نُور

«من كالحمَّادين الله حمدًا كثيرًا! يبتليهم الله بالنعم فيحمدونه، وبالمصائب فيحمدونه. ما نعمةٌ إلا والحمد خيرٌ منها، ولا مصيبةٌ إلا والحمد خيرٌ منها؛ أفلح الحمَّادون.»

«وأوّل الشّيء يُجلي عَن آخرِه»

«ممّا أرتاحُ إليه في المُلمّات (اللهم أصلح لي شأني كلّه ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) تسليمٌ مطمئن لحال المرء ومآله؛ فيهِ إقرارٌ بيّن بالضغف وقلّة الحيلة؛ يهبك قدرًا من السعة في صدرك = كما لو كان تنهيدًا مُرضيًا بعد انقباضٍ طويلٍ حال بين الهواء ورئتيك.» • دلال العمودي

ولُم يُصن العِلم بمثل بَذله، ولَم يُستبقَ بمثل نَشره. على أنّ قراءة الكُتب أبلغُ في إرشادِهم من تلاقِيهم، إذ كانَ مع التّلاقي يكثرُ التّظالمُ، وتُفرِط النُّصرة، وتشتدّ الحمِيَّة. وعندَ المُواجهة يُفرِطُ حبُّ الغلبة، وشهوَة المُباهاةِ والرّياسة، مع الاستحياءِ من الرّجوع، والأنَفة مِن الخضوع. وعَن جميعِ ذلكَ تحدثُ الضّغائن، ويَظهرُ التّباين. وإذا كانت القلوبُ على هذه الصّفة وهذه الحِلْية، امتنعت من المَعرفة، وعُميَت عن الدّلالة. • رسائل الجّاحظ

«وقَد قال رسولُ ربّ العالمين وخاتَم النّبيِّينَ، محمدٌ -صلّى الله عليه وسلّم-: «تَهَادَوا تَحَابُّوا». ولا أعلمُ شيئًا أدعَى إلى التّحابّ، وأوجبَ في التّهادي، وأعلى منزلةً وأشرفُ مَرتبةً، مِن العلمِ الذي جعلَ الله العملَ له تبيعًا، والجنّة لهُ ثوابًا.» • رسائل الجّاحظ

وعلى قدرِ المشقّة تكون المَثوبة، وتعظُم عندَ الله المَنزلة، وتقعُ لهُ في قلوب النّاس المحبّة. ولذلك قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لسعد ابن أبي وقّاص، حين وجّهه إلى العِراق: «يا سعد بني وُهَيب، إنّ الله إذا أحبّ عبدًا حبّبَهُ إلى خَلقه، فاعتبر منزلتَك من الله بمَنزِلتكَ من النّاس، واعلمْ أنّ مالَك عندَ الله مثلُ مالله عِندك. ونحن نعتبرُ حالكَ عند الله بالذي نَجدُ لكَ في قلوبِ عِباده، وقد مَلّكَ اللهُ بعضَ النّاس أبدانَ بعض، لَم يُملّك القلوبَ أحدًا غيره». • رسائل الجّاحظ

«ومَن صَغّرَ ما عظّم الله فقد عظَّم ما صغَّر الله، ولا يفعلُ ذلكَ إلَّا الصّغير القَدْر، والخَامل الذّكر، والجاهلُ بالأمر». • رسائل الجاحظ

«إنّ الحَسدَ لا يقعُ إلّا بينَ الأشكال، وأنّ التّنافس لا يكون إلّا مع تقارب الحال. وقَد كان يُقال: لا يزال الناسُ بخيرٍ ما تَفاوتوا، فإذا تقارَبوا هَلكوا. وكان يُقال: ثلاثةٌ تُوجِب الضّغن وتُكثر من الغِلّ: المُجاورة في المَنزل، والاستواء في النّسب، والمُشاكلة في الصّناعة». • رسائل الجاحظ

سِيرةٌ ذَاتية مِن الأضداد المُتّسقة: «طَريدٌ وَلِي مَأوًى مُباحٌ ولِي حِمًى وَحيدٌ وَلي صحبٌ غريبٌ وَلِي أَهلُ»

مَنْ نَظرَ في اللّغةِ رَقَ طَبعُه. •| الإمام الشّافعيّ