرة تم الاشتغال عليها منذ سنوات وكانت النتيجة هذا الموات الصامت في ردود الفعل تجاه الحدث الدامي في غ ز ة ! و قادة العالم يعلمون و يدركون تماماً ما بلغه الإنسان فقد تحركوا عبر التعليم والإعلام و تغيير معاني التدين و قد قطفوا ثمار ذلك .. د. كفاح ابو هنّود