شذرات فلسفية: في المجتمع والإنسان

"الوقوف على حقائق الأشياء ليس في قدرة البشر. و نحن لا نعرف من الأشياء إلا الخواصّ و اللوازم و الأعراض، و لا نعرف الفصول المقوّمة لكل واحد منها، الدالة على حقيقته.." -ابن سينا، التعليقات.

"يقال إنهم كانوا يبحثون عن علماء البلاغة والرَسَّامينَ والموسيقيين في المدن اليونانية الأخرى، لكنّهم يَتَّجهون إلى إسبرطة متى احتاجوا مشرِّعًا أو قاضيًا أو امبراطورًا حاكمًا، فإذا كانَ أطفالُ أثينا يَتَعلَّمونَ كيفَ يُجيدونَ الكلام، فإنهم في إسبرطة كانوا يَتعلمونَ كيف يُجيدونَ الفِعلَ والتَّصرّف، وإذا كانوا في أثينا يعلمونهم كيفية حُسن التَّخلّص من برهنةٍ سفسطائيةٍ، وكيف يكشفونَ عن الخدعةِ تحتَ ستارِ الكَلِمات المتعانقة، فإنّهم في إسبرطة كانوا يُعلمونَهم كيفَ يَتخلّصونَ من إغراءات الحس، وكيفَ يَتغلّبونَ بفضل الشجاعةِ الفائقة على مخاوف القدر والموت، فهناك كانت الناس تَشتبكُ بالكلام، وهنا بالأشياء، هناك استعمالٌ متواصلٌ للّغة، وهُنا تمرينٌ أبديٌ للروح". -مونتيني، المقالات، الكتاب الأول، ص٢٧٧.

نَقِّب في ذاتك، هاهنا بالداخل ينبوع خيرٍ جاهزٌ لأن يتدفَّق في أيِّ لحظَةٍ إذا ما بَقِيتَ تُنَقِّب". ماركوس أوريليوس، التأملات، (٧-٥٩).

"..ومن ثَمَّ فإنَّهُ سيَّان أن تتأَمَّل الحياة البشرية أربعينَ سنةً وأن تتأمّلها لعشرة آلاف من السنين؛ فأيُّ جديدٍ عساكَ تراه ؟". -ماركوس أوريليوس.

"حيثُ تتكَدَّرُ في أيِّ ظرفٍ فقد نسيتَ عدَّة أشياء؛ نسيتَ أن كل ما يجري فبإرادة طبيعة الكل، وأن الإثم لا يضيرُ إلا مُرتكبه، ونسيتَ أنّ كل شيءٍ يحدث فقد كان يحدث هكذا فيما مضى، وسيظل يحدث هكذا في المستقبل، وما ينفك يحدث الآن في كل مكان، وأن الكائن الإنساني وثيقُ القرابة بالجنس البَشري كله، لا قرابة دمٍ أو بَذرة؛ بل مجتمع عقلي. ونسيتَ أيضًا أن عَقل كل إنسانٍ إلهٌ ودَفقةٌ من الألوهية، وأنّ لا شيءَ ملكٌ لنا.. وأن كل شيءٍ هو كما أراده الفكر أن يكون، وأن كلًّا منا لا يعيش إلا اللحظة الحاضرة، ولا يفقد إلا إياها". -ماركوس اوريليوس.

دائمًا ما تشدّني النِهاياتُ المَفتوحة في الأفلام، تلك الّتي تَحتاجُ مِنكَ أن تتسائلَ وتُفكِّر وأن تكون جزءًا منها لفَهمِها. وإن هذا النمط مُستمَدٌّ بشكلٍ أصيلٍ من الطَّبيعة، فهذه النَّخلة، وهذا الإنسان، يذويانِ بلا وداع، نهاية لا تُغلقُ بابَ التساؤل.. والسينما، التي تأخذُ طَبيعَة هذا العالم كمسرحٍ لها، تكونُ بأعلى جلالِها.

بَعيدةِ ما بينَ الجُفونِ كأنَّما عَقدتُم أعالي كُلِّ هدبٍ بحاجبِ وأحسَبُ أني لو هَويتُ فراقَكم لفارَقتُهُ والدَّهرُ أخبَثُ صاحبِ فيا ليتَ ما بيني وبَينَ أحبَّتي من البُعدِ ما بيني وبينَ المصائِبِ أراكِ ظَننتي السِّلكَ جسمي فعُقتِهِ عليكِ بِدُرٍّ عن لقاءِ التَّرائِبِ ولو قلمٌ أُلقيتُ في شَقِّ رأسِهِ من السّقمِ ما غَيّرتُ من خَطِّ كاتبي يَهونُ على مثلي إذا رامَ حاجَةً وقوعُ العَوالي دونَها والقَواضبِ كَثيرُ حياةِ المرءِ مثلُ قَليلها يَزولُ وباقي عَيشِهِ مثلُ ذاهِبِ إليكِ فإنّي لستُ ممن إذا اتَّقى عِضاضَ الأفاعي نامَ فوقَ العَقارِبِ -ابو الطيب المتنبي.

"مُعايَنة المَوت وَهوَ يَمتَدُ , مُعايَنتَهُ وَهوَ يُدَمٍّرُ شَجرَةً , وَيَتَسَلَّلُ خِلال الحُلُم يُذبِّل زَهرةً أو حَضارَةً , يَأَخُذكَ إِلى ما بَعدِ الدموع وَ التَحسُرات , إِلى ما وراءِ كُلِ شَكلٍ أَو نَوع . مَن ذا الذي لَم يَمتَلك هذا الإِحساس بِهذا الاحتضار الفَضيع , حَيثُ يَقوم المَوت في داخِلِكَ ليَغزوك كما لَو أَنهُ تَدَفُق دَمٍ , كَما لَو أَنَّهُ قوَّةٌ تُكَمِّمُ أَنفاسك أو تَخنُقك ولا يُمكِنُكَ التَّحَكُم فيها , مُحدِثاً هَلوساتٍ مُرعبة , فَمَن لَم يَمتَلِك مِثلَ هذا الشعور يَجهَلُ الطابِعَ الشَيطانيَ للحَياةِ وَ التَفاعُلات الجَوانية الخلاقةُ لِتَغيُّرات الوَجهِ الهائِلَةِ " - إميل سيوران , على مرتفعات اليأس , ص 38 . Mary Magdalene At The Tomb (1875) Alexandre Cabanel (French, 1823-1889)

أشاهدُ وأنا جالسٌ هاهنا واندب حظ المنزل الشاخص بلا روح تلطمهُ الكلمات من هنا وهناك وهو كاليتيم الذي يحترق أمام عينيه آخر ماتبقى له من أهله دون ان يستطيع الحراك من موضعه بسبب تلك الرصاصة الطائشة التي هشمت عموده واصبح بعدها مهدما، محطما متناثرا كرماد الحروب الظلماء يشكو بلا صوت ويأن بلا حنجرة. #فرح

ومَن مَنحَ الجهّال علمًا أَضاعَهُ ومَن مَنَعَ المستوجبينَ فقد ظَلَم -السهروردي المقتول.