زُنــاب

قرأت هذا اليوم، ولكَم نفعني!.. قد تُبتلى في بدايات الشهر بشيء من قسوة القلب وعدم التلذذ بالعبادة وإحساس المشقة فيها .. وهذا أمر طبيعي لأمثالنا. فإذا ابتليت بمثل هذا، فأحسن الظن بربك ولا تقل أُغلقت الأبواب في وجهي وأنا غير موفق وليس لي نصيب من القبول .. هذا كله شر والله فاجتنبه. ثم أقم نفسك على العبادة ولا تطاوعها. نفسك الآن تدعوك للانصراف عن الطاعة وكل الأسباب الظاهرة من قسوة ويأس ووجع وشهوة وزينة دنيا مهيئة لهذا الانصراف؛ فلا تنصرف عن طاعات الشهر؛ بل اصطبر  على ما تجد؛ فإن العاقبة لك. وقد يجد الإنسان مثل هذا الانصراف وانعدام اللذة، فإذا ثبت لأمر الله انقلبت أحواله ووجد من الأنس بالله والاستبشار شيئًا كثيرًا. والأهم من هذا كله: لا تجعل عبادتك موقوفة على إحساسك النفسي من التلذذ بالطاعات؛ بل أنت تعبد الله حال اللين والقسوة وأجرك على الله.

أقول ردًّا على هذا: أيرافق الجمال الجميلات وينجذب الهناء لمشابهه؟ أم ما وراء الحُليّ والحُلل أنصاف وكِسَر؟ حيث الباهت الذي لابدّ من نزف إحساسها عليه ليتلوّن حيث الجمود والقسوة المشترطة حنانها لتلين شيئا حيث الصعاب كتحدّر الذئاب على قابعة في سفح جبل، فلا بدّ للنجاة من الشموخ والتجلد! ومهما توغّل السوء في المقابل، تتمسك بالوفاء فرارا من نعوت الخيانة، أو هول الوحدة جدب العطايا حولها جعلها تندى لأدناها، فتنطق العين قبل فاها تهوى عزلة تعرّيها من أقنعة التبسم والسلام تحبّ الكلام إذ يلفّها الصمت، وحين تتكلم تريده أن يُثمّن ليليق باستعادة ذاكرتها أيام وحدتها تعامل من تُعامل بما تحلم به إليها، وتفترّ شفتاها عن أرق ابتسامة، كأنها تتقمص دور مُحبٍّ حنون عليها تظلّ تبثّ الروعة، لأنها بدونها -مهما كانت مرهقة- ستُركل بالعبارات قبل الأرجل فلذا بدت جوهرية الصفات لمن نال منها الدرر.. أفلم يرَ الحُطام خلفه؟ أم غضّ طرفا ليحتفظ براحته ويكتفي بما سَرّ!

عليكم بديوانكم "شعر الجاهلية" فإنّ فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم.

⛔️أعتذر عن مجلس قراءة اليوم⛔️

مجلس قراءتنا في السيرة النبوية [٤:٠٠ عصر كلّ جمعة] من كتاب "اللؤلؤ المكنون في سيرة النبيّ المأمون -صلى الله عليه وسلم-" على تويتر zonab992 وهنا-للنساء فقط ⚠️

أُخَيّ بعض روحي التي تحيا خارج قلبي أُتبعها بصري حيث يمَّمَتْ ويكاد باقي القلب يتبعها يتسارع لساني يحشد ويرفع ودائع كلها تحويك! وأظلّ لا آمن لاسيما حين لا تعود تتبدى لي من بعيد يدقّ الخوف مسمارا صدئا يؤذيني ويزعجني أتطاول أمدّ عنق الرجاء لعلي أراك تعود إلى روضتك معاهدك الأولى حيث كنا وكنت قريب "محلّ الأمان" وليس لهذا الزمان أمان ولكنّ إخوانًا هنا ضمانة لقياهم هناك: البقاء على العهد ((ما عاهدوا الله عليه)) عليّ أخافُ، فكيف عليك! هلّا تعود؟ تطمئن ما ذاب يحنو عليك تصوّر مجلسنا السندسيّ الملألأ تتلو الفواتح والخواتيم تؤكد عهدًا: ألا فراق هناك سألقاكِ مهما يكن ((إخوانا على سرر متقابلين))

يطرق نجمُك نافذة طالما كانت مواربة لم يُحجب عما وراءها ليلة من الدهر إذ يقترب يلفّه الدفء المنساب خلال الستائر.. فما يلبث أن يصبح بيني وبين نافذتي فأُذهل عنها -وأنا المهووسة بها- لأشتغل به! لكنه اليوم يراوح وراءها يتردد بين صقيع الخارج ودفء الداخل أكاد أتبين ثقلًا همّ به أوهى روحه المتّقدة دوما يعالج ليلقي ويفضي ولا أساعده مع ما بي عليه من الإشفاق الجمّ! ربما لِما أشعر باستجلابه الأذى لنفسه تتقافز عناوين الحوارات بين عيني من عتاب إلى توبيخ إلى حنان وتخوف…الخ أعود للعتاب ولا أتيقن! أيقع موقعه؟ أم وراء الظاهر مبررات لن يقف عندها العتاب إلا متّقدًا خَجَلا؟ أعلم أنّ وراء الظواهر الكثير لكني حين أُأخَذ بمستفِزّ يثور بي ما يصعب إخماده فكيف السبيل لإنصافك؟ وأيّ شيء يسلّي خاطرًا عن المزعج الواضح بالمختبئ وراءه؟ أيأتي الصبح ينقض ما نُسج على القلب والروح؟ أم يدفّئك شروق الشمس فيكون انصرافك إليها عنّي؟ وقد تعلم أنّي من الشمس بنصيب أوَ تؤثر التوهّج المُعشي ☀️ على الوَهَج اللطيف🌤️؟

كمدٍّ لا يُحسّ.. ينسحبّ رويدا رويدا آتيا على امتداد اليابسة الشاسع لا يروع المستلقي عليها إلا برد يعضّ أطرافه!! فينتبه كالملدوغ وإذ بالبلل يغشّيه ولفحات تهزّ ثباته .. كذا بدا 'قمر الليلة' مُضاف إليه الصمود الواشي ونزعات الصفح عن الترويع المفاجئ ومداعبة الصمت المطبق بالضوء النافذ لومضة من الدهر لكنّ سرّه الخلود سرّه الغالي منذ الأزل..