محمد وائل الحنبلي

صلى الله عليه وسلَّم

مجالس الحديث في سلطنة عُمان ...

هنيئًا لمن توضأ قبل أن يذهبَ إلى النوم ...

وصلتُ ولله الحمد - إلى سلطنة عُمان؛ للاجتماع ببعض أهل العلم وطلبته، ومجالسةِ الإخوة والأحبة، ولعقد بعضِ المجالس العلمية والحديثية ... وقد بعث سيدنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلًا إلى حيٍّ من أحياء العرب، فسَبُّوه وضَربوه، فأَخبر بذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال له: (لو أنَّ أهلَ عُمانَ أتيتَ ما سبُّوك ولا ضربوك)، رواه مسلم ودخل نورُ الإسلامِ إلى عُمان في العهد النبوي، وأرسل صلى الله عليه وسلَّم كتبًا إلى ملوكها وهاجر مِن عُمان إلى المدينة الصحابيُّ (مازنُ بنُ الغَضوبةِ الطائيُّ) ومعه عبدُه، فدخل على النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم فقال لمازن: مَن هذا الذي معك؟ قال: غلامي (صالحُ بنُ المتوكل)، فقال: استوصِ به خيرًا، فأعتقه عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم ! وفي إسلام الصحابيِّ (مازنِ بن الغَضوبةِ) قصةٌ جميلةٌ مؤثرة، يتناقلها أصحابُ السِّير والمؤرِّخون، وتكلم عليها المحدِّثون، تُنظر في (أسد الغابة) لابن الأثير، و(الإصابة) للحافظِ ابنِ حجر وكان إخوتُنا العُمانيون من أسباب انتشار الإسلام في بلاد الصين؛ وذلك بسبب تُجَّارهم الذين كانوا يُوصفون بأخلاقٍ إسلامية عالية ... وممن وُلد في عُمان وخرج منها: الإمامُ (الفراهيديُّ)، واضعُ علمِ العروض، وصاحبُ كتابِ (العين)، الذي يُعد أولَِ معجمٍ لغوي، ومن أشهر طُلابه والآخذينَ عنه: سيبويه والأصمعيُّ والكسائي وكان استفتاحُ الإقامة في (عُمان) بصلاة الجمعة في جامع أبي بكر الصديق بحيِّ الوَطِيَّة بمسقط، وكانت الخطبةُ عن التوبة وأشكالها، والرجوعِ إلى الله وأهميته، ثم الدعاءُ لإخواننا في غزةَ بالنصر والتمكين، والدعاءُ على عدوهم بالخسران المبين ... اللهم اجمعني بصالحي أهلها، واجعلْ سفرَنا فيه النفعُ للعامة والخاصة من المسلمين

قال ليَ العلامةُ المربي الشيخ عبدُ الله سراج الدينِ الحلبيُّ رحمه الله تعالى: ‏(طريقُنا هو الصلاةُ على النبي صلى الله عليه وسلم) ‏ ثم وجدت نصًّا للإمام عليٍّ زينِ العابدين رضي الله عنه يقول فيه: ‏(علامةُ أهلِ السُّنة كثرةُ الصلاةِ على النبي صلى الله عليه وسلم) فاللهم صلِّ على سيدنا محمدٍ وعلى آله وأزواجه وصحبه وسلِّم

هذه الميداليةُ الرياضيةُ الأُولى التي أنالها في حياتي ...  طيلةَ السباقِ وأنا أتذكر النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم عندما كان يتسابق مع السيدةِ عائشةَ رضي الله عنها وقد كنتُ من الخمسينَ الأوائلِ في سباق (ركض الوطن)، الذي ضمَّ أكثرَ من 800 متسابقٍ ومما أسعدني وأثَّر بي: أنَّ حفلَ التكريم افتُتح بالقرآن الكريم، ثم دعا المفتي لشهداء غزةَ وفلسطين ولجميع المسلمين، وبعدَ ذلك كان تكريمُ الفائزين ... الحمد لله، ثم الحمد لله فالهمةَ الهمةَ يا شبابَ الأمة والمسلمُ لا يعرفُ اليأس !

قال الإمام سفيان الثوري رضي الله عنه: إذا رأيتَ الشابَّ يتكلم عندَ المشايخ - وإن كان قد بلغ من العلم مبلغًا - فآيسْ مِن خيره؛ فإنه قليلُ الحياء ! ‏(المدخل للسنن) للبيهقي ص388 فيا شبابَ الأمة: احرصوا على هذا الأدب النبيل، فهكذا كان الصحابةُ رضوان الله عليهم، وكذلك كانت العلماءُ والأئمة رضي الله عنهم … وسلوا اللهَ العلمَ النافع، واحذروا من علمٍ لا يزيدكم حياءً وتواضعًا وأدبًا !

اللهم إني أسألك خيرَ هذا اليوم: فتحَه ونصرَه ونورَه وبركتَه وهُداه