قناة د/ سلطان العميري

ما زالت المعاناة البحثية تتكرر: أكتب بحثا علميا في مناقشة قضية محددة "مفهوم غلاة الجهمية" ،والبحث كله يدون حول ما يتعلق بهذا المفهوم، وهل ما ذكره الخليفي فيه صحيح أم لا، وهل قصة الزنديق التي اعتمد عليها في بناء مفهومه لغلاة الجهمية يصح الاعتماد عليها أم لا؟ ولكنه يترك هذا كله، ويخرج يناقش قضايا خارجة عن أصل فكرة البحث ومحوره. فالبحث يا كرام ليس في كون إنكار العلو كفرا أكبر مخرجا من الملة، وقد نصصت على حكمه في البحث. وليس في كون الأشاعرة يدخلون في وصف الجهمية، وأنهم من الطوائف التي يشملها هذا الوصف، وقد نصصت على ذلك في البحث أيضا. وليس في كون أكثر الأعمال التي ركز عليها أئمة السلف في تكفير الجهمية هي صفة العلو والكلام، وقد نصصت على ذلك في البحث أيضا . وإنما البحث في نقطة محددة "مفهوم غلاة الجهمية" والاستدلال عليه بقصة الزنديق التي رواها البخاري في خلق أفعال العباد. ولكن الخليفي لا يترك عادته، فهو لا يصمد إلى الأبحاث التي تنقض دعاواه ، ولا يناقش أفكارها الأساسية، وإنما يحاول أن يشغب عليها بما يمكنه من كلام في التفاصيل والتفاريع. وقد خبرته من أكثر من عشرة سنوات، وكيبت في نقد كثير من دعاواه أبحاثا متعددة، وهو كل تلك الأبحاث لا يناقش فكرة البحث ولا يصمد أمام الأدلة والبراهين، وإنما يأخذ في التشغيب هنا وهنا. وخير مثال على ذلك موقفه من بحث "مفهوم غلاة الجهمية" فإن كل قارئ لما نشره في قناته يدرك بأنه لم يناقش فكرة البحث ولم يصمد أمامها، وإنما أخذ يكرر كلاما خارجا عن محل البحث. ومع ذلك سيأتي مناقشة كل ما ذكره في أبحاث قادمة بإذن الله تعالى، حتى لا يظن بأن ما ذكره من تفاريع وتشغيب لا جواب عليه.

تفكيك دعاوى الخليفي في التكفير والتضليل (مفهوم غلاة الجهمية) 👇👇👇

حين ختم الله أحكام الحج قال:(واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون) وهذا فيه معنى إيماني عميق، هو: أن الإنسان مهما قام بعبادة عظيمة جليلة فهو في حاجة إلى الوصاية بتقوى الله، وفي حاجة إلى الموعظة والتخويف من الوقوف بين يدي الله تعالى.

قوله تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى} لما أمرهم بالزاد للسفر في الدنيا أرشدهم إلى زاد الآخرة، وهو استصحاب التقوى إليها. وهذا معنى تربوي لطيف جدا، فإن الحث على إصلاح الحال في الدنيا ينبغي أن يصاحبه الحث على إصلاح الحال في الدين، وفي شأن الآخرة. وهذا المعنى تكرر في القرآن في مواضع، منها هذا الموضع، ومنها قوله تعالى: {وريشا ولباس التقوى ذلك خير}، فإنه حين ذكر اللباس الحسي نبه مرشدا إلى اللباس المعنوي، وهو الخشوع والطاعة.

الكون المؤمن 👆👆 هذه خواطر مختصر تنشر حول بعض مضامين القرآن الإيمانية والتربوية

تفسير سورة الأحزاب ، آية رقم (٣١). https://shamela.ws/book/150303/208