عانِيت.

‏يستطيع الإنسان أن يحترق، وهو جالس إلى جوارك، دون أن تلحظ، في الشارع أو على المقهى، في بيته بين أعداءه أو أحبته، ‏ولا يترك ذرّة رماد على المقعد، تلك هي أزمة الإنسان، منذ أن أدرك كم لهذه المخابئ في جوفه أن تسع.

‏يجدر بنا أن نموت، من أجل تلك الأشياء التي بدونها، لا يجدر بنا أن نعيش.

أعرف تمامًا ما معنى أن تواجه موجة ضخمة بداخلك، ولا تستطيع إخبار أحد عنها لينقذك.

"كانَ يجد الأمر طبيعيًا أنْ يكونَ بِمفرده، كما لو أنَ الوحدة هي قانون الحياة الأساسي."

منفيٌّ عن ذاته أبدًا. يسقط بلا نهاية في جوفه الفارغ.

‏"شاخت مشاعري، فما عدت أهتم بقسوة الغياب، وسخافة الحاضرين."

‏أظنُّ أنه سيكون أمرًا حسنًا لو جعلت نفسك بمنتهى القسوة إلى درجة أن لا يؤثر فيك أي شيء بعدها. ولكنك ستمسي عندها وحيدًا، ومقطوعًا نهائيًا عن الجميع لتصبح الحياة مستحيلة.

‏لم يكن نزع الوِدّ سهلًا، لكنها المواقف التي عزَّت عليك فيها نفسك، تجبرك على نزع حتى اللحظات المتجذّرة في أعماق ذاكرتك.