الحجاب الشرعي

وصلنا إلى زمن أن الرجل يغطي" سيارته خوفاً من الخدش ولا يغطي" "زوجته أو أبنته خوفاً من الخالق الذي لا يغار على أخته زوجته وإبنته في الشارع ) فليعد مراجعتة رجولته لإنه بالشرع محكوم عليه بالدياثة

سوادان تبتهج نفس المؤمن برؤيتهما: سوادُ ثوب الكعبة وقد غطَّاها، وسوادُ حجابٍ شرعيٍّ تَستُر به امرأةٌ مسلمةٌ جسدها. -الشيخ صالح العصيمي

الأمم تتقلب بين الرجوع إلى الفطرة وبين الانسياق لإبليس، وكلما ابتعدت أعادها الله بالوحي، وستر النساء شرعةٌ وفطرة للأنبياء والصالحين في كل زمن، وقد صح عن عمر بن الخطاب أنه فسر قول الله تعالى: {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} بتغطية وجهها بثوبها؛ أخرجه ابن أبي شيبة.

شبكة دار الحديث الأثرية جديد الفتاوى فتوى بعنوان: "مسألة حول الحجاب" || أبو علي محمد بن إبراهيم -حفظه الله تعالى-. السؤال: ما الفرق بين الحجاب والنقاب؟ الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد: فالحجاب الشرعي هو تغطية المرأة جميع بدنها عن الرجال الأجانب. والنقاب لباس معروف يوضع على الوجه، ولا يجوز للمرأة أن تلبس النقاب بحيث تظهر عينها وأجزاء من وجهها. فإما أن تستر وجهها بالنقاب تسترًا مغطيًا وإما أن تلبس فوقه قماشًا ساترًا. وأهل العلم الذين تكلموا في النقاب وحذروا من لبسه هذا كان مدركهم؛ لأن أكثر النساء المنتقبات يبدين أعينهن وأجزاءً من وجوههن بدون مسوغ شرعي، ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى.

1- أدلة وجوب تغطية وجه الأنثى البالغة أمام غير محارمها . للمزيد من الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية اضغط أي رقم:

تغطية الوجه والكفين عند السلف وفقهاء المذاهب، وعمل أهل الملة قال الله تعالى : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ) . قال ابن عباس رضي الله عنهما : " أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة " . قال الجصاص (٣٧٠ هـ): (في هذه الآية دَلالةٌ على أنَّ المرأةَ الشابَّةَ مأمورةٌ بسَتْر وجْهِها عن الأجنبيِّين، وإظهارِ السِّترِ والعفافِ عند الخروجِ؛ لئلَّا يطمعَ أهلُ الريب فيهن) أحكام القرآن ٥/٢٤٥ وروى البخاري عن عائشة قَالَتْ: "يرحم الله نساء المهاجرات الأول ؛ لما أنزل الله : { وليضربن بخمرهن على جيوبهن } شققن مروطهن، فاختمرن بها" وروى مالك بسند صحيح عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت: "كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات، ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق" الموطأ [٩١٦] وذكر المزني في مختصره عن الشافعي (٢٠٠ هـ) إباحةُ نظر الخاطب إلى الوجه والكفَّين فقط. فإن كان هذا مباح للخاطب فيفهم من ذلك عدم اباحته لغيره وروى الخلال عن الإمام أحمد (٢٤١ هـ) : (كلُّ شيءٍ من المرأة عورةٌ، حتى ظُفرها) أحكام النساء ص٣٢ قال ابنُ خُويز منداد من المالكية (٣٩٠ هـ): (إنَّ المرأةَ إذا كانتْ جميلةً وخِيف من وجهِها وكفَّيها الفتنةُ، فعليها سترُ ذلك، وإنْ كانت عجوزًا أو مقبَّحة، جاز أن تكشفَ وجهها وكفَّيها) القرطبي 12/229 قال السبكي من الشافعية (٧٥٦ هـ): (الأقربُ إلى صنيعِ الأصحاب أنَّ وجهها وكفَّيها عورةٌ في النظر) نهاية المحتاج 6/187 وفي حاشية ابن عابدين (١٢٥٢ هـ) : (والمعنى: تُمنَعُ من الكشْفِ لخوفِ أن يرَى الرجالُ وجهَها، فتقع الفتنةُ؛ لأنَّه مع الكشف قد يقَعُ النظر إليها بشهوةٍ). رد المحتار 1/406 دفع إشكال: وفي توهم المعارضة بين تفسير آية النور وآية الأحزاب يقول شيخ الإسلام (٧٢٨ هـ): أنَّ هذا كان في أوَّل الإسلام، وقبلَ نزول آية الحجاب التي في سورة الأحزاب، وهو رأي شيخ الإسلام. [مجموع الفتاوى 22/110] وفي الأدلة التاريخية أن هذا هو صنيع الأمة على مر الأزمان ‏قال الغزالي في القرن السادس : (لم يزل الرجال على ممر الأزمان مكشوفي الوجوه والنساء يخرجن متنقبات) الإحياء ٢/٥٣ ‏قال ابن حجر في القرن التاسع : (لم تزل النساء قديما وحديثا يسترن وجوههن عن الأجانب) فتح الباري ٩/٤٢٤ وقال ابن حيان الأندلسي في القرن الثامن: (وكذا عادة بلاد الأندلس، لا يظهر من المرأة إلا عينها الواحدة) البحر المحيط ٧/٢٥٠