وكالة الصديق نيوز

عبيد المنزل وعبيد الحقل .... النشأة والانقسام .... خلال عصر الرقيق الأمريكي قد فرض السيد الأبيض الأمريكي تمييزاً صارماً بين عبيده، فقدّم بعضهم على بعض، فنشأت طبقتات من العبيد السود: _طبقة عبيد الحقل _طبقة عبيد المنزل فكان عبيد الحقول والمزارع يرزحون تحت نير السيد المستبد، تُكل إليهم أصعب المهام وأشقّها في الحقول والمزارع، فضلاً عن سوط الجلّاد الذي لم يفارق ظهورهم، كما كانوا يعيشون في أكواخ حقيرة كصفيح ساخن في الصيف وبرد قارس في الشتاء، فضلاً عن انعدام أدنى مقومات الحياة، فكان المرض يفتك بهم فتكاً، والموت لا يكاد يفارق جموعهم. وفي المقابل كان عبيد المنزل يعتبرون أنفسهم"طبقةً راقيةً من العبيد" لأن سيدهم "منحهم" الحق في الحياة كخدم في منزله يقضون حوائج رّبتهم ويدبّرون شؤون المنزل، فتُوكل اليهم من المهام ما سهل وشقّ على سيدتهم، وفي المقابل يحصلون على قليل من الفتات ما يشدّ عضدهم ويعينهم على عبوديتهم .... يا لبساطة أحلامهم!! فينظر أبناء طبقة العبيد "المخملية" إلى أبناء جلدتهم من عبيد الحقول نظرةً دونيّة، فيصبّرونهم على ما هم فيه من عذاب واضطهاد ويدعونهم للسمع والطاعة .... ثورة وصراع: ضاق عبيد الحقل ذرعاً وثاروا…

"عندما يتعرض بلد ما أو مجتمع ما أو طائفة ما لقمع طويل تخرج أجيال من الناس لا تحتاج إلى الحرية وتتواءم مع الاستبداد، ويظهر فيه ما يمكن ان نسميه المواطن المستقر" ففي عصرنا هذا يعيش المواطن المستقر في عالمه الخاص،وتنحصر اهتماماته في ثلاثة اشياء: 1. الدين"طبعاً نقصد بالدين الالتزام بالمظاهر التعبدية_إن وُجد هذا الالتزام_كتقصير الثوب وإطالة اللحية ووسم الجبهة بوسم يشير إلى"كثرة السجود"مع نظرة الزهد وشعار"الايمان بالقلب". 2. لقمة العيش 3. كرة القدم أو أي شيء مصدر للتسلية وقتل وقت الفراغ الطويل. فالدين عند المواطن المستقر لاعلاقة له بالحق والعدل، وإنما هو مجرد أداء للطقوس واستيفاء للشكل، لا ينصرف غالبا للسلوك .. فالذين يمارسون بلا حرج الكذب والنفاق والرشوة، يحسون بالذنب فقط إذا فاتتهم إحدى الصلوات ! وهذا المواطن لا يدافع عن دينه إلا إذا تأكد أنه لن يصيبه أذى من ذلك... فقد يستشيط غضبآ في قرارة نفسه ضد أي إهانة للرسول الأعظم، وفي أحسن الأحوال يرف شعار "إلّاكَ رسول الله" أي إلا أنت، دون أي استعداد لافتدائه بالروح، بل ويعتبر من نصر رسول الله بالروح والدم ارهابياً متطرفاً وتراه يدعو الى المعاملة الحسنة. وتراه يرتكب الفاحشةوالفساد…

مما يتجاهله الشامتون بالمجاهدين والطاعنون عليهم جهادهم: أن الانحياز من الأمصار أو الإخفاق في الغزو، أو قتل المجاهدين على يد الكفار: ليس دليلا على فساد أجر أو معتقد المجاهد في سبيل الله؛ بل قد يبتلي الله تعالى سرية المؤمنين ليتخذ منهم شهداء أو يمتحن إيمان المؤمنين، أو يميز الخبيث من الطيب: كما قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ● إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ الله الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ ‌مِنْكُمْ ‌شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ● وَلِيُمَحِّصَ الله الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران: 139-141] وقال الله تعالى: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌الله لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾ [آل عمران: 179] وقد يبتلي الله السرية من المؤمنين فتخفق أو تصاب؛ ليتم للغازين في سبيله أجورهم: كما قَالَ الإِمَامُ مُسِْلِمُ بِنِ الحَجَاجِ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ: حَدَّثَنَا…