غَيمة 💭

يحزن المرء على نفسه حين يجده يتغيّر رويدًا رويدًا إلى شخصٍ آخر لا يكاد يعرفه، قرأتُ قبل أيامٍ اقتباسًا ظلّ عالقًا في رأسي؛ "وعلى ‏مهلٍ ‏ننسى ‏بدرجةٍ ‏غريبة ‏لا ‏نُلاحظها ‏تتحول أشياءنا العزيزات إلى توافه.." ظلت "تتحوّل أشيائنا العزيزات إلى توافه" تطرق مخيلتي، وراحت الكلمات تتردد في ذهني اليوم وأنا أتصفح معرض الصور في هاتفي وأمسح الصور واحدة تلوَ الأخرى بقلبٍ بارد، أنا التي تعشق التفاصيل، تعشق التقاط اللحظة والاحتفاظ بها، كنت أمسحُ كل ذكرياتي بدمٍ بارد، شعرتُ بي أنسفُ جزءًا أصيلًا من شخصيتي، من كوني أنا! وهكذا عامًا بعد عام تتحوّل أشيائي العزيزة إلى توافه، إلى أن جُردت من كل ما هو عزيزٌ عليّ، حتى أني جُردتّ من كل ما يعزّ عليّ فيّ، في شخصيتي، والفضل يعود بالطبع إلى جميع أولئك الذي لم يضيعوا ولو فرصة واحدة في تحويلنا إلى مسوخ. أقف أمام المرآة اليوم ولا أكاد أعرفني، فكل ما أراه هو قطعٌ مبعثرة، مشوّهة من شيء ما كان نقيًا جدًا من قبل.. #رؤى_ياسر

جدّي حكواتيّ بامتياز، يعلم بصورة فطريّة كيف ينسج الحكايا، كيف يبتدئها، وكيف يخلق عقدها ثم يحلُها بسلاسة، جدّي يروي حكايا مُتخمة بالتشويق، أقرب للخيال مع فرط واقعيتها، وإني لأظنّ أنه لو كان في بقعة أخرى من هذا الكوكب - في أمريكا اللاتينية تحديدًا - لأخذ مع ماركيز فضل إيجاد الواقعية السحريّة مناصفة. حين يجلس ويحدّق بكفّيه طويلًا ثم يبتسم ويتنهد ليبدأ بعدها قصته، قصة عن طفولته، أو شبابه، أو عن أحد أقاربه أو أصدقائه، يسرقك الوقت لحظتها، وتغادر معه إلى عوالمه تلك، إلى ماضيه، يبدأ السرد بوصف الحالة التي كان عليها وقتها، ثم يصف المكان، يشرح الكلمات التي تستعصي على فهمنا، يجهز مسرح قصته، ويصمت عند العُقدة ليزيد من حالة التشويق لديك، ثم يختم قصته بعبارة ساخرة. في كل مرة ومرة بعد مرة تفوز حكايات جدي. وإني لأرى أن الحكاية، أصل الحكاية كانت من أفواه الأجداد. *رؤى ياسر

💥💥💥💥💥💥 #برنامج_مدكر #الدفعة_السابعة #رمضان1444

برنامج ممتاز ومُبارك لرمضان بإذن الله ❤️

"ولَربما أبدُو لكم متماسكًا وبأنني صُلبٌ وقلبي مِن حَجر أنا ليس مَن يبدُو عليهِ تأثرٌ لكن بِعُمقي دائمًا يبدُو الأثرْ" -عبد العزيز جويدة .

لطالما تركني هذا الترتيب للأحداث في حيرة، فكيف يكون الطالب الراجي بهذا الإلحاح، هو المستغرب وقت العطاء، وكنت أشعر أن صياغ {أنّى يكون لي غلامٌ} فيه مفاجأة من لم يخطُر على باله مثل هذا الحدث، لا من تضرّع لحدوثه.. لكنني الآن في موضعٍ من حياتي أفهم فيه زكريّا أفضل فهم، أن تدعو وترجو، دون ورود الإمكانية في خيالك، إنما هو طمعٌ في الكبير المتعال. نحن في أقوى حالاتنا الذهنية وقت الرغبة والرجاء، لكن عقلنا يعجز أمام التدبير الإلهي، لذا تأتي الإجابة بمنةٍ كاملة، ونستقبلها بعجَب الإنسان من الإله.

"خلاص ما ضاعت الآمال شنو الفضل يخافوا عليه؟" اللحظة اللي بتفقد فيها العَشم هي أصعب وأقسى من لحظات الفُراق لما يحصل، اللحظة اللي بتسبق الفُراق، الفترة الفاصلة بين إنك لسه هنا وبين إنك مُفارق، اللحظة اللي بتفقد فيها أملك، الخيط اللي كنت متمسك بيهو ينقطع، الضوء اللي في آخر النفق يختفي، اللحظة اللي بتشوف يدك وهي بتفلت فيها وما بيكون عندك قدرة ولا رغبة في إنك ترجع تتمسّك تاني، اللحظة اللي بتتساوى فيها كل النتائج في نظرك، ما مهم لو النهاية كانت فُراق أو رجوع، ما مهم لو عرفنا نتخطى اللحظة دي ولا لا، ما خلاص، كل الحاجات اللي كنت بتخاف عليها وبتخاف تفقدها بتلقى إنك فقدتها فعلًا، وبتلقى نفسك بتتسائل، شنو الفضل يخافوا عليه؟ - رؤى ياسر

لا شيء قادرٌ على احتواء الخيبة، يتملكك خواءٌ غريب، كأنّ روحك سُلبت منك وقُذف جسدك داخل ثقبٍ أسود.

‏"إن الحوائج لتُقضَى بكثرة الصلاة على النبي ﷺ "♥️ اللهم صلّ وسلّم وبارك على نبينا وحبيبنا مُحمد.

صفحة كلِم للخدمات اللغوية وتدقيق الكتب والبحوث.