عمار سليمان

الشخص الذي يعطي كثيراً يتألم كثيراً، ومن يُغيب حدود ذاته يركبه الناس. وأسباب ذلك كثيرة منها : ١.. سقف توقعاته عالٍ؛ فيظن أن الآخرين سيمنحوه ما يمنح. ٢. يفتح باباً ليستغله الآخر بسهولة؛ كونه لا يستطيع قول لا. ٣. المعطي كثيرا شخص اجتماعي جداً وهذا يجعله غير مناسب لصنع المسافات. بعض الحلول للتخفيف من ألآم هذه الشخصية: ١. أن يعطي نفسه حقها ولا يبخس ثمنها طمعاً في إرضاء الكل. ٢. أن يتعود قول لا؛ لأنها مفتاح لوعيه بالمسافات. ٣. أن يضبق مساحات العطاء لأشخاصٍ ثبت حبهم وخوفهم عليه. وفي النهاية العطاء محمود جداً لكن كالعادة ما زاد شيء عن حده إلا عاد على صاحبه بالألم والخسران.

#في_فقه_العلاقات البعض يعتقد أن الزواج مكان لمشاركة المشاعر الإيجابية وفقط! وهذه فكرة خطيرة على الزواج من أساسه؛ حيث هو مكان لمشاركة كافة المشاعر، الإيجابية والسلبية. بل إن المشاعر السلبية في العلاقة مهمة جداً؛ حيث هي التي تفحص حبنا للآخر، وهي ما تدعونا لمحاولة التغيير والتطور بالعلاقة. وبيت بلا سلبية "بيت يعيش في جحيم من الهدوء" كما سماه الأديب الكبير تولستوي. والفكرة في حسن التعامل مع السلبية لا قتلها؛ فيقتل البيت.

أما حاجة البنت من أبيها فهو كله، حنانه وأمانه وأن تكون ريحانة قلبه. تحتاج لهفة عينه، وعناق يديه، ودفء صدره، وصوت تطمينه. الأب مفتاح عظيم لصحة البنت النفسية والاجتماعية؛ ولهذا في ظني قال رسولنا الكريم: ( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابع).

من أصعب الأمور ضبطاً في علاقة الزواج بالذات هي فكرة المساحة والمسافة؛ لأن تطبيقات الفكرة تختلف بين المرأة والرجل مجملاً. فالمرأة تريد الاقتراب حتى ترضى، تريد حيز المساحة ضيقاً ونطاق المسافة قريباً؛ ولهذا إذا أستطاع الرجل إشعار المرأة بالقرب كسب قلبها وودها. أما الرجل هو يريد حيز المساحة أوسع ونطاق المسافة أطول؛ لهذا إذا تركت المرأة له المساحة بحكمة عاد لها سليم النفس و سريع الشوق.

الحب لا ينمو ويزدهر بإيجاد الشخص المثالي، بل بالقدرة على قبول نقاط ضعف ذلك الشخص بشكل كامل..!"

مش شرط إذا حبيت شخص تحب كل شيء فيه. الحب في كثير من الأحيان يكون في غاية الأذى، لكون الجرح يأتي ممن عرييت له قلبك. *بهذه الطريقة يصبح الحب مناسباً للباسنا البشري المُحاك بالنقص، وبها نفهم أن من نحبه قد نكره بعضه أحياناً، ونفهم أذيته فنعذر نقصه. أما حب الأبدية، والحب الغير مشروط= هي نوبة هلوسة تعاني منها البشرية بين كل فترة وفترة.

أرجوك عند تكاثر البلاء وبلوغك أشد لحظات الضعف لا تجلس، لا ترفع الراية، قم وقاتل نفسك. الجلوس والانسحاب في حالات الضعف تعني انك تمضي للموت، شاهدتها بعيني لأناس أحبهم ولا أريدها لك. وقد قال نبيك الكريم: استعن بالله ولا تعجز. فلا أقل من أتباعه صلى الله عليه والسلام حتى لا تلقي بنفسك إلى بوابة العجز والمهلكة.

حربنا القادمة لأجل أولادنا: ١. أن يكونوا سليمين نفسياً. ٢. وسليمين جنسياً. ٣. وسليمين دينياً. ٤. ومتوجهين أخلاقياً. ٥. و غير مستلبين لشاشات الهواتف. ٦. وغير مستعبدين لمطاعم الوجبات السريعة. ٧. أن نرغبهم بالزواج بعد أن دُمر سوقه. ٨. وأن نعلمهم الصبر بعد أن لم يعد محتملاً. ٩. وأن نحاول تعليهم كسب الرزق لا استهلاك المنتجات. ١٠. وهي الأصعب إقناعهم أن يتقوا الله بأنفسهم وبالناس من حولهم.

أغلب الأفكار اللاعقلانية التي تجعل حياتك أصعب: ١. لازم الكل يحبني ( أكبر فكرة للإحباط). ٢. العالم لازم يكون مكان عادل ويمنح الفرص للكل بالتساوي ( في الجنة إن شاء الله). ٣. كل سخص سيء لازم يتحاسب في الدنيا ( ولماذا وجد يوم الحساب؟). ٤. لما بدي أعمل شيء لازم يكون ولا غلطة ( مثالية وكمالية ستمنعك عن العمل). ٥. الناس مركزة بحياتي ( صدقني في الأغلب لا أحد يهتم). ٦. دائما توقع الأسوء ( مخالف للهدي النبوي الذي كان يشجع على الفأل الحسن). ٧. الدخان أو الأكل حل لمشاكلنا، هي حلول سريعة لكنها ترحل المشكلة ولا تحلها ( أتباع الشاورما لا بعلقوا 😋😁). ٨. السعادة مربوطة بمال، زواج، حصول شيء في المستقبل ( جزء من هذا صحيح لكن هذا التأجيل يمنعك من رؤية السعادة والنعم بيومك). ٩. أنا شخص ذكي وبلحق أعمل اللي علي حتى لو تأخرت ( من اغبى الأفكار اللي وجدت على الارض). ١٠. ممكن العيش بدون الناس ( هذه بوابة كثير من الاضطرابات النفسية).

لا احب الإشراط في العلاقة: إذا كان الرجل جيد بكون جيدة. إذا كانت هي ممتازة بكون انا ممتاز. هي صيغة تجارية رخيصة من وجهة نظري، وتضع العلاقة على حافة الإنهيار بغلطة. وأيضاً تبعدنا عن أحد أهم الأصول في نجاح العلاقات ان تبدأ من واجبك ( الذي ستحاسب عليه). ثم هذه الصيغ الرياضية للعلاقة تبعدنا عن معنى الرحمة والتغافل والبناء والصبر؛ والتي هي مفاهيم أصيلة لإقامة علاقات صحية. وأخيراً هي الصيغة أنانية طفولية تبعدنا عن تحمل ثقل المسؤولية وتحمل الآخر. * الكلام للجنسين.