➹ sωєєτ мaи ♬|

غِّب, لن يهتم بكَ أحد.. لا يزَال هذا الكون ثقيلًا عليك, لم يخسرَ وزنهُ مع أنّ الأيام باتت تقطع في دقيقةٍ من وقتهِ آلافَ اللحظات؛ ما زال يا صديقي يشيحُ ببصرهِ عنك كلمّا نظر إليك, وكأنّك على خلافٍ معه. اتركهُ, فأنت لا تحتاجهُ أبدًا.. غِّب, وأعدكُ بأنهُ لا أحد سيفقدك. انظُر لأصدقائِكَ الذين غابوا؛ هل اشتاقهم أحد!. باللهِ عليك, هل مَّرة سأل عنهُم أحد!. صدقني, لا أحد. من فرطِ الحُبّ, أنا أقول لكَ ابتعد, فما عادَ لكَ دورٌ في هذا العالم, لن يخسر أحدٌ بسببك إلتفاتة. لهذا يا صديقي, فلترحل وتتركه. لن يسألَ عنكَ شخصٌ ما, مررت بهِ يومًا فشكرته, صدقّك فصار صديقك, لن يهتم بكَ أحد.. ستغيب متى شئِت, ولن يصطحبك أحدهُم إلى البابِ مودعًا, ولن تترك لك حبيبتك رسالةً على الرَّف. لتقرأها كُلما شعرت بالضيق, صدقني.. مهما بحثت عن دمعةٍ أخيرة, تذرفها عينٌ من أجلك, لن تجد حتىّ عينًا تنظُر إليك. لن يشعُرَ العالمُ بالنقص, ماذا نقص؟. واحدٌ مثلك!, وهل اهتمَّ العالمُ يومًا بأحد, أتظنهُ يفعلها لأجلك؟ لن ينتظر الآخرون منك قولًا, ولن ينظروا إلى فعلك, حتى لو أطعتني.. وغِبت. ففي هذا الكون يا صديقي؛ كلنا وحيدون بالشكلِ الذي تتصوّره, لا أحد يسألنا عن حُزننا.. وضيقنا.. حتى لو تحدثّنا, أتظنهُم يستمعون لنا, أتظّن الدمعة تِلك كانت من أجلنا؟. أرجوك ثقّ بي مرة واحدة, سأقنعك, نحنُ وحيدون جدًا, وأكثرَ من ذلك متشابهون, فعندما نحكي حزننا, لن يهتم بنا أحد, فقط سيتذكر أحزانهُ ويبكي عليها. صدقنّي لأني صديقك, ومن أجلي .. اترك العالم, وغِّب طويلًا طويلًا قدرَ ما تستطيع. لن يفتقد الكتابُ, حرفًا من صفحةٍ مهمشّة, ولن يفتقد هاتفك المحمول, رقمًا أنت أضعته.. ولا عينيك, لن تفتقد دمعةً ذرفتها.. كما أنّ الحياة, لا تفتقدك إذا غِبت.. فلماذا أنت إلى هنا الآن؟ حبيبتك التي تتذكرها كل لحظة, وتكتبُ لها رسالةً واحدة في العام لأنك تخافُ عليها من الحياة, لن تفتقدك حتىّ العام القادم.. وصدقني في العامِ التالي, ستنساك ولن تفتقدك, لأنكّ أنت تحبها وليست هي. أحزانك, والأشياء عنك, وأصدقاؤكَ, وغيابك, وموتك, لن يفتقدها الناس, لأنها ستموت معك, وتعودَ أنت لمكانك الطبيعي.. على الهامِش. كل ما يخصك, لن يفتقدك, لأنّ أخرًا سيحل محلك, قلمك الذي تكتبُ به سيكسره أخوكَ الأصغر, وعِطركُ لن يبقي منهُ شيئًا أخوك الأكبر الذي حتى هو لن ينظر إلى صورتك وأنتَ في الحادي عشر من عُمرك, ليتذكرك, حتى هو سينساك, ولن يفقدك. لن تذكر الشمس, الناس بغيابك حين تغيب.. ولا رسالةً عابرةً لك. في غيابك, لن تصلك رسالة مفادُها, "اشتقتُ إليك, أرجوك: عُدّ سريعًا." هذا كثيرٌ عليك يا صديقي, ونصفُ هذا لن يحصل. صدقني يا صديقي, أنا أريدك أن تغيب, لأنكَّ غائبٌ وحاضِر, وأنّ هذا لن يفيدك ولا أحدًا غيرك, لذلك اكسر حضورك بالغياب, وغِّب يا صديقي. * لكن قبل أن ترحل, سأخبرك بسِّر, لن يفقدك ويشتاقك إلا شخصان, أمّا أحدهُما فصديقك الذي غابَ معك, والآخر, صديقٌ يحبك, وفي كل صباحاتك يوصيني أن أخذ رسالتهُ إليك, مكتوبٌ فيها,"ألف وردة لعينيك".

- الأسوأ من هذا كله هو أن تتوقف وأنت لازلت ترغب بالإكمال، أن تصمُت ولكنك تقاوم رغبتك بالإفصاح، أن تبتسم ويختبئ خلفك الكثير من البُكاء.

أنا مُتعب جداً ، رُبما لأن الطريق يبدو طويلاً ، رُبما لأني أعبره وحيدً ، ورُبما لأن هذا الفراغ الذي يملأ قلبي قد تمكن منّي أخيراً ، أجل ، أنا مُتعب ، ووحيد .

- أصعب أمر قد تواجهه، أن تفقد فجأة ذاك الشخص الوحيد الذي كان يشعرك بالأمان، وكلماته كانت البلسم الشافي لقلبك، من كنت تشعر معه أنك مازلت بخير.

ومن فرط الحزن انني أريد البكاء ولا أبكي أريد ان أشرح لأحدهم مدى حزني واكتئابي لكنني أصمت ، لا أرغب في الوحده لكنني أتألم من اشد الناس قرباً إلي أشعر بأنني أريد الهروب من نفسي ومن افكاري وذكرياتي ومن الماضي ، لا احد يشعر بقلبي الذي ينبض حزناً والماً .