ناقد استراتيجي

قبل أيام حدثني زميل يعمل في السلك الأمني عن المشاكل الكثيرة والفظيعة التي تنمو في الاحياء العشوائية بمحافظة النجف الأشرف، والتي يسكنها غالبا المهاجرين من المدن الريفية الذين نزحوا لاسباب اقتصادية، وأكد لي أن بيوتاً فيها تحوّلت الى مرتع لتصدير أنواع الجرائم كالدعارة وتجارة المخدرات. وعندما كنت عضوا في لجنة رسمية تبحث في ظاهرة جنوح الاحداث في النجف لعام 2018، وجدت أن الغالبية الساحقة من حالات الجنوح جاءت على يد مراهقين نزحوا لوحدهم او مع عوائلهم من المدن الريفية للسكن في المدينة المقدسة. بعد انتخابات العام 2021، بعثت برسالة لأحد السادة النواب الممثلين عن النجف، ذكرت فيها أن أهم ملف ينبغي العمل عليه هو إيقاف الهجرة من الريف الى المدينة، وها نحن بعد مرور 3 سنوات لم نشهد تحركا يذكر، لذا قررت أن انشر رسالتي هذه لعلها تصل الى اسماع من له قدرة على التحرك الجاد لعلاج هذا الداء الفتّاك، مع كامل احترامنا للعوائل التي هاجرت للمدينة وحافظت على التزامها الديني والأخلاقي. يمكن ايجاز النتائج الخطيرة المترتبة على هجرة أبناء الريف الى المدن بالنقاط الآتية: ⛔️ عادة ما تشكل المناطق التي يسكنها المهاجرون من الأرياف بيئة خصبة لنمو الجريمة داخل المدن، لأن كثيرا من أبناء الريف سوف يتحررون من سلطة القبيلة التي كانت تضبط سلوكهم، مقابل عدم شعورهم بأهمية احترام القانون، ويصعب عليهم الاندماج في البيئة الحضرية، ما يدفعهم الى اتباع نمط حياة غير منضبط في كثير من الأحيان. ⛔️تشكّل الهجرة من الريف ضغطاً كبيراً على البُنى التحتية للمدينة، وكل محاولات الحكومة لتعزيز البُنى التحتية فيها مثل الطاقة الكهربائية وشبكة المياه والصرف الصحي سوف تبقى فاشلة، لأن الكثافة البشرية بسبب الهجرة تزداد بطريقة المُتتالية الهندسية. ⛔️ نزوح المواطنين من المناطق الريفية يعني خراب الأراضي الزراعية التي هي عماد غذاء الشعب، وخرابها يؤدي الى جعل البلد مستوردا لمنتجات تمثل حاجة أساسية لا غنى عنها. ⛔️ هجر الأراضي الزراعية يعني المزيد من التصحّر، ما يولد أزمات كارثية على البيئة، اذ ترتفع درجات الحرارة لمعدلات قياسية بالإضافة الى زيادة نسبة التلوث بثاني أوكسيد الكاربون والغبار، ما يعني المزيد من المشاكل الصحية للشعب كله. أما أسباب تفاقم مشكلة الهجرة من الريف للمدن فأهمها الآتي: 🛑 عدم وجود خطة حكومية متقدمة لإحياء الأراضي الزراعية، وعدم الاستعانة بالخبرات الأجنبية لاعتماد التقنيات الزراعية الحديثة. 🛑 غياب الدعم الحقيقي لعمل الفلاح، كتوفير الأسمدة والبذور والمبيدات، فضلا عن غياب خطط محكمة لتصريف منتجاتهم في السوق بعيدا عن صفقات الفساد والاحتكار. 🛑 إهمال برامج التوعية في اتباع الأساليب المتطورة للزراعة، على الرغم من وجود كم كبير من القنوات الإعلامية الحكومية. 🛑 اهمال مزمن للثروة المائية التي هي عماد احياء الأراضي الزراعية. 🛑 المناهج التعليمية في الارياف هي نفسها التي يتلقاها ابناء المُدن، ما يشجع المتخرجين من الريف على الهجرة للمدينة للعمل في ذات الوظائف التي يشغلها الحضريون. 🛑 عدم استغلال طاقات خريجي الكليات الزراعية، اذ بإمكان دعم هؤلاء لافتتاح مشاريع خاصة بهم سواء في الأراضي الزراعية على أطراف المدن ام في المناطق الريفية. وتتمثل الحلول بوضع حد للأسباب التي ذكرناها آنفا، هذا الى جانب ما يأتي: 🟢 تفعيل نظام تقاعد الفلاحين بالتنسيق مع الجمعيات الفلاحية، والهدف من ذلك ان يحس الفلاح بوجود مورد اقتصادي يضمن له عدم العوز بعد شيخوخته. 🟢 فتح مشروع استصلاح الأراضي الزراعية من قبل المهندسين الزراعيين بدعم ورقابة من الدولة، إذ تمنح الدولة قطعة ارض زراعية لمهندس يتقدم بطلب لإحيائها، على ان يحييها وينتفع من مدخولها بطريقة تشبه عمل القطاع المختلط. 🟢 وضع مناهج تعليمية في الأرياف تختلف عن المناهج التعليمية في المناطق الحضرية، بحيث تكون منتجة لتخصصات علمية في الجانب الزراعي، كصناعة الأسمدة والهندسة البيولوجية والطب البيطري، فهذه الشهادات تُبقي أبناء الريف ضمن بيئتهم الخاصة ليطوروا واقعها ويجعلوا إحيائها مواكباً للتقدم العلمي. 🟢 التحسين الخدمي للمناطق الريفية، مثل فتح الطرقات وبناء المدارس وتحسين الكهرباء وشبكات الماء والصرف الصحي بما يوازي الاهتمام بالبنى التحتية الخاصة بالمناطق الحضرية.

تبقى لدي ملاحظات لا بد من التنويه إليها: 🟠 ما تحدثت به لا يعني العنصرية والتعصب لأهل المدينة على حساب أهل الريف، ولكن التفكير الموضوعي يؤكد أن لكل جماعة بيئتها المناسبة التي تنمو فيها بشكل صحيح، وخلط الأوراق بالشعارات الإعلامية الرنانة لن يزيد الواقع الاجتماعي إلا بؤساً. 🟠 يلاحظ القارئ الكريم أنني لم اتطرق الى سن قوانين تجبر الناس على ايقاف الهجرة بالقوة، لأنني أؤمن بأن كل قانون اجباري سوف يكون هدفا للتحايل والفشل، والصحيح أن تهيء البيئة السليمة التي تجعل اهل الريف يتخذون قرار عدم الهجرة بإرادتهم. 🟠 لا يغيب عنا أن بعض الأحزاب تتعمّد التشجيع على مثل هذه الهجرة لمنافع سياسية ضيّقة، ومثل هذه التصرفات في رأيي لا تقل جريمة عما ارتكبته الجماعات الإرهابية بحق الشعب العراقي. 🟠 كما لا يغيب عنّا التأثيرات الإقليمية والدولية التي تريد إبقاء العراق ساحة للاستيراد والاستهلاك فقط، ومثل هذه التأثيرات لا يمكن أن تستمر لو كان لدى اصحاب القرار الحكومي إرادة سيادية. للاشتراك بالقناة https://t.me/haidar_kaabi

بفضل الله تعالى وبرعاية معهد القرآن الكريم في النجف الأشرف التابع للعتبة العباسية المقدسة، قدمت دورة تدريبية بعنوان (دور المعلم في إعداد جيل راشد) لنخبة من المدرسين في مادتي التربية الإسلامية واللغة العربية. نسأل الله سبحانه للقائمين على هذا المشروع التطويري المهم المزيد من التوفيق لخدمة شريحة المدرسين في مجتمعنا الكريم

1- كثرة الأوامر والنواهي 2- كثرة النصائح 3- تنبيه المراهق (بكثرة) بضرورة الالتزام بآداب النظافة والنظام 4- كثرة نقد العادات التي يتبعها المراهق 5- مدح احد الاخوان ورفعه لدرجة الاقتداء امام المراهق 6- المقارنة بينه وبين غيره من الاقران 7- كثرة التأنيب بسبب درجاته المنخفضة بالمدرسة 8- نقد وتحقير سلوكيات زملائه المقربين 9- التدخل في كيفية صرف أمواله مع كون ذلك في حدود المقبول 10- ارغامه على نوع معين من الطعام لا يستسيغه 11- اللوم المستمر 12- التحبيط وتكرار التذكير باخطائه السابقة 13- فرض نوع المهنة المستقبلية عليه بدل الحوار والاقناع 14- التدخل في اختيار هواياته مع كونها مشروعة 15- خروج الأم المستمر من البيت 16- تفضيل الأم للبنات على الأولاد في البيت 17- التحكّم والسيطرة التامة على حياة المراهق 18- اهمال المراهق وتركه بلا ضوابط واعطاءه حرية مطلقة 19- غياب محاورة المراهق في قضايا عامة يحبها 20- افشاء اسرار المراهق امام الآخرين

الثقة العامة بالنفس تأتي من الاعتياد على تلقي الحب أكثر من أي شيء آخر، وخاصة من الجنس الآخر، تقبل المرأة التي لديها زوج وأولاد عاطفتهم كقانون من قوانين الطبيعة، ولكنها ذات أهمية كبيرة لصحتها النفسية ونجاحها. ومع ذلك، من بين جميع المؤسسات التي أتت إلينا من الماضي، لم تخرج أي مؤسسة عن مسارها بسبب الحركة النسوية مثل خروج الأسرة، تشعر العديد من النساء ذوات المثل النسوية بأن الأبوّة تمثل عبئًا أثقل بكثير مما شعرت به جداتهن، وذلك بسبب ساعات العمل الطويلة وتشويه سمعة ربّة المنزل، فهل من المُستغرب أن ينخفض معدل المواليد؟ تقول امرأة آخرى من مجموعتي يوم الاثنين: "لقد تكيّفت على عدم وجود أي أعباء، وخاصة الأطفال، أو على الأقل الانتظار حتى أترسخ في مسيرتي المهنية، لكنني الآن كبيرة في السن، وقد فاتني هذا القارب. مؤخرًا، بعد أن أصبح اكتئابي مُنهكًا، كانت لدي طالبة تبلغ من العمر 20 عامًا تعيش في منزلي، وبعد أسبوع من التعارف، اتضح لي أن فكرة عدم الزواج والإنجاب قبل سن الثلاثين كان مكروها بالنسبة لها، وقد رفضتها تماماً، باختصار، أرادت أن تعيش حياتها كامرأة، قالت متأمّلة: "نعم، أنا أؤمن بحقوق المرأة، لكنني لا أؤمن بالحركة النسوية المناضلة التي نشأت عليها والدتي".. ارتكبت خطأ عندما طلبت من أفراد جنسى أن يتصرفوا ويفكروا مثل الرجال، كان هذا الخطأ فادحًا، والنساء مثلي يدفعن ثمنه... لقد حان الوقت لإعادة ضبط الثقافة، ربما يكون الوقت قد فات بالنسبة لي ولصديقاتي، ولكن لا ينبغي لنا أن نسمح للحركة النسائية بأن تدمر حياة الأجيال القادمة أيضا.

ألتقي كل يوم اثنين مع مجموعة من الصديقات في أحد مطاعم لندن، نجلس على طاولة بالقرب من النافذة ونناقش حياتنا، لدينا الكثير من الأشياء المشابهة، نحن جميعًا في منتصف الخمسينيات من عمرنا، ونساء عاملات متعلمات تعليماً عالياً، لكن هناك فراغ في حياتنا، نحن جميعا عازبات وليس لدينا أطفال. أشعر بشكل متزايد -كما يشعر العديد من أصدقائي المقربين- أن الحركة النسوية قد خذلت جيلنا، لقد نشأت مع معتقداتها... عندما كنت في الثالثة عشرة من عمري، كانت هدايا عيد الميلاد من عمتي "حزب التحرير النسائي" عبارة عن كتب (لغلوريا ستاينم) و(سيمون دي بوفوار) التي تعتبر أم الحركة النسوية الحديثة، (كانت عمتي واحدة من هؤلاء المتشددين الذين قاموا بتعطيل مسابقة ملكة جمال العالم عام 1970). شاهدت أنا وزملائي (ماري بوبينز) وهي تعبد المربّية العازبة المصممة (لم تلاحظ أبدًا الحزن العرضي خلف عينيها)، وتتعاطف مع السيدة (بانكس) المنادية بحق المرأة في التصويت، بينما تتساءل لماذا لم تترك زوجها الأحمق؟ وكانت بطلتنا (مارغريت تاتشر) التي كانت مناصرة لحقوق المرأة بحكم الأمر الواقع، رغم أنها كانت ستنكر ذلك، في واحدة من تلك اللقاءات التي تجعل الحياة مفيدة، التقيت بالسيدة (تاتشر) في منزل والدي الراحل (كان والدي السياسي وودرو وايت) عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري، كانت أول رئيسة وزراء لنا، وبعد تقديمنا لها بدأت في إلقاء خطاب لي في موضوع الحياة، كان جوهر خطابها سيُستقبل بالحنين من قبل كل ناشطة نسوية في ذلك العصر: باختصار، مهنة المرأة تحل محل علاقاتها مع الجنس الآخر إلى حد كبير... وفي مدرستي الخاصة سانت بول تلقينا نحن أبناء (تاتشر) تعليمًا مماثلًا حول الزواج والأنوثة، تتذكر احدى صديقاتي غير المتزوجة في المدرسة: "المعلمون جعلوني اشعر كما لو أن الزواج أمر مخزي، لقد سخرت مني سيدتي الإنجليزية ذات مرة لأنني كنت أتصفح مجلة خاصة بالعرائس، لكنها كانت من أشد المدافعين عن حقوق المرأة وشيطنة الرجال". يتذكر جميعنا أنه قد قيل لنا أن "باولينا لا تطبخ، كما يعتقدون" كل هذا جيد جدًا عندما تكونين صغيرة وتطمحين إلى العظمة، ولكن ليس كل الفتيات يكبرن ليصبحن مديرات تنفيذيات أو قاضيات في المحكمة العليا، وهو أمر نسيت الحركة النسوية أن تخبرنا به بشكل فادح. تاريخياً، كان للحجة النسوية نقاطها الخاصة، في الأيام الخوالي عندما كانت النسوة يرتبطن بآبائهم أولاً ثم بأزواجهم، كنّ يعشنَ حياة لا يحسدن عليها، ومع ذلك، إذا حصلت المرأة على تعليم جيد، يمكنها أن تعيش حياة مريحة وتظل مستقلة عن الرجل، وإذا تغلبت عليها الرغبة في الزواج والأطفال، فمن المؤكد أنها ستفقد وظيفتها. لقد تغيّر العالم الآن بطريقة قد تجدها النسويات الأوائل غير مفهومة، أعتقد أحيانًا، وكذلك أصدقائي، أن الغرب قد تجاوز الفلسفة النسوية، وأنها أصبحت ضارة. أين، على سبيل المثال تذهب النساء مثلنا عندما نبلغ منتصف الخمسينيات من العمر ونجد أنفسنا وحدنا؟ أحد الأسباب الرئيسية للتعاسة هو شعور المرء بأنه غير محبوب، في حين أن الرفقة والشعور بالحب يعززان السعادة أكثر من أي شيء آخر، واحدة من كل عشر نساء بريطانيات في الخمسينيات من العمر لم تتزوج قط وتعيش بمفردها، وهو أمر غير لطيف ولا صحي. قالت لي صديقتي سالي البالغة من العمر 55 عامًا ذات العيون بلون ماء النيل: "أشعر دائمًا بأنني غير مرغوب بي كامرأة، لأن الحركة النسوية علّمتني أن الأنثى التقليدية هي صورة نمطية اخترعها الرجال لابقائها أسفل" وبناءً على ذلك، كنت معاديًة للرجال إلى حد إبعادهم، والآن أنا أدفع ثمن هذا. وفقا لدراسة حديثة أجراها معهد طبي أمريكي، فإن الوحدة هي السبب الرئيسي للاكتئاب بين الإناث في منتصف العمر، يجب أن أعرف، لأنني وقعت مؤخرًا فريسة للمرض النفسي الذي لا يرحم، يعاني العديد من صديقاتي غير المتزوجات من الاكتئاب الذي ينبع من وجودهم الانفرادي... علاوة على ذلك، هناك العوامل الاقتصادية، فمن البديهي أن دَخلين أفضل من دخل واحد، وأن العديد من النساء غير المرتبطات اللاتي أعرفهن يعملن في مهن منخفضة إلى متوسطة الأجر، تتحسر صديقة جامعية قائلة: "باعتباري امرأة عازبة، فقد أصبح من الصعب بشكل متزايد دفع الفواتير دون مساعدة من شريك"... ظلت الحركة النسوية تتردّد في ذهني بأن الاستقلال المالي هو الحل الأمثل، لكن في الممارسة العملية لا تكون كذلك، إلا إذا كنت تدير صندوقًا للتحوّط أو كنت قادرًا على كتابة الروايات الأكثر مبيعًا". ومن المحبط بنفس القدر أن العديد من النساء العازبات يشعرن بأنهن فشلن في الحياة، وبعيدًا عن تمكيننا، جعلتنا الحركة النسوية غير آمنين، تقول صديقتي الجميلة (راشيل) البالغة من العمر 53 عامًا: "لقد توقفت مسيرتي المهنية، ولم أتزوج قط وأشعر بأنني لا قيمة لي كشخص".

الكاتبة النسوية الشهيرة "بترونيلا وايت" تنقلب على الحركة النسوية وتكتب في صحيفة "الديلي ميل" قائلة: أنا عازبة بلا أطفال ووحيدة.. لقد خذلتني الحركة النسوية وخذلت جيلي 👇👇👇👇

بفضل من الله تعالى وببركات المولى امير المؤمنين عليه السلام، توفّقت لتأليف موسوعة عقائدية للناشئة بعنوان (طريق العقل إلى الإيمان) وقد أصدرت العتبة العلوية المقدسة الجزء الأول منها مؤخراً. شكراً لكل من أسهم معي في إنجاز هذا الكتاب وعمل على إصداره، سائلاً الله سبحانه أن يتقّبله بخير قبول، وينفع به أجيالنا الكريمة.