نزهان الماجد

بدأت حرب تموز 2005 باشتباك مع دورية إسرائيلية في منطقة خلة وردة في بلدة عيتا الشعب اللبنانية الحدودية، وخلال 33 يوماً لم يستطع "أقوى جيش في المنطقة" أن يحتل بلدة "عيتا الشعب" الحدودية، وصبيحة وقف إطلاق النار استهدف المقاومون آلية إسرائيلية بقذيفة مضادة للدروع قرب موقع الغباد أي على بعد أمتار قليلة من الحدود .. أي أن المقاومة بقيت صامدة بعد شهر كاملٍ عند النقطة صفر من الحدود، رغم أن عدد المقاومين فيها لا يتجاوز الـ20 بأسلحة محدودة وبخطوط إمداد مقطوعة وبقيادة الأيقونة "سلمان الحاج"(الذي استشهد لاحقاً خلال التصدي لزحف داعش عام 2014)، فيما تتمتع المقاومة اليوم بقدرة نارية واستخبارية ولوجستية وبشرية تعادل جيوشاً. اما خبريات تيكتوكرز الجيش الإسرائيلي عن الوصول إلى بيروت وتناول الشاورما في الحمرا فتصلح فقط للتيكتوك والايام التي كانوا يستطيعون فيها الوصول الى خلدة او اجتياح سيناء في أيام ولّت إلى غير رجعة، وهم يدركون ذلك جيداً. #بياعين_الوهم

لا تزال "إسرائيل" تحتل 250 كيلومتراً مربعاً في مزارع شبعا اللبنانية، وحوالى 37 كيلومتراً في تلال كفرشوبا اللبنانية، و103 كيلومترات من القرى السبع اللبنانية، إضافةً إلى الجزء الشمالي اللبناني من بلدة الغجر الذي أعادت احتلاله عام 2023، وحافظت على احتلال نفق الناقورة و13 نقطة حدودية لبنانية مساحتها 485487 متراً، كما بقيت حوالى 5 كيلومترات محتلة داخل المياه الإقليمية اللبنانية بعد ترسيم الحدود البحرية الأخير. رغم كل هذا يعتبر البطرك أي عمل ضد "إسراٮيل" في هذا المناطق المحتلة هو عمل إرهابي ضد "دول الجوار"، ويُصنّفه حزب "القوات اللبنانية" وحلفاء دول الخليج في لبنان بأنه "اعتداء" على "إسرائيل". قد تكون هذه هي الحالة الوحيدة في العالم التي يتم فيه إتهام جهة تقاوم الاحتلال بأنها "تعتدي" على المُحتل. #وطن_النجوم #فينيقيا_التحتا

يتطوع الكثيرون مجاناً للدفاع عن الشركات الاجنبية، الداعمة علناً لوحشية الكيان، بوجه حملات المقاطعة لسببين أساسيين هما السفالة أو الجهل، معتمدين على مغالطات عدة منها؛ - إدعاء عدم جدوى المقاطعة بشكل عام وهذا ما أثبتت الأرقام عكسه، اضافةً إلى انزعاج الشركات ولجوؤها للتحايل بتغيير التسميات. - التركيز على عدم جدوى مقاطعة سلعة معينة مع الاستمرار باستهلاك سلع أخرى، أي لا معنى لمقاطعة "بيبسي" إذا كنا نستهلك سيارات جيب واجهزة ايفون وبرامج مايكروسوفت، بينما القاعدة المنطقية تقول؛ "ما لا يُدرك كلّه لا يُترك جلّه"، أي أن عدم قدرتك على التخلي عن سلعة معينة لا لا يجبرك أن تستهلك كل شيء! على قاعدة "خذها كلها او اتركها كلها"، بل يمكن التخلي عن كل ما له بدائل والاستمرار في استهلاك السلع الضرورية التي ليس لها بديل فالضرورات تبيح المحظورات. - اتهام مؤيدي المقاطعة بالنفاق إن لم يتخلوا عن سياراتهم او هواتفهم التي اشتروها سابقاً وتحدّيهم لاتلافها بطريقة شعبوية رخيصة هو أيضاً خلاف المنطق، فاتلاف سلعة مُشتراة سابقاً لن يضر الشركة المصنعة بشيء، كما أن استهلاك السلع المستعملة في السوق المحلية لا يفيد الشركات الأم غالباً. - التلطّي خلف الفتوى الشرعية بعدم تحريم سلع معينة وكأن كل تصرفاتنا اليومية تتماشى مع الفتاوى، والواقع أن جميع المراجع بلا استثناء يُحرّمون التعامل مع أي شركة تدعم العدو بفتاوى واضحة وصريحة ولكنهم لا يدخلون في تسميات فهذه ليست وظيفتهم (والتحايل على مكاتبهم بالاستفسار عن اسماء محددة هو قمة الانحطاط). - التركيز على هيمنة الدولار الأميركي وعدم امكانية المقاطعة مع استمرار استعمال الدولار، وهي مشكلة عالمية فعلاً ما تزال دول كالصين مثلاً عاجزةً نسبياً عن مواجهتها، لكن مجرد تخفيض نسبة الاستهلاك للسلع الأميركية في أي مكانٍ من العالم هو جزء من المواجهة المجدية. - التحجج بجودة السلع الأميركية وعدم القدرة عن الاستغناء عنها بانتظار بناء صناعة محلية او اقليمية قوية ذات جودة عالية، رغم وجود بدائل مقبولة لها لا تحظى بنفس الدعاية الأميركية، والانتظار يعني المشاركة بمنع قيام صناعات محلية وبقاء هيمنة المنتج الأميركي. - الإدعاء بعدم ارتباط الشركات الأميركية بالكيان كمبرر لعدم مقاطعتها والواقع أن الكيان كله استثمار أميركي، والإدعاء بأنها شركات محلية وليست أميركية بينما الواقع أنه بمجرد استخدام الاسم أي العلامة التجارية فإن جزءاً من الأرباح سيذهب للشركة الأم في أميركا. المقاطعة فعل إرادة وتضامن وهي قبل أن تكون فاعلاً اقتصادياً هي موقف اخلاقي وديني تجاه أنفسنا يُعبّر عن ادنى شعورنا بانسانيتنا أمام هول ما نرى، والعكس بالعكس فإن الإصرار على عدم المقاطعة تعبيرٌ عن انعدام الانسانية والاخلاق.

صباح الخير ..