محمود توفيق

نريد فرحةً بريئة لا حاجة لنا أبدًا لتصويرها، فرحة تهبط على القلب مثل الرحمة، مثلما يهبط النور في المغارات على الهاربين، مثلما يهبط الطير كي يلقط الـحَب من كفوف السائحين.

وهل هناك متعة يجربها البشر الآن أجمل من تلك التي يشعر بها رجل وجد هدفه أمامه، ووضع عليه مثلثه الأحمر ثم أتلف منظره؟!

مما يجب أن تهتم به كثيرًا جدًا في هذه الدنيا، وأن تصر على ألا تخرج منها إلا وهو علامة شريفة من علامات ذاتك، هو أن تكون قويًا، قويًا لدرجة أن تتحمل الرفض الذي لا نقاش فيه، لدرجة أن تتحمل أن يتهرب منك الذي كان قد وعدك بأطيب الوعود، لدرجة أن تتحمل أن يكور أحدهم العواطف الجميلة التي تكنها تجاهه ويلقيها في وجهك.

من هو أكثر إنسان فزعت من انقلابه على أفكاره وتحوله 180 درجة؟

كتابي الجديد موجه للنساء المتزوجات، إن شاء الله يتوفر في معرض الكتاب، ضمن جناح عصير الكتب، يعطيهن مفتاح التعامل مع الرجل، وهو كتاب مختلف في بنائه عن الموجود من كتب، وهو يركز على النفسية والأسلوب، والمداخل إلى ذات الزوج، وهو يوضح أثر زوجة طيبة صالحة في حياة الرجل، وكذلك أثر زوجة متعبة في حياة الرجل.. وأرجو أن يكون مفيدًا بدرجة كافية. دعواتكم

إن شاء الله كتابي الجديد يدرك معرض الكتاب، وهو للنساء المتوجات يعطيهم مفتاح التعامل مع الرجل، ويوضح أثر الزوجة الصالحة في حياة الرجل، ويحذر من أثر الزوجة غير ذلك على بنيان زوجها وحياته النفسية. دعواتكم بالتوفيق

على الإنسان العاطفي بشكل مبالغ فيه أن يمرن نفسه حتى يتقن فن إقامة علاقات باردة مضبوطة الأحاسيس، وألا يستولي عليه حصان عاطفته الجامح كل قليل كلما رأى شخصًا وارتاح له، وألا يندفع في حب أحد بدون أن ينظر في حجم عاطفة هذا الآخر له، لا يحبه أكثر كثيرًا مما يحبه هذا الآخر، وعليه أن يفكر في تقديم سلوك حسن وصدق واحترام قبل أن يقدم عاطفة جياشة، فليس كل الناس ينتظرون منه ذلك، ولا كل الناس سيختارون أن يجعلوه من فئة المقربين. هل هذا واضح؟ الذين تتعرف عليهم تقدم لهم نفسك من خلال معاملة حسنة، وترحيب، ووضوح، وهذه سمها مودة باردة أو هادئة، لا يفرق، أما عواطفك القوية فهي لا تخرج هكذا اعتباطًا.

ما هو الكتاب الذي قرأته فتذكرت أحدا تحبه أو يهمك أمره وتمنيت أن يقرأه مثلك، من شدة المتعة أو شدة النفع، اي أنك ستشعر بأنك أسديت لذائقته أو عقله معروفا؟ ما هو الكتاب الذي يمكن أن تقول لحبيبك عنه: لا يفوتك؟

أرجع الأمور إلى نصابها الصحيح، واجعل شغلك الشاغل علاقتك بربك، ستنخفض من بعد ذلك ومن تلقاء نفسها، تلك النار الموقدة فيك تحت علاقتك بسواه.

يجب على الإنسان أن يدرب نفسه جيدًا على أن يلوح في الوقت المناسب تلويحة الوداع وبكل رباطة جأش، وأن يبدو صلبًا جدًا أثناء ذلك، وألا يلتفت أبدًا، والأيام من ناحيتها كفيلة بأن تجعل أي إنسان في حاجة إلى أن يستخدم هذا الشيء الصعب الذي درَّب نفسه عليه. نعم، إذا لزم الأمر، إذا وجدت نفسك وقد باعك أحد ما، فلابد أن تقف وقفة بطل، ويكون لك ثبات بطل، لأن الضعف لن يزينك في عين الذي باعك، أبدًا لن يزينك.

لا تنزع من تحت إنسان فجأةً مرتبة طمأنينته إليك، ويقينه من منزلته عندك، فتجعل مؤخرة رأسه ترتطم بقسوةٍ بالبلاط، ثم تظن أن ما كان بينكما يمكن أن يعود بسهولة هكذا مثل التئام جرحٍ صغير، فإن ما حدث بداخله من بعد ما فعلت الذي فعلت، هو أعقد من آمالك البريئة.

أنت يجب أن تبني مهما كانت الظروف، ومهما كانت ضآلة الشيء الذي ستنكب عليه، حتى لو كان كل ما بيدك أن تغرس بعض الشتلات أو تصنع حصيرة أو تعتني بغرفتك التي لا يزورك فيها أحد، لأنك لو توقفت أخذ شيء من الهدم يحدث فيك، وأخذ شيء من اللوم يرتفع صوته داخلك.

الفرح بالأمور التافهة في أوقات محن الناس عورة يليق بالإنسان أن يسترها.

من نعيم الدنيا هؤلاء الذين أحبوك من أجل أشياء بسيطة: من أجل ابتسامة، من أجل ترحيب، من أجل مرة سألت عليهم، من أجل أنك تفرح لفرحهم.

ما عرفت شيئا يحرم الناس أنفسهم من الإحساس به وهو عظيم، أكثر من الصلاة نفسها، يصلونها كل يوم وهي أقل أحداث اليوم تأثيرا عليهم، يقومون بها ولا يجعلونها تقومهم.

لا تجرد إنسانًا من كل شيء وتفقده صوابه وتعطيه ظهرك بكل استهانة وتزدري أيامه الجميلة وتزدري العهود، ثم تضرب كفًا بكف مستكثرًا عليه أن يصرخ ويتألم من خلفك وتقول: النهايات أخلاق؛ فهذه النهاية صنعتها أخلاقك أخلاق الجحود.

الحمد لله على نعمة كل إنسان جلست معه فجرف الجليد الذي تراكم على صدرك، وأنساك هزائمك، وفتح نوافذ روحك للشمس والحياة، كل إنسان رأيت نفسك في عينيه قويًا وجيهًا ويُعتَمد عليك.

ألا أنظر خلفي للدخان الصاعد من حلم من أحلامي، وأنظر للأمام مهما كان على خدي دمعة، كي أبني هذا الحلم من جديد في الأيام القادمة أو أصنع غيره، هذه هي الحالة التي أريد أن أعيش عليها للنهاية

مرهق أنا أيها العالم، كأني حملت كثيرًا من جثث الأطفال.

يارب؛ نحن كما رأيت، فانصر أهل غزة نصرا من عندك.

أنت المرات التي كظمت فيها غيظك، وصبرك عندما كان الصبر يبدو صعبًا جدًا، وأنت المرات التي لم ترد فيها أحدًا خائبًا مهما كانت ظروفك لا تسمح أبدًا، وأنت المرات التي سامحت فيها وبلعت غصتك المريرة وقلت عفا الله عما سلف، وأنت المرات التي سترت فيها إنسانًا وأعطيته فرصة وكان يظن أن نهايته ستكون على يدك فاخترت له أن يبدأ من جديد، وأنت المرات التي ساعدت فيها أحدًا على أن يقوم مرة ثانية من وقعته المؤلمة بدون أن تكون حريصًا على اللقطة، وأنت المرات التي تواضعت فيها لإنسان طيب ظن أنك لا تهتم به فابتسمت في وجهه واستمعت إليه باهتمام، وأنت المرات التي أبديت فيها لإنسان تعاطفًا بالغًا وكان يظن أنك لا تحفل به أبدًا. أنت لست ما بنيت وما اشتريت وما اكتنزت، أنت العمل الصالح الذي وفقك الله إليه.

كأس العجز حنظل وأشد مرارة من الحنظل، ونحن نعرف أن أحبابنا أهل غزة في هذا الظلام الدامس تحت القصف الأعنف، يعيشون بغير اتصالات وبغير شبكة، ولا أحد ينجد أحدًا، لا الإسعاف ولا الدفاع المدني، كأس العجز حنظل وكل من ينظر تجاه المدينة من بعيد لا يرى إلا سوادًا من خلفه سواد، لا يكسر هذا السواد كل قليل إلا ألسنة اللهب التي تعلو مع مأساة أسرة جديدة انقصف بيتها، كأس العجز حنظل ومليونان من البشر في بقعة صغيرة رضي العالم كله أن يموتوا بدون أن يسمع أحد صوتًا للمجـزرة.

أحداث غزة كفيلة جدًا بأن يفيق من يريد أن يفيق وأن يراجع حياته من يريد أن يراجعها، ولكن بعض الناس يريدون أن يبقوا كما هم، ويتمنون أن تنتهي الأحداث بسرعة ليس من باب الشفقة بالصامدين، ولا من باب أنهم لا يستطيعون تحمل المزيد من المشاهد المؤلمة، ولكنهم يريدون من الجو العام أن يتناسب مع التلاهي الذي هم غارقون فيه، وأن يحرروا يومياتهم من سطوة المجتمع الحزين من حولهم، يريدون من المصعد المعطل بين السماء والأرض الذي تنحبس فيه الأنفاس أن يعمل مرةً أخرى، فيخرجون للحياة ويمارسون كل عاداتهم التي أغرموا بها، ويعبدون هواهم الذي لا يحبون أن يتوقفوا عن عبادته.

لو مرت هذه الشدة على أهل فلسطين وأنت لم تفعل أي شيء على الإطلاق، ولم تذرف الدمع الحار، ولم تمتلئ غضبًا على الظالمين، ولم تأسف من قلة حيلتك، ولم تدع بقلب غلبته اللواعج، ابكِ على نفسك.

اللهم أرنا أفول نجمهم، وخيانة حظهم، وتمزُّق الحبل الذي بين الناس وبينهم، الله أرنا ضيق صدورهم، واكتئابهم، وعذاب أنفسهم كأنما قد سلطت عليهم أرواح ضحاياهم، منذ أول نبي قتلوه، إلى آخر طفل يتَّموه، اللهم أرنا وجوههم وهم يقتحمون رغمًا عنهم كابوس أيامهم الأخيرة.

العيش بمبدأ أهنأ من العيش بدون مبدأ. العيش وأنت تحترم نفسك أرقى من العيش من غير هذا الاحترام. العيش وأنت صاحب يد قصيرة كما يقول المثل ( العين بصيرة والإيد قصيرة)، أكرم من أن تعيش بيد طويلة ولكن الآخرين يلوونها.

كل الذين لا يبالون، كل الذين يقولون إن الأمر لا يعنيهم، كل الذين لا تهزهم الصور المروعة ويغيرون مجرى الحديث، هم جزء لا يتجزأ من العصابة.

اللهم عجِّل بفجر يصلي فيه الناس في المسجد الأقصى وقد ذهب وباء الأرض بغير رجعة وانتصر جندك، اللهم عجِّل بفجرٍ يلتقي فيه الناس في الباحات ضاحكين يقولون لبعضهم بعضًا: حمدًا لله على السلامة.

صباح الخير على من عندهم القدرة على الاعتراف بالأخطاء التي وقعوا فيها والعيوب التي أضرت بهم، من دون أن يحطموا أنفسهم، صباح الخير على الذين يسارعون لاكتشاف كل الذي ينقصهم، من دون أن يتغلب عليهم الشعور بالنقص، صباح الخير على من لا يتوقفون عن الاستفادة من خبرات العقلاء والناضجين والناجحين من حولهم، من دون أن يشعروا بالمهانة، صباح الخير على من يدافعون عن أنفسهم بالتعلم والتصحيح والمثابرة وتقليد الناجحين، لا من يدافعون عن أنفسهم بالإنكار والرفض والتمسك بالأوهام.

علينا أن نتعذر لقلوبنا على الإنهاك، والإرباك، والمستنقعات التي خضناها بها بغير داعٍ.

يجب أن تتعرف جيدًا على الأشياء التي تحركك، بدون أي خجل، وبدون أن تحيز، وبدون أي تهرب، وكذلك بدون أي غرور أو مبالغة أو أوهام، تتفحصها، وتفكر فيها بعمق، وتأخذ وتعطي معها، وتبدأ في العناية بما يستحق العناية، وتبدأ في محاصرة ما يستحق الحصار، بعزم واضح، لأن هذا الذي تضع فيه عينيك وبصيرتك هو أنت، أنت بما فيك من علل وما فيك من قدرات وما فيك من شر وما فيك من فضيلة؛ وهذه الأشياء التي تحركك هي سبب أغلب إنجازاتك التي تثير الاعتزاز، وهي سبب أغلب عثراتك المؤلمة، فلا تتعامل معها تلك الأشياء التي تحركك كما يتعامل الناس مع أولادهم الجيدين والسيئين فيقبلونهم كما هم، ويمضون بهم في مسيرة الحياة كما هم، بل عليك أن تبذل جهدك لتقطع المياه عن بِركة الشر الذي فيك، وتجففها، لأقصى درجة ممكنة، وتضع السواقي عندك مواهبك وفضائلك وقدراتك ونوازع الخير الذي فيك.

تسمع نصيحة تربوية؟ عايز ابنك يرتاح لما يشق طريقه في الحياة؟ ازرع فيه العناية بيك من وهو طفل. أنا ما شفتش حد بيطلع من صغره معتني بوالدته وبيشيل عنها أو بيرأف بوالده وبيحافظ على قرشه، ما شفتش حد من النوعية دي بيتمرمط في الحياة .. يعني الحنان الواعي إنك تخلي ابنك بار بالوالدين .. عشان النوع ده بتبقى أموره في الحياة سهلة نسبيًا، ده شيء مشاهد في حياتي وحياة غيري. فيه أسر كتيرة حديثة متأسسة على أن الأب والأم خدَّام حمادة عشان يطلع مرتاح، في النهاية بتلاقي الحياة الأفضل للي عودوا حمادة انه يكونوا سند للأب والأم، الحياة الأفضل اللي اتعود إنه يبتسم في وشهم وما يخليهم يشيلوا همومه. #بيت_طيب

أريد أن أزور قبر أبي وحدي، وأن أنتقي له هناك من الأخبار التي وقعت بعده ما يحب أن يسمعها، وأن أفك عنده قيود الحياة التي تركت علاماتها في صميم الروح، وأستهين قليلًا بهذا العالم الثقيل الذي ضغط على صدري، وأبكي كما شئت بكاءً لا هو ببكاء الصغار ولا بكاء الكبار، بكاءً بعدد المرات التي شعرت فيها أني مغلوب على أمري.

دع الذي يغير مجرى الحديث يغير مجرى الحديث، دع الذي استفسرت منه عن شأن يخصه واختار أن يتهرب من الكلام عنه، دعه يتهرب، دع الذي يريد أن يستر شيئًا فيه يخصه وحده، دعه يستره، دع الذي يريد أن يحجب جرحه عن لفحة الهواء، دعه يحجبه، لا تقل لأحد أبدًا وأنت تضحك: يا هذا، إنك تهرب من الإجابة، بل ساعده على أن يهرب من إجابة سؤالك فهذا كثيرًا ما يكون أكرم وأرقى وأرحم. #كن_جميلا

هناك نوع من الناس هم وراؤك وراؤك حتى يزيلوا بأنفسهم الغشاوة التي تكون على عينك حينما تراهم، وصدمتك لا تكون فقط بسبب أنك رأيت الحقيقة فجأة، بل لأنهم وضعوك أمامها بكل قسوة، بدون أي رحمة، بدون أي تمهيد، بدون أي تلميح، إنها ساعة لا تكتشف فيها فقط أنك ضحية، بل تكتشف ما هو أصعب من ذلك: وهو أن الناس يكرهون ضحاياهم ويشعرون بالملل منهم.

لا ترمرم في عواطفك مثلما أنك لا ترمرم في طعامك، ومن الرمرمة أن يبذل الإنسان الغالي والرخيص كي يحتفظ بمن آذاه

دي الحياة يا غالي كما هي بس ضروري يكون عندنا شجاعة أننا نتقبل خسائر تحركنا للأمام. نحزن قليلا الطموح معناه أو من ضريبته انك هتشعر أن فيه ناس انزعجوا من تحسن أحوالك

لا نحن الرياح ولا نحن البحر ولا نحن السفن، نحن بشر، نحاول أن نرفو ما تمزق من أشرعتنا ونستمر في الإبحار رغم النوء والظروف السيئة، وليس من العار أن تمر علينا لحظات نشعر فيها بقلة الحيلة، طالما أننا لا نستسلم لمشاعر الضعف هذه ولا نجعلها تضع وشمها الثابت على أرواحنا.

إنهم في نعمة كبيرة، هؤلاء الذي يعطون ظهورهم في الوقت الصحيح لأي شيء حاولوا تحقيقه ولكنه راوغهم واستعصى عليهم، إنهم في نعمة كبيرة هؤلاء الذين يعرفون بوضوح أن ما فعلوه كان كافيًا جدًا، وأن عليهم أن يغيروا اتجاههم بكل شجاعة، ولا يجلسون على سلَّم الأشياء التي تمنوها منتظرين أن تفتح لهم من تلقاء نفسها بعد أن تعبوا وأعيتهم الحيل، إنهم في نعمة كبيرة هؤلاء الذين يقول الواحد فيهم لنفسه في لحظة غير متأخرة: ماذا تنتظر؟!