"يُسرِي القَرضَاوي"

"أعطني جهلًا وفراغًا، أُفسد لك أمة"

نضجتُ بما يكفي حتى لا تغريني الأيام برفقة أحدهم نضجت للحد الذي أكتفي فيه بمحادثة صديق واحد غير متصنع وأستبدل وجود الأخرين بقراءة الكتب او بمتابعة الأفلام نضجت لدرجة أغلقت أبواب العلاقات وأكتفيت بعلاقاتي التي ربما لا تتجاوز أصابع يدي الخمسه..

ركز وشوف مين هيقف معاك وأنت عيان، وأنت فاشل، وانت متلغبط وتايه، وأنت ماحلتكش حاجة، وأنت مكتئب، وأنت تخين، وأنت متبهدل، مين هيكون جنبك .. مين هيؤمن بيك وهيساعدك تقوم وهيفضل يحبك لحد ما تقوم .. ركز وشوف مين هيحبك لشخصك .. لذاتك، لكيانك، عشان كل الناس هتحبك وانت ناجح وقوى وغني .. كل الناس هتحبك وانت شعرك وجسمك مظبوطين .. كل الناس هتحبك وانت بتضحك و منور.. قليل جدًا ونادر جدًا اللي هيكون جنبك ويحبك وأنت منكسر وباهت ومش مبهر ومش متشاف، ودول بس اللي يستاهلوك.

كنت بتكلم مع دكتور "نفسي" صديقي عن شيء مازال بعد سنوات طويلة يؤلمني فسألني: - انت مستني اعتذار؟ اعتراف بالخطأ؟ محاوله لتصحيحه؟ مستني من مين؟ من مصدر الأذى؟ مستني قفلة افلام "الحق ينتصر على الشر" المتسببون في الألم ليسوا مسئولين عن التعافي.. التعافي دا شغلتك أنت، هما عملوا دورهم زي الفل وأذوك ومشيوا، أنت بقى مهمتك تتعافى.

سيشهد التاريخُ، بأن فترة شَبابنا كُلها أزمات وخيبات وأننا الجيل الوحيد الذي لن يقول، ليتَ الشبابَ يعودُ يومًا.

إن أكثر علاقات الأرض متانة ما قامت على مبدأ: يمُد لي كفه لو أن كفه يُعاني وأمُد له روحي لو أن روحي حزينه.

أنت لست مثاليًا، لا أحد بيننا مثالي، لكننا أكثر جمالًا من المثالية، نخطئ ونتصرف بغباء ثم نتعلم، ننكسر ونتهشم ثم نرمم أنفسنا من جديد، نتطور بشكل مستمر كل فترة، تطحننا الحياة لكن مازلنا متمسكين بالأمل، نصاحب أحزاننا كل يوم ونتعايش معها بكل حب.. نحن أجمل من المثالية بكثير.

"أنا شديد الملاحظة لكنني أخفي تلك الصفة، ألاحظ أصغر التفاصيل و كل الحركات و الكلمات، حتى طريقة النظرات أكترث لأمرها لذا ،فإن وجدتني لست كما كنت، اعلم أن أشياء بسيطة كانت السبب في ذلك"

اي المبرر اللى يخليك تقسى وتدوس على شخص بيحبك، تتجاهله، تزعله، تكسر بخاطره، تعكنن عليه طول الوقت، دا إحنا فى زمن الواحد ما بيصدق يلاقى شخص صادق معاه وبيحبه عشان يمسك فيه بإيديه وسنانه، انتوا بقى عمالين تدوسوا وتكسروا وتحرقوا قلوب أكتر ناس بتحبكوا وأكتر ناس بتضحي عشانكم حقيقى أنا ما شوفتش فى حياتى غباء كدا!

- أنا لا أخاصم أحدا لكن أغير رتبته عندي.. =كيف ؟ - لا أتواصل معه، لا أستجيب له، أغير مكانته عندي ولن تصبح كما كانت. لا أعطيه الوقت الذي كنت أعطيه له سابقا.. لا أفكر فيه ولا أعطيه اهتماما كما كنت من قبل.. و لا أخصه بالدعاء كما كنت أفعل .. وقد أغير حتى اسمه من الهاتف.. عظيمة هذه القاعدة التي فيها اقتباس من القرآن الكريم وقول الله سبحانه عز وجل "واهجرهم هجرا جميلا" من يؤذونك ولا يقدرون قيمتك ابتعد عنهم، لا تشغل بالك بهم، لا تخالطهم بخير أو شر أحسن الهجر، ارتق بنفسك عنهم، وكن خلوقا حتى في الخصومة، واجعلهم يحسون بأنك لم تعد كما كنت.. الفكرة كلها تكمن في أن تحسن التجاوز، الحقد والتفكر في الكيد يتركك في دوامة من التعب النفسي والتفكير بمن لا يستحق.