لـ فاطِم

أمْضِي بِلا خَرِيطة .. عَلى طَريقٍ طَويل مُوحِش اعجَز أن أرسُمَ مَلامِحهُ املِكُ قَدماي فَقَط وعقل مُتوقف عَن التفكير أمضي فقط أمضي ، لاوجهة ولا ميناء ولا مرسى ولا حدٌ ليوقفَني !

أمامَ قبرهِ تحديداً ذلكَ المكان الذي اعتدتُ الجلوس فيهِ لا أستطيعُ التمييز أيهما المدفونُ انا أم هوَ ؟، بجانب صورتهُ المُعلقه فوقَ قَبرهِ لا استطيعُ التمييزُ انا الميتتة أم هوهَ تنزاح أفكاري عني ، يُصبحُ المكان سَكينتي التي لاأريدُ مغادرتها عند وقت الرحيل لااشعرُ بأقدامي تَحملني جبلاً! تكون خَطواتي المُبتعٍده عَن قَبرهِ أثقلُ مااحمِل أتقدمُ للإمام وَروحي باقية معه .. هنالك تحديداً تُصبحُ كُل أحلامي وأمنياتي ، لحدٌ بجانبهِ ، أو غفوة على قَبرهِ ، أو أن أُدفنَ معهُ بكُل زيارةٍ لهُ ازدادُ يقيناً بأنني المدفونهُ وليسَ أبي ، يؤلمني أن أبتعد عن ذلك المكان.. عن روحي كأنني اجلسُ بجانبَ روحي المحبوسة وأريدُ بشدةٍ أن أحررها او أُدفنَ معها تلك هي رغبتي الوحيدة .

- أنا أشعرُ بالمعنى الحرفي للوِحدة، أن كل ما أتكأ عليه قائمة أغاني ستتعفن من فرط إستماعي لها، ما أتكأ عليه مُذكرة نادرة أدون فيها بخط رَث وأخبئها خوفاً أن يقرأني أحد، أن يكتشف فوضاي، أن يكتشف أنني لستُ المبهجه المبتسمه بنمطية، أنني هنا، ولست هنا ،أنني مليئه بالسَواد الدامس.

ستصبح لوحدتي معنى أخيراً فأنا وحيد هذه المرة لسلامتي حانَ " الثالث عشر من اغسطس " يوم ميلادي ولن أكتب نصاً عن الندم كما فعلت العام الماضي ولن يصيبني ذلك الاكتئاب الفضيع الذي لطالما دفعني للخارج سأشعر بالسعادة في يوم ميلادي لأنني لن أضطر أن احتفل بمأساتي.

أنا التناقُض ، أنا الغُربة واللا شَيء ، أنا الضَياع بِذاته.. فَلا تأخُذني على محمل النَجاة ، لأنني الغَرَق.

خُطار إجاني.

هالقناه للبيع الي محتاج قناه يشوفها .