وٲﺂٖــــــٰ̡ـيف الروحُ♡...,

فيديو السحب من موقع. G2G https://youtu.be/JaHsVpSsv3s

‏لا شيء في الطبيعة يعيش لنفسه .. النهر لا يشرب ماءه، والبحر لا يأكل سمكه، والزهرة لا تعبق لنفسها، والشمس لا تشرق لذاتها .. خلقت الأشياء لتخدم غيرها .. هذه حكمة الله، ورسالته لنا .. لنعش لبعضنا، ولنكن عونا لبعضنا البعض…

في شامخ الأهنوم مهد الحضارة والمجد والتاريخ يكتب ويقرا والجسر ذي شرف معالي شهارة شكرا لمن شيد مبانيه شكرا

ما ذنبُ القصيدة إذ يكتبها شاعر بالصدفة ما ذنب المؤخرة إذ نجلس عليها طوال الوقت وإذا امتدحنا أحد نقول: على رأسي ما ذنب الرأس؟ ما ذنب التليسكوب إذ يرى حلقة غريبة حول زحل ما ذنب الرصاصة إذ تُتَّهم بكل هذي الجرائم والزناد تضغطه إصبع غير معدنية ما ذنب العرَق ‏حين يفشل تمييز نفسه عن الدموع سوى بالطعم؟ ما ذنب هذا الليل منذ عصور وهو يركض ولم يلتقِ بالنهار ما ذنب النقائض منذ أن بدأت لا قدرة لها أن تلتقي ما ذنب الرجل إذ لو أحب أنثى حقق رغبة النقائض بالالتقاء ما ذنب الكراسي إذ يجلس عليها كل شيء وتفشل رغبتها بالجلوس ما ذنب الحب أذ يجبره الميكروسكوب ليكن إشارات عصبية ما ذنب الميكروسكوب إذ يحب؟ ما ذنب المرايا إذ لم تجد من يقف أمامها تعكس نفسها ما ذنب البحر إذ تعود النوارس منها وتتركها عُرضة للغروب ما ذنب كلمة "أنت" إذ حين تشهر تظل مُشيرة بإصبعها إلى الأبد ما ذنب المسافة إذ تصير فراغاً تختبئ فيها الأشياء من وحشة اللغة ما ذنب العدم إذ يوقظه الوجود لأجل قصة حب فاشلة ما ذنب الورد إذ تقطفه عاشقة ويرمى أثناء التقبيل ما ذنب الأغاني إذ حين تنطفئ تنسى ما ذنب الخلود إذ يأتي لرغبة الإنسان بشيء لن يتحقق ما ذنب النملة إذ تميتها قصيدة مرّت مصادفة فوقها ما ذنب صوت المزاريب بالمطر ما ذنب العطر وهو يتسلل إلى ذاكرة ميت ما ذنبي إذ آتي إلى الوجود واحداً ويسكنني كل هؤلاء الأشباح الغرباء ما ذنب إشارة الجمع وهي تجمع كل هؤلاء الأعداد المتأخرة فوق ظهري؟ ‏

وما ذنب إشارة الجمع إذ تحمل فوق ظهرها العدد الذي سيأتي متأخراً ما ذنب النهر إذ يحزن كلما مر قارب بلا وجهة ما ذنب البعوضة إذ تمت ولم تحتفل يوماً بعيد ميلادها ما ذنب حرف ال g إذ يحس بالخطر كلما كُتب

يختصرون الرحيل في كلمتين : قسمة و نصيب و ما ذنب النصيب إن كنتم لا تعرفون الوفاء

الأشياء التي لا تعرف الحب ولا تتذوقه، وسط هذه الغربة والصمت المعجونين ببعض.. وسط المطر الذي سيبدو حقيقيا ما إن يتساقط على جسدك النحيل ، ستبدو حباته كما لو أنها مرايا مُصغرة للضحكة، كما لو أننا اخترعنا له لغة بلحمها ودمها تصوره بحقيقته. لم تكوني ضمآنة يوما إلا أن المطر يرويك ظنا منه أنك شجرة، وينزل برفق عليك كأنك وردة في حديقة منزلك. وردة طويلة، لها رائحة تعيد الروح الشاردة إلى الجسد. أنت التي تأخذين الروح إلى كل الأماكن التي فشل الجسد أن يحققها، وهذا تعريف الحنين لدى ديستوفسكي. ‏هل تحبين ديستوفسكي؟ ‏ يتهجأ المطر قطراته كما تفعل ضحكتك وأنت تطلقينها على العالم الباعث للسخرية.. ويتساءل من أي ولادة أتيت، من أي نسيان تسللتِ، من أي غابة نما صوتك، ومن أي المواسم صار وجودك ربيعاً، هذا المطر امتداد لرائحتك، هاهو ينهمر على كل هذه المدن ولا يبالي بها إذ يشيح بنظرته الناعسة إليك أيتها اللافتة لكل الأشياء بما فيها المطر..

لا يُوجد هناك مُتَّسع في أيَّامي سِوى للأشخاص الذين يشعرني وجُودهم بالطمأنينة.

كل عام وأنتم في صحة وعافية وبهجة، عيشوا عيدكم بكل محبة، ولتغرقوا في مياه السعادة النقية، رغم كل شيء. السعادة مصدرها العطاء.. اتركوا التعاسة خلفكم، وامشوا معا نحو البهجة والمرَح .. تعانقوا وتسامحوا ورمّموا قلوبكم بالمشاعر الطيبة وبتلك الكلمات الجميلة.. هذا هو العطاء الجميل، الذي يجعل الحياة لطيفة، أو محتمَلة بعض الشيء. ليكن هذا العيد خاليًا من كل أشكال الكراهية والعنف.. ليكن عيدًا إنسانيًا حقيقيًا، عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير.❤️