علي عبدو

‏وعينُ البُغضِ تُبرز كُلَّ عَيبٍ ‏وعينُ الحُبِّ لا تَجِدُ العُيوبا

‏للألم شخصية واضحة، بينما المسرّات تختفي بعيدًا وتتلاشى كأشكال بمعالم مُبهمة، يصعب تذكر اللذّة والتفاصيل التي ترافقها، بينما ذاكرة الألم حادة، و تفاصيلها تزيد قوة مع الوقت .

لا أملك سوى كيسًا مثقوباً أحمل فيه أغنيتي، ولا يملكني سوى قلبي، يسَعُ الكون ويطردني .

لا وقت لنضيعه، لا وقت بقي لدينا لندّعي فيه، لا وقت لنكون شيئاً غير الذي نحن عليه، لا وقت لنضيّعه في صحبة لا تُشبع الروح، لا وقت لنضيّعه فيما لا يجعل الحماس يُحرك مكامن الشغف فينا، العمر يتسرّب من بين أصابعنا كحفنة تراب في يومٍ عاصف، ونحن هنا، لمرةٍ واحدة سنكون هنا، نتذّكر على نحوٍ غامر حجم الأيام التي أنفقناها في الطرق الخطأ، في لحاق ما لا يعنينا من أحلام، في الجلوس مُحدقين في أشخاص لا يُحرك فينا وجودهم شيئاً يُذكر، في النهوض إلى أيام لا تُشبهنا وحياة لا ننتمي إليها، عشنا بما يكفي للآخرين، فلننقذ ما بقي من العمر، لم يبقى الكثير أصلاً، فلنحب الذين نُحبهم بكل ذرة في كياننا، فلنعانق كأنه اليوم الأخير، فلنقل الرسائل التي أجلناها، فلنغادر الأماكن التي جعلتنا غرباء، فلتكن الصلاة لحظةً خالدة، فلنضع رؤوسنا على أكتاف آبائنا وننحني أمام ركب أمهاتنا، هلمّ نُقدم اعتذاراتنا المُتأخرة، نُعيد الأشياء التي أخذناها ولم تكن لنا، هلمّ ننتزع ما نستحقه انتزاع الشجعان الذين يعرفون ما لهم وما عليهم، فليكن الباقي من العمر تجربة كاملة لا نستحي أننا نعيشها .

شباب لا تسمعون اغاني بليل

غلس شتسوي بعد

مادري

تحدث عنه رِجال التاريخ تحدث عنه خيرُ من جاء للأمة رسول الله محمد، تحدث عنه اعداءه، واصحابه واهله، واتباعه… كتبت عنه داودين عملاقة وعبقرية يكاد لا يفهمها إلا من اعتلى في مراتب علم اللغة، كتبت عنه القصائد الشعبية في لهجة شديدة البساطة والتواضع، نسمع اسمه في الشارع وفي المستشفيات وفي الافراح والاحزان، لا يكاد يخلو اي مكان من عبارة " يا علي يا ابو الحسن " سمعنا الامهات وهنَّ يودعنَّ ابنهائهنَّ لجبهات القتال وهي تقول " يبرالك علي " اسمه يملئ شوارعنا، صوره تزين بيوتنا واسواقنا ومحلاتنا … مع كل هذا لا يوجد ما يشرح ولائي لك غير كلمات مظفر النواب عندما قال: انا مع المسيح شرط ان لا يصلب ومع الفقراء شرط ان يثوروا ضد الطغاة ومع محمد شرط ان لا يدخل مكة بالسلاح ومع علي …. مع علي بدون شروط .

سيأتي على هيئة نور ، يضييء ويسقيك ويرفع عنك الهم والتعب وستجد في صوته الراحة و السلام على قلبك ، انهُ مختلف ، ك شمس صباح الربيع ، ونسمات تشرين .