خدمة زاد الغريب الدعوية 🕋🌿🌹🕋

يا صاحبي ؛ لَو دقّ أحدهم بابك ، وأخبركَ أنَّهُ يَرغب في أمرٍ ما ، لأنَّهُ يمرُّ بـ لحظاتٍ صَعبة ، وأصبحَ مُهترئٌ يُريدُ أن يتكئ على قوَّاك ، وَيحتاجك بجواره.. أخبرني ؛ ماذا ستفعلُ حينها ! بالطَّبعِ سَتنسجُ مِن أضلُعك مَسكنًا لهُ ، ومِن كلماتِك موطن دافئ يُدثِّرهُ، هذا أنتَ ، فمابالك بربّك الَّذي لا يَغفل عَنك لَحظة ! خُذ هذهِ علَّها تَكفيكَ وتُسقيك ممَّا أردت أن تناله [ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ] وإذا ظَننتَ أنَّ حاجتك عظيمة ، فاجبر ضَعف حيلتك بقوّة ربّك بـ [ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ]. واشدُّد أزر قَلبك بـ [ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ]. وتشبَّع بـ [ إِنِّي قَريب ] ،ولا تَغفل عن كونك حبيبُ اللّٰه. اسراء عاطف

وكما أن للأموال زكاة فإن للقلوب زكاة!! فمن رزقه الله صدرا واسعا، وقلبا كبيرا حانيا... فليؤد زكاته.. فحاجة الناس اليوم لزكاة القلوب.. لا تقل عن حاجتهم لزكاة ما في الجيوب!! فالجيوب ربما تطعم الناس يوما لكن القلوب تخفف عنهم بمروءتها زمنا.. وزكاة القلوب... بثها الخير على من تعرف ومن لا تعرف. خفف عن مكلوم ولو بكلمة، اربت على كتف مهزوز، صبر مبتلى، قاسم المحزونين الفرْح، وخفف عنهم القرح.. شاركهم لقمتك، فإن لم تجد فوصالك ومودتك. فإن القلوب الكبيرة كالبيوت الكبيرة يأوي إليها الناس بزحامهم فلا تزداد إلا اتساعا... والناس والله اليوم أحوج ما يكونون لأصحاب هذه القلوب... فمن كان من أهلها فليؤد زكاتها... وإلا كان في عرف أهل المعروف آثما!! خالد حمدي

- ما نحتاجه_أحيانًا_ أن نرى أنَّ آلامَنا ذات أهمية، وأنَّ أحزانَنا غير مُستهانٍ بها، وأنَّ هناك من يشاركنا، ويحمل عنَّا.. لم تنساها السيدة عائشة_رضي الله عنها_ لتلك المرأة التي دخلت عليها في حادثة الإفك وهي تبكي، ثم جلست لجوارِها، فإذا بكت، بكت لها ولبكائها. كل الحلول المنطقيَّة لا تساوي ربتةَ يدٍ، وكل الإجابات العقلانيَّة لا تداوي جُرحًا نازفًا، وقد تكون غاية المرءِ من إظهارِ ألمِه أن تبكيه معه وتصبِّره عليه، لا أن تناقشه فيه.. سمر إسماعيل

- لم أعد أعامل العالمَ كأنَّه تحت تصريفي وأنَّ عليه أن يُلبِّيَ كلَّ أحلامي، بل أصبحت على يقينٍ أنَّ ما ستناله يداي هو خير نصيبٍ كُتِب لها، وأنَّ ما تفلَّت منها كان شرَّ ما قد يُراد بها.. لم أعد بهذه النَّزعةِ الطفوليَّة العنيدة شديدة الإلحاح التي تريد نيلَ الأشياء على عجلٍ ومن ثم تجدها في الوقت ذاته بمثاليَّة لا يشوبها نقص! الآن تفهمت أنَّ النقص سمة الخلائق، وأنَّ العينَ قد تُزيِّف الحقائق، وأن محرقة العمر أن تتعجَّل الأمور قبل آوانها. الآن أصبحت هادئةً.. راضيةً.. مُتقبِّلةً لكلِّ ما يأتيني وكلِّ ما ينصرف عني. ياربِّ، أتِم عليَّ نعمتَك، واجعلني راضيةً مَرضيةً. سمر إسماعيل

من عاينَ مشهدَ الآخرة بقلبه يُسّرت له أوامرُ الله، فإنّ الغفلة حِجابٌ ... ش.محمد سالم بحيري

أكبر خسارة على وجه الأرض أن تخسر مقامك في الجنَّة النابلسى

رغم أن ما نعاين كان من شأنه أو من المفترض أن يورثنا رقة القلب والرحمة والانكباب على ما يصلحنا، إلا أنني أرانا قد صرنا -وأتمنى أن أكون مخطئة- أكثر غلظة وقسوة قلب وأقل تراحما وإعذارا لبعضنا بعضا.. وأشد تشعثا وتيها! مروة فكري

رجوع العبد إلى نفسه ومحاسبته إيّاها على كلّ ما بدر من أمور صغيرة وكبيرة؛ يدخل من ضمن التزكية، فالتزكية فيها تخلية للنّفس من الرذائل، وتحلية لها بالفضائل، [فرجعوا إلى أنفُسِهم فقالوا إنّكم أنتمُ الظالمون]*[ثمّ نُكسوا على رؤوسهم لقد علِمتَ ما هؤلآءِ ينطِقون].. الحقيقة يلمحها العبد بعد رجوعه إلى نفسه، تتجلّى وتنكشف له أعظم الأسرار.

- بعض الذنوب تكون سببًا لحرمان العبد الانتفاع بالقرآن، وخاصّة ذنوب الخلوات، بما فيها من النّظر الحرام، والسّماع الحرام، هي الأشد فتكًا على القلب، تطمس عنه النّور تدريجيًا، وأيّ حرمان أشد من حرمان تدبّر الآيات وفهمها؛ {أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها}، انغلاق القلب وطمس البصيرة عنه؛ لا يأتي من فراغ، هذه الأرزاق يأتي بها الله إذا طهر المحلّ من الآثام، والله أعلم حيث يجعل رسالته، فإذا كان المحل طاهر من كلّ ذنب؛ كان الانتفاع جليّا واضحًا على العبد، ومتى ما كان المحلّ يتخلله الشوائب، ويتعرّض لأنواع المفاسد القلبية والسمعية والبصرية؛ تكوّن الران الذي يحول بينه وبين فهم القرآن، وسبحان الله، ما أضعف الإنسان وما أجهله.

أعظم الأعمال قبولاً ما يظهر على يديك ولا ترى أنك فاعله، تغيب فيها شهود النفس -حالاً لا تكلفًا- ويُرى فيها قدر الله تعالى وإمضائه، علمًا وكتابةً وخلقًا وإيجادًا فتسهيلاً وتوفيقًا؛ فتشهد يقينًا بكل ذراتك وعدد أنفاسك بفقرك وعجزك التام وتنطق بكل ما فيكّ: هذا صُنع الله .. هذا صُنع الله!