القعقاع

🟥 الكفار استدلوا على إبطال النبوة بالبشرية لأنهم توهموا هذا التلازم قالوا ما أَنتُم إِلّا بَشَرٌ مِثلُنا وَما أَنزَلَ الرَّحمنُ مِن شَيءٍ إِن أَنتُم إِلّا تَكذِبونَ﴾ [يس: ١٥] ﴿لاهِيَةً قُلوبُهُم وَأَسَرُّوا النَّجوَى الَّذينَ ظَلَموا هَل هذا إِلّا بَشَرٌ مِثلُكُم أَفَتَأتونَ السِّحرَ وَأَنتُم تُبصِرونَ﴾ [الأنبياء: ٣] ﴿فَقالَ المَلَأُ الَّذينَ كَفَروا مِن قَومِهِ ما هذا إِلّا بَشَرٌ مِثلُكُم يُريدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيكُم وَلَو شاءَ اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعنا بِهذا في آبائِنَا الأَوَّلينَ﴾ [المؤمنون: ٢٤] ﴿وَقالَ المَلَأُ مِن قَومِهِ الَّذينَ كَفَروا وَكَذَّبوا بِلِقاءِ الآخِرَةِ وَأَترَفناهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا ما هذا إِلّا بَشَرٌ مِثلُكُم يَأكُلُ مِمّا تَأكُلونَ مِنهُ وَيَشرَبُ مِمّا تَشرَبونَ﴾ [المؤمنون: ٣٣] ﴿قالَت رُسُلُهُم أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالأَرضِ يَدعوكُم لِيَغفِرَ لَكُم مِن ذُنوبِكُم وَيُؤَخِّرَكُم إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى قالوا إِن أَنتُم إِلّا بَشَرٌ مِثلُنا تُريدونَ أَن تَصُدّونا عَمّا كانَ يَعبُدُ آباؤُنا فَأتونا بِسُلطانٍ مُبينٍ﴾ [إبراهيم: ١٠] ﴿ما أَنتَ إِلّا بَشَرٌ مِثلُنا فَأتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقينَ﴾ [الشعراء: ١٥٤] ﴿وَما أَنتَ إِلّا بَشَرٌ مِثلُنا وَإِن نَظُنُّكَ لَمِنَ الكاذِبينَ﴾ [الشعراء: ١٨٦] ﴿قالوا ما أَنتُم إِلّا بَشَرٌ مِثلُنا وَما أَنزَلَ الرَّحمنُ مِن شَيءٍ إِن أَنتُم إِلّا تَكذِبونَ﴾ [يس: ١٥] ﴿وَما مَنَعَ النّاسَ أَن يُؤمِنوا إِذ جاءَهُمُ الهُدى إِلّا أَن قالوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسولًا﴾ [الإسراء: ٩٤] 🟥 فجاء تأكيد قولهم ببشرية الأنبياء و إبطال هذا التلازم الفاسد ﴿قالَت لَهُم رُسُلُهُم إِن نَحنُ إِلّا بَشَرٌ مِثلُكُم وَلكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَما كانَ لَنا أَن نَأتِيَكُم بِسُلطانٍ إِلّا بِإِذنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ﴾ [إبراهيم: ١١] ﴿قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: ١١٠] ﴿قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَاستَقيموا إِلَيهِ وَاستَغفِروهُ وَوَيلٌ لِلمُشرِكينَ﴾ [فصلت: ٦] ﴿وَقالوا لَولا أُنزِلَ عَلَيهِ مَلَكٌ وَلَو أَنزَلنا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمرُ ثُمَّ لا يُنظَرونَ۝وَلَو جَعَلناهُ مَلَكًا لَجَعَلناهُ رَجُلًا وَلَلَبَسنا عَلَيهِم ما يَلبِسونَ﴾ [الأنعام: ٨-٩] ﴿أَو يَكونَ لَكَ بَيتٌ مِن زُخرُفٍ أَو تَرقى فِي السَّماءِ وَلَن نُؤمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتّى تُنَزِّلَ عَلَينا كِتابًا نَقرَؤُهُ قُل سُبحانَ رَبّي هَل كُنتُ إِلّا بَشَرًا رَسولًا﴾ [الإسراء: ٩٣] [[ - صَلَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - قالَ إبْرَاهِيمُ: لا أدْرِي زَادَ أوْ نَقَصَ - فَلَمَّا سَلَّمَ قيلَ له: يا رَسولَ اللَّهِ، أحَدَثَ في الصَّلَاةِ شيءٌ؟ قالَ: وما ذَاكَ، قالوا: صَلَّيْتَ كَذَا وكَذَا، فَثَنَى رِجْلَيْهِ، واسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، وسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَلَمَّا أقْبَلَ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ، قالَ: إنَّه لو حَدَثَ في الصَّلَاةِ شيءٌ لَنَبَّأْتُكُمْ به، ولَكِنْ إنَّما أنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أنْسَى كما تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي ]] 📚 صحيح البخاري 🛑 فمناط كفر الكفار ليس مجرد قولهم ببشرية الأنبياء فهذا وافقهم عليه الأنبياء أصلاً و إنما استدلالهم بذلك على بطلان النبوة ، فانظر إلى هذا المأبون في عقله كيف وافق الكفار على أصلهم « بشر 👈 ليس نبياً » و لا عجب فهو كافر مثلهم

==

أثر واحد رد علي أعذار المدجنة. قال ابن خاقان: سألت أحمد بن حنبل عن أحمد بن رباح؛ فقال فيه: إنه جهمي معروف بذلك، وإنه إن قلد شيئا من أمور المسلمين كان ضررا على المسلمين لما هو عليه من مذهبه وبدعته. وسألته عن ابن الخلنجي؛ فقال فيه أيضا مثل ما قال في أحمد بن رباح، وذكر أنه جهمي معروف بذلك، وأنه كان من شرهم وأعظمهم ضررا على الناس، وسألته عن شعيب بن سهل؛ فقال فيه: جهمي معروف بذلك. وسألته عن عبيد الله بن أحمد؛ فقال: جهمي معروف بذلك. وسألته عن المعروف بأبي شعيب؛ فقال فيه: إنه جهمي معروف بذلك. وسألته عن محمد بن منصور قاضي الأهواز، فقال فيه: إنه كان مع أبي دؤاد وفي ناحيته وأعماله، إلا أنه كان من أمثلهم ولا أعرف رأيه. وسألته عن ابن علي بن الجعد؛ فقال: كان معروفا عند الناس بأنه جهمي مشهور بذلك، ثم بلغني عنه الآن أنه رجع عن ذلك. وسألته عن الفتح بن سهل صاحب مظالم محمد بن عبد الله ببغداد؛ فقال: جهمي معروف بذلك، من أصحاب بشر المريسي، وليس ينبغي أن يقلد مثله شيئا من أمور المسلمين لما في ذلك من الضرر. وسألته عن ابن الثلجي؛ فقال: مبتدع صاحب هوى. وسألته عن إبراهيم بن عتاب؛ فقال: لا أعرفه، إلا أنه كان من أصحاب بشر المريسي فينبغي أن يحذر ولا يقرب ولا يقلد شيئا من أمور الناس. وفي الجملة أن أهل البدع والأهواء لا ينبغي أن يستعان بهم في شيء من أمور المسلمين، فإن في ذلك أعظم الضرر على الدين. والله اليوم نحن في أشد الحاجة لنشر منهج وعقيدة السلف، العوام قلدوا دينهم لمجموعة جهال ووجب علينا التحذير منهم.

أقسم بالله أنه نشر هذا الآن من دقائق! يعني الرجل الآن الآن انتهت مناظرته مع الرافضي .. ولم يغلق البث على قناته بعد!! بدلا من أن يفرح لنصرة الحق على لسان أخيه السني مهما اختلف معه لا، يخرج ويخذّله ويطعن عليه في هذا الوقت ... في هذا الوقت تحديداً؛ الذي يناظر فيه الرافضي أساتذة في الحقد أساااتذة هذا المستوى من الحقد "ليڤل وحش" مستحيل حد يوصل له أنت ياابني حطمت الرقم القياسي بجد وفق الله «الشيخ» محمد بن شمس الدين وأظهر الحق على لسانه ونصره على كل رافضي وعلى كل أشعري وعلى كل مبتدع أخي السني الموحد محمد بن شمس الدين أو غيره أنا معه وأشد على يديه مقابل كل مبتدع أو كافر ونحمد الله تعالى أن وفقنا لهذا ولم يجعلنا من السفهاء المخذّلين

معادلة أهل البدع وأصحاب الكبائر بين أئمة السنة ومن خالفهم... وأصل ذلك أن البدعة: هي إحداث في دين الله بتأويل فاسد يتعبد لله عز وجل به؛ فصاحب البدعة قد نسبها للدين ودعا إليها وحكم على من يخالفه فيها بالضلالة. وأما الكبائر وسائر الذنوب: فصاحبها يأتيها وهو مقر بذنبه، ولا يكون قد وقر في قلبه من الإيمان بالله ما يدفعه عن الوقوع في الذنوب، مع أن معه أصل الإيمان الذي يجعله في جملة الناجين. والبدعة قد تصحبها في الأصل شهوة خفية، كما أن تراكم سواد الذنوب على القلب مهلكة له، ولا يأمن صاحبه أن يسلب الإيمان كله إذا وكله الله عز وجل إلى نفسه. وأئمة السنة رحمهم الله لما نظروا إلى هذين المعنيين، رأوا أن صاحب البدعة شر من صاحب المعصية، وأنه لا يعذر بتأويله، بل يبدّع تارة ويكفّر تارة بحسب ما وقع فيه. فمن ذلك قول الإمام سفيان الثوري: «البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها». وقال الإمام الشافعي رحمه الله فيما نقله ابن المنذر في الإشراف (8 / 74): "لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك خير له من أن يلقاه بشيء من الأهواء." وقال الإمام أحمد رحمه الله: " قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة. وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة، فسّاق أهل السنة أولياء الله. وزهاد أهل البدعة أعداء الله." وروى أبو بكر الخطيب في تاريخه بإسناده عن عن خويل ختن شعبة بن الحجاج قال: "كنت عند يونس بن عبيد، فجاء رجل فقال يا أبا عبد الله، تنهانا عن مجالسة عمرو بن عبيد؟ وقد دخل عليه ابنك قبل، فقال: ابني؟ قال نعم، فتغيظ يونس، فلم أبرح حتى جاء ابنه، فقال: يا بني قد عرفت رأيي في عمرو ثم تدخل عليه؟ فجعل يعتذر قال: كان معي فلان فقال يونس: أنهاك عن الزنا، والسرقة، وشرب الخمر، فلأن تلقي الله بهن أحب من أن تلقاه برأي عمرو وأصحابه." واستفدت النقل من بعض حواشي الشيخ عادل آل حمدان جزاه الله خير الجزاء وذكر الثعلبي عن مالك بن مغول رحمه الله: "الكبائر: ذنوب أهل البدع، والسيئات: ذنوب أهل السنة." قال ابن القيم رحمه الله: "يريد أنَّ البدعةَ من الكبائر، وأنّها أكبرُ من كبائر أهل السُّنَّة، فكبائرُ أهل السُّنَّة صغائرُ بالنِّسبة إلى البدع." وقال الإمام البربهاري رحمه الله في شرح السنة فيما نقله عنه الشمس ابن مفلح في الفروع: "وإذا رأيت الرجل رديء الطريق والمذهب، فاسقا فاجرا صاحب معاص، ظالما، وهو من أهل السنة فاصحبه واجلس معه، فإنك ليس تضرك معصيته وإذا رأيت عابدا مجتهدا متقشفا، صاحب هوى، فلا تجلس معه، ولا تسمع كلامه، ولا تمش معه في طريق، فإني لا آمن أن تستحلي طريقته فتهلك معه." قال شيخ الإٍسلام ابن تيمية رحمه الله مفسرا مراد أئمة السنة: "ومعنى قولهم إن البدعة لا يتاب منها: أن المبتدع الذي يتخذ دينا لم يشرعه الله ولا رسوله قد زين له سوء عمله فرآه حسنا فهو لا يتوب ما دام يراه حسنا لأن أول التوبة العلم بأن فعله سيئ ليتوب منه. أو بأنه ترك حسنا مأمورا به أمر إيجاب أو استحباب ليتوب ويفعله. فما دام يرى فعله حسنا وهو سيئ في نفس الأمر فإنه لا يتوب. ولكن التوبة منه ممكنة وواقعة بأن يهديه الله ويرشده حتى يتبين له الحق ......" قلت: إذا تبين لك أن هذا كلام الأئمة المجتهدين، فلا عبرة بخلاف من خالفهم من بعض أصحاب الأئمة، وقد أنكر أهل مذهبه قوله عليه: قال ابن سهل في ديوانه: "وقول ابن عتاب في جوابه: قد قال: كبير من أصحاب مالك: قد يكون في غير أهل الأهواء ومن هو أشد من أهل الأهواء. هو قول ابن القاسم في تفسير ابن مزين، حكماه عنه عيسى بن دينار وقال به، وقال يحيى بن إبراهيم بن مزين: في تفسير هذا – يريد ابن القاسم – أعذر ممن ركب شيئا بعد معرفته وتفحمه وجرأته على ذلك فصاروا شرا من أهل الأهواء. قال ابن سهل: وفي هذا التأويل عذر لأهل البدع في تحريفهم لكتاب الله عز وجل ومفارقتهم للسنة والجماعة بتأويلهم، ولا خلاف أنهم غير معذورين في مخالفة سبيل المؤمنين. وقد قال أبو الحسن علي بن محمد بن القابسي في كلام ابن مزين: ما أدري ما تفسير ابن مزين هذا، وإنما أراد ابن القاسم أن في غير أهل الأهواء من هو شر من أهل الأهواء وهم الذين يتدينون بالسنة وتكون منهم جهالات من وراء نسك فهم يغرون به من يسقطونه في جهالتهم، وأهل الأهواء الناس لهم منافرون، هذا وجه قوله عندي، والله ولي التوفيق. وكيف يقال لمن يخطئ وجه الصواب في الاعتقادات: أنت أعذر ممن سلم له اعتقاده من الخطأ وزل بالجهالة فيما دون الاعتقادات وأتى ذلك تقحما؟ هذا بعيد والله أعلم. هذا كله من كلام أبي الحسن، وهو صحيح حسن، وبالله التوفيق." والنقل مستفاد من أحد الإخوة جزاه الله خيرا وقد قال ابن أبي زيد رحمه الله قبل: "ومن قول أهل السنة: إنه لا يعذر من [أداه] اجتهاده إلى بدعة؛ لأن الخوارج اجتهدوا في التأويل فلم [يُعذروا] إذ خرجوا بتأويلهم عن الصحابة، فسماهم عليه السلام مارقين من الدين، وجعل المجتهد في الأحكام مأجورًا وإن أخطأ." ===

"لا أشعري ولا معتزلي بَل حنبليٌّ سُنّي" قال ابن عقيل عن ابن القوّاس - وكان من الحنابلة الزُهّاد وتحكى عنه كرامات - : حتى إنه لما توفي ابن الزوزني ، وحضره أصحاب الشافعي - على طبقاتهم وجموعهم - ( يريد الأشاعرة منهم ) في فورة أيام القشيري وقوتهم بنظام الملك حَضَر - يعني ابن القواس - ، فلما بلغ الأمر إلى تلقين الحفّار قال له: تنحَّ حتى ألقنه أنا، فهذا كان على مذهبنا، ثم قال: يا عبد الله وابن أمَته إذا نزل عليك ملَكان فظان غليظان فلا تجزَع ولا تُرَع، فإذا سألاك فقل: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، لا أشعري، ولا معتزلي، بل حنبلي سُني، فلم يتجاسر أحد أن يتكلم بكلمة، ولو تكلم أحد لفضخ رأسه أهل «باب البصرة» فإنّهم كانوا حوله قد لقن أولادهم القرآن والفقه، وكان في شوكة ومنَعة، غير معتمد عليهم؛ لأنه أمة في نفسه."اه‍ ¹

¹ ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ( ١/٨٧ )

ماذا نفهم من إنكار آل منده على ابن البناء الحنبلي؟! ذكرت سابقا في صوتية «وهل إنكاركم لكم فيه سلف؟!» مثال ما حصل بين الإمام البخاري وأئمة زمانه من نزاع وحاولت أن أعطي صورة عن ذهنية الأئمة في ذاك الزمن في التعامل مع الإشكالات العقدية إذا وقعت من المعينين -بعيدا عن تقرير من المصيب من المُخطئ-، وحاولت أن أبين أن هذه الصورة خلاف كلام كثير من المتصدرين في كلامهم في هذه المسألة في أيامنا هذه! وهنا صورة أخرى من هذا الضرب!.. آل منده واحد من أعرق بيوت أصحابنا الحنابلة ومنهم حُفاظ كبار أصحاب رواية وأصحاب تآليف وأجزاء في الحديث، وإضافة لهذه الفضائل كانوا أصحاب شدة على المبتدعة وعلى رأسهم الأشاعرة وقد كان الحافظ محمد بن إسحاق ابن منده الحنبلي تـ395هـ وهو من الأقربين لعهد أبي الحسن [= الأشعري] بل ممن أدرك عصره يصف الأشعرية بالزندقة. فهذه هي صورة ذهنية هذا البيت وهؤلاء الأئمة!.. قال الذهبي في السير: «ولكن آل منده وغيرهم يقولون في الشيخ[= ابن البناء الحنبلي]: إلا أنه فيه تمشعر. نعوذ بالله من الشر». عندما تقف على كلمة آل منده هذه تظن أن الشيخ ابن البناء أشعري! وفي الواقع أنه هنا مربط الفرس وهو محاولة تقريب ذهنية هؤلاء الأئمة في تلك الأزمنة! الشيخ ابن البناء الحنبلي صاحب كتاب «الرد على المبتدعة» يجعل فيه الباقلاني الأشعري قسيما للإمام أحمد رحمه الله، يقول: «وكلام اللّٰه تعالى مسموع عند قراءة القارئ، ويكون سماعه من القارئ نصَّ عليه أحمد، خلافا لابن الباقلاني؛ لا يسمع كلام اللّٰه إلا من تولى خِطابه: كموسى، ونبينا عليهما الصلاة والسلام» بل ابن البناء ممن كان له موقف من ابن عقيل الحنبلي أيام أن صار مائلا للاعتزال، وهذا الأخير لا يختلف كثيرا عن التمشعر! في يوميات فقيه حنبلي من القرن الخامس لابن البناء الحنبلي يقول: «وفي يوم الأربعاء، جاءني رجل من أهل باب الأزج، وقال: رأيت في النوم كأن قد ظهر نبي في الناس. ورأيت قد اختلف الناس عليه؛ فقوم يقولون: «لا يجوز أن يظهر نبي بعد نبينا، عليه السلام» وقوم يقولون: «إيش يمنع هذا؟» فاتفقت الكلمة على أن يسألوك، وقالوا: «ما لكم غير ابن البناء أي شيء» قال:«اسمعوه» قال:«وانتبهت» فقلتُ: هذا، هذا زنديق شيطان يظهر ليُضل الناس، يختلف الناس في بابه، ويتحيرون؛ وأكون -بحمد اللّٰه- أول من يفتي بكفره وضلاله، ويدحر بدعته وضلالته، إن شاء الله. فقال ابن العباس ابن الشطي: هذا هو ابن عقيل، إن شاء الله». وفي موضع آخر يحكي ابن البناء كلام شيخه القاضي أبي يعلى في ابن عقيل على جهة الإقرار، يقول: «أخبرني الشيخ أبو سعد بن الكوان أن أبا الحسن بن الشهوري قال له: كان قد كتب إلي رقعة -هذا ابن عقيل- لأسلمها للشيخ الأجلِّ أبي منصور بن يوسف، رحمه الله. فأنفذ إليَّ القاضي أبو يعلى يقول: «لا تُسلم له رقعة؛ فهذا رجل زنديق مبتدع!» قال: فصلتُ منه، ولم أفعل». فما سر كلمة آل منده التي نقلها الذهبي في الشيخ ابن البناء؟! السر أرجعه الشيخ عادل آل حمدان وفقه الله في مقدمة تحقيقه على كتاب «الرد على المبتدعة» لابن البناء إلى سببين: الأول! إما أنه بسبب تأثر الشيخ ابن البناء بتقريرات شيخه القاضي أبي يعلى في مسائل الصفات مما هو معروف من حال القاضي من كونه من المفوضة وقد كتب القاضي بخطه على مؤلفات ابن البناء بالاستحسان والإصابة! الثاني! أن بعض تلامذة الشيخ ابن البناء ذكر أن الشيخ صنَّف كتبا في الجمع بين اعتقاد الشافعية [= الاشاعرة] واعتقاد الإمام أحمد! وأيا كان سبب كلمة آل منده في الشيخ فليس هذا محل النزاع، وإنما القصد كما بينت في المقدمة هو بيان ذهنية الأئمة في تعاملهم مع الخلافيات العقدية حتى مع من جملة حاله يظهر عليه مخالفة أهل البدع! فقارن بين هذه الذهنية التي تعامل بها آل منده مع رجل منتسب للسنة بالجملة وله جهد في الرد على المخالفين وبين ذهنية كثير من المتصدرين في تعاملهم مع -ليس رجل من طينة الشيخ ابن البناء- بل مع غارقين في التمشعر من رؤوسهم إلى أُخمص أقدامهم من تبجيل وتقدير ورفع فوق أعناق الناس ولا يُذكر أي شيء من مخالفاتهم حتى يتجنبهم الناس وبل نصب العداوة للمخالف في الموقف منهم!. فهذا باختصار هو بيان ذهنية الأئمة وموقفهم في هذه المسائل وهذا مما يسميه كثير من المعاصرين تارة بالجرثومة وتارة بالغلو العقدي وتارة بعدم فقه المصالح والأولويات...إلخ! ولا أحسب أن أحدا يتسلط على أئمة السنة بمثل هذا الكلام -وإن زعم أن مشكلته مع أي معاصر- إلا ويجزيه اللّٰه تعالى بعكس مقصوده وما أكثر ما رأينا من هذه الأحوال! واللّٰه المستعان!

‌‎هذا يريد أن يزور تاريخًا عاصرناه ثم يزكّي نفسه بأنه "معلم للأجيال" أولًا: لم ينشغل الشيخ الخليفي بأبي حنيفة كما يكذب هذا مجددًا، بل أنت يا أحمد وشلتك وطلبتك لما نقدك أحد تلاميذ الشيخ الخليفي وتكلم في منهجيتكم التمييعية في قضية المرأة أخرجتم للنّاس هذه المسألة وأشغلتم الناس بها‌‎لإسقاط الشيخ أبو جعفر ثم يسعك بسهولة أن تقول أنا أخطأت، وقد ثبت كذبك بدلائل كالشمس لكن هذا الرجل اغتر بنفسه لكثرة ثناءات الناس عليه حتى زعم في نفسه أنه أهل ليخرّج "عُلماء" وهو يزعم في توحيد الأسماء والصفات أنها ليست قضية مركزية ومن فجوره يتهم خصومه بالجراثيم والخوارج وحدثاء ‌‎الأسنان وغير هذا ومن أوجه التمييع عنده أن أصل مشكلته مع الشيخ أبو جعفر صرح عنها وقال لأنه يبدع الإخوان المسلمين وسيد قطب وجماعة التبليغ! و"شهودك" يبدعون هؤلاء، لكن لأن أحمد السيد أصالةً ينتمي لهذه المدرسة الفكرية التمييعية الإخوانية استعظم هذا رجل عنده اتقان في التمثيل

‏عندما تغرق في جدال الروافض قد يأخذك هذا إلى المستنقع القذر الذي غرق فيه وليد إسماعيل ومن أعظم طوام هذا الرجل عندي سخريته من كلام الله ﷻ بهذه الكلمة البذيئة! قال تعالى { وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ۝٦٥ لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ ۝٦٦ }

قال المزني: سألتُ الشافعي: مَن السفَلة؟ قال: من يكون إكرامه لمخالفيه أكثر من إكرامه لأهل مذهبه؛ يريد أن يستكثر بهم.