ثَبـَاتٌ

لا خير في دمٍ ينزل بالتطبير ولا يُجاهد بالدمِ مع الإمام الحسين (ع) وإمتداده في كلِّ زمن .

إن كان يُرضيك هذا يا رب فخُذ حتى ترضا.. 💔

طريق القُدس يبدأ من كربلاء..

لم يعد الله عباده المؤمنين المخلصين بحياةِ ترافةٍ ورفاهية مادية لا تعوقها أزمة أو مصيبة، بل على العكس أنه سبق واخبر نبيه بصعوبة مهمته وأنه اختار له طريق الجهاد والكفاح ومايلازمه من التعب والجوع والتضييق من الأعداء وما يتطلبه من التضحية بالدم والمال والأهل والارض. وأنه سبحانه وتعالى عز عليه أن يحرم نبيه شرف الشهادة بعد طريق طويل من الكفاح، ومن ثم ظل الله يلقي اصعب المصائب والفتن على أوليائه مِن مَن فضلهم على العالمين، حتى كانت المذبحة العظمى في كربلاء المرجع الاول لسعاة الشهادة و دليلاً واضحاً يسير عليه طلاب مدرسة التضحية والفداء. فإذا كانت أجساد المقاومين في لبنان والعراق وغزة تسحق بالدبابات أو تتناثر بإنفجارات المدافع والصواريخ، فهي ليست اعز من جسد الحسين الذي مُزق وذُبح ومُثِلَ فيه اذ رفع رأسهِ على رماح اشقياء زمانه، واذا كانت نساء غزة يُعتدى عليهن و يُضيق عليهن في سجون الاحتلال فهن لسن اعز من نساء الحسين، حرم رسول الله اللواتي سُبين من العراق للشام مكبلاتٍ بالسلاسل والحديد، وإذا كان أطفال غزة تعتصر بطونهم من شدة الجوع وتجف أفواههم من العطش فهم ليس اعز من أطفال الحسين الذين حرموا الماء لثلاثة أيام تحت شمس العراق الحارقة، وإذا كان الرضع في قطاع غزة يفتك المرض أجسادهم الناعمة وتجف صدور امهاتهم أن يرضعوهم وتنطفأ الأجهزة على الخدج بعد قصف امهادهم، فهم ليس اعز من عبد الله بن الحسين ذو الخمسة أشهر الذي ذبح من الوريد الى الوريد في حجر والده طالباً شربة ماء بعد عن جف صدر أمه أن ترضعه! هذا هو طريق الجهاد والكفاح، مفروشا بالاشلاء والجماجم لا بالورود والرياحين، هذا هو وعد الله الذي وعد والثمن الذي طلب مقابل رضاه والجنة، وعند الله تجتمع الخصوم ليقفا معاً القاتل والمقتول، كلاهما اعزلاً ليس محتمي ب دبابات ولاحصون غير مدججاً بالسلاح والدروع ولا مدعوماً بوفير المال من مجرمي العرب والعجم، وعندها فقط يظهر المنتصر الحقيقي وهو الذي أتى الله بقلب سليم.

"فوَاللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا"

في أخبار داود عليه السلام عن الله عز وجل: يا داود أبلغ أهل أرضي أني حبيب من أحبني، وجليس من جالسني، ومؤنس لمن أنس بذكري، وصاحب لمن صاحبني، ومختار لمن اختارني، ومطيع لمن أطاعني، ما أحبني أحد أعلم ذلك يقينا من قلبه إلا قبلته لنفسي، وأحببته حبا لا يتقدمه أحد من خلقي، من طلبني بالحق وجدني ومن طلب غيري لم يجدني فارفضوا يا أهل الأرض ما أنتم عليه من غرورها، وهلموا إلى كرامتي ومصاحبتي ومجالستي ومؤانستي، وآنسوني أؤنسكم، وأسارع إلى محبتكم.