📩📩📩
*استشارة من السعودية: هل سلوك ابني في التقبيل شاذ؟!*
*الاستشارة*
ابني عمره عشر سنوات، وهو الأصغر بعد انقطاع ١٠ سنوات عن الإنجاب، ولي ابن تزفي منذ مدة.
ابني هذا اجتماعي وحنون جدًا ، لكن مشكلته يستعطف الناس، يكبِّس أرجلهم، يُقبّل قدمي دائمًا وحتى أنّه يلعق بلسانه تحت قدمي.
يزعجني هذا التصرف كثيرًا وأخبرته بذلك ولكن بلا جدوى، لا أريدُ أن يشعر أني أرفضه، فأنا أرفض فعله فقط .
🌹🌹🌹🌹
*الرد*
حياك الله أختي الفاضلة
يجب أن نعرف صفات ومميزات أبنائنا وأن ندرك احتياجاتهم العاطفية قبل المادية، زربما لفقد أخيه علاقة بهذا، فربما افتقده، وحزنكم أبعدكم عنه ، فيحاول أن يلفت انتباهكم له ولوجوده بينكم ، ويحتاج من يحنو عليه ويحتويه، فالطفل يعبر عن احتياجه العاطفي ويظهره بالتقرب منكم والتودد لكم والتقبيل.
أما عن طريقة تعبيره للحب ولفت الانتباه فربما اتخذ أحدا قدوة في ذلك ، فهو لا يعرف طريقة غيرها.
✔️ *الأسباب النفسية للتقبيل الكثير عند الطفل:*
_هناك بعض الحالات التي يجد الطفل نفسه في حالة من نقص حنان وعاطفة، وبالتالي قد يحاول تعويض ما ينقصه، فمن الأفضل البدء في إعطائه الكثير من الرعاية النفسية والعاطفية مع إلزامه بحد معين لكي لا يتطور الأمر لديه فهو في سن يثير فضوله أي شيء وأي فعل.
_ قد تأخذ هذه. الأفعال منحى الدلال الزائد ولفت النظر والتقرب ليحصل على مايريد .
_لاننسى أثر المشاهدات التلفزيونية ومقاطع اليوتيوب والأفلام الكرتونية ، التي تظهر الحب والتقرب بين أي شخصين هي التقبيل والحضن ، ممايجعله يقلد هذه الأفعال على أنها السائدة والمقبولة والتي هو أيضا يستطيع التعبير بها كنجمه الكرتوني المفضل أو يربط علاقته بك كأم بما يشبه علاقة فلان وأمه على اليوتيوب ، وأيضا قد يكون يعرض عليه بعض المقاطع الغير أخلاقية دون قصد منه والتي تحوي في داخلها هذه الأفعال ويحاول تجريبها معكم.
_كثرة التهديد لها أثر بمضاعفة السلوك ، مثلا قد يكون قام بالفعل مرة ووجدتيه مستهجن منه وقمت بتهديده بعدم تكراره، فهو تلقائيا يعيد هذا السلوك وبقوة ليلفت نظرك به مرة ثانية، أو لأنه حصل على إشباع عاطفي به .
ولذلك لابد من بعض الإرشادات التي تساعدك في التعامل مع طفلك:
_ أن تعلميه ما هو التقبيل المقبول، وما هو التقبيل غير المقبول، فلكل شيء حدود وأعراف، وعليه أن يتعلمها، أو بشكل أصح عليك أن تعلميه إياها.
_التوضيح عن طريق اللعب كيفية التعبير عن الحب ، مثلا نأخذ لعبة بدور الأم ولعبة بدور الطفل ، الأم تأتي وتعطي الطفل مكافأة يحبها الطفل يركض ويقبلها مرة ويعود تعبيرا عن فرحه هذا صحيح ، الطفل يذهب عدة مرات ويقبل ويلمس أمه دون سبب هذا غير مقبول ، مبدأيا نجعل الاحتضان والتقبيل مكافأة بينكم ثم تدريجيا يصبح عادة منظمة بظروف صحيحة وبشكل مقبول.
_اشغلي طفلك ووقت فراغه بحيث يتعلم تنظيم مشاعره وطرق تعبيره عنها بالشكل الصحيح ، مثلا أنت فرحة لرؤية صديقك المفضل تكتفي بالسلام بالتلويح ، فرحت لإحضار والدك الطعام المفضل لك تذهب وتقبل يده فقط .
_تفحصي المحتوى الإلكتروني الذي يتابعه ومايحوي ، وانتبهي لعلاقته مع الأخرين المحيطين وطريقة لعبه معهم فالكثير من الأطفال يمتد معهم اللعب الجنسي ويستمر لفترة طفولية متأخرة ويمارسوا هذه الأفعال من لمس وتقبيل دون وعي وبدافع التقليد.
_عليك الانتباه لعلاقتك الخاصة مع زوجك إذا كان على إطلاع بها.
_بيني له أن هذه التصرفات غير مقبولة لطفل بعمره ، واشرحي له ماهو مقبول فعليا نسميه عامة "سلام الرجال فقط باليد" ، التقبيل فقط من الرأس والخد واليدين للمقربين منه، وتقبيل القدم غبر مسموح لأنه يحرك غرائز جنسية، وهو سلوك غير مقبول اجتماعيا، خصوصا إذا ترافق مع لعق اللسان أصبح مظهرا شاذا ومنافيا للحشمة الأخلاقية، وقد يؤشر استمراره عليه إلى اضطراب الشخصية المازوخية.
ذكرت في سؤالك أنك لاتريدي إشعاره بالرفض له بل لسلوكه:
بالتأكيد هذا الفعل الصحيح والذي يتوجب عليك العمل به ، فأنت ستخبريه أنك لاحظتي هذا السلوك ولم يعجبك لكن كلك ثقة أنه قادر على تعديله فهو شخصية مميزة ومحبوبة بأفعالها البسيطة وأنه قادر على توجيه مشاعره وضبطها بالوجهة الصحيحة .
احرصي أن لاتوجهي النقد لشخصيته العاطفية بل لطرق التعبير عن عاطفته مثلا تقولي له يصلني حبك لي وعطفك عليي بقبلة على جبيني أو على كف يدي فلا داعي لتقبيل قدمي فأنا أشعر بحبك دائما .
وأخيرا ، تجتمع عدة أسباب لدى طفلك لظهور مثل هذه السلوكيات لديه والمطلوب هو إعادة برمجتها وتوجيهها بالشكل المقبول اجتماعيا والمتعارف عليه ، والسعي لنقد السلوك بهدف تعديله وليس نسف شخصيته وهدمها .
_تابعيه في المواظبة على أذكار الصباح والمساء وقراءة سورة البقرة لتحل السكينة في البيت .
_ألحي بالدعاء إلى الله أن يحفظه لك ويلهمه الرشد والصواب .
وفقك لله في تربية أبنائك وجعلهم قرة عين لك.