سعود بن عبدالله 📚

وأما إن كان الزوج يجهل امكانية الزواج بأخرى إذا اشترطت عليه عدم التعدد فهذا إن كان محتاجًا فإما أن يذهب للحرام بسببك وإما أن يتزوج عليك دون أن تعلمين وإما أن يطلقك وإما أن يضيق عليك حتى تطلبين الخلع ويسترد المهر ويتزوج به أخرى فلماذا تضعينه في مثل هذا الموقف ؟ بل وقد يرى الخاطب هذا الشرط ويتركك من الأساس لأنه يجهل على أي حال ستكون الزوجة فإذا قصرت في حقه مستقبلًا سيبقى هذا الشرط ملازمه فبعض الناس لا يقبلون بوضع هذا الشرط أساسًا وعلى كل حال عدم الاشتراط هو الأفضل. قال الشيخ ابن باز : ( ذكر العلماء أن لها ذلك، لها أن تشرط عليه ألا يتزوج عليها؛ فإن تزوج عليها؛ فلها الخيار، ما يحرم عليه الزواج، لكن لها شرطها )

فهذا الاشتراط لن يفيد مع من كان محتاجًا ومصرًا على التعدد ولن يفرق مع من لا يريد التعدد فالحل ليس بالاشتراط بل الحل أن ترضى بما شرعه الله وتنظر إلى الأمور الإيجابية من هذا التشريع وتقرأ سير أمهات المؤمنين والصحابيات مع أزواجهن المعددين حتى تتقبل الأمر إن حصل ثم ننصحها بالقيام بالواجبات الزوجية على أكمل وجه وما إلى ذلك حتى يقل تطلعه للتعدد وإن عدّد مع اجتهادها فهذا لا يعني قصورًا فيها بل حاجته الشديدة للزواج فلا تحزني ولا تضيعي نفسك وحياتك الزوجية وتطلبي الطلاق أو الخلع بمجرد الزواج بأخرى بل انتظري وانظري إلى التغيرات إن حصل التقصير منه هنا نبحث عن حل للمشكلة أما طلب الطلاق أو الخلع بمجرد الزواج وقبل حصول التغيرات فهذا أمر خاطئ لا تدرين لعل في زواجه من الأخرى يكون خير لك

لو جينا للواقع هل من كان محتاجًا للتعدد سيعيقه هذا الشرط ؟ بل سيتزوج وإن أرادت الأولى فسخ النكاح فالضرر سيعود عليها فهو تزوج بالأخرى وانتهى فإذا فسخت العقد ورجعت لبيت أهلها هي كذا بتوفر عليه قيمة سكن الزوجة الثانية فلن يحتاج لشقة جديدة سيجعلها تسكن مكان الأولى والصرفيات التي كان يصرفها على الزوجة الأولى سيصرفها على الزوجة الثانية ولا كأن شيء صار أما هي فستتضرر وستبقى دون زوج وسيكون سكنها في بيت أهلها وقد يصعب عليها إيجاد زوج جديد وقد تضطر بعد مرور السنين بالزواج من زوج معدد وهذي الأمور واقعية وقد ذكر عبدالله المخيلد قصة لأحداث مشابهة لما ذكرت هذا رابطها : https://youtu.be/SEsHnaGFHtI?si=AH_7p257QRgTf76-

وقال عبدُ الكريمِ بنُ صالِحٍ الحميد: إنَّ السُّفورَ رذيلةٌ ومُشيعُهُ يبغي الفَسادَ وشِرعةَ الأخدانِ إنَّ السُّفورَ وسيلةٌ لمفاسِدٍ تربو على الإحصاءِ والتِّبيانِ من يَرْضَ فيه فإنَّما لدِياثةٍ تأبى العَفافَ وصِحَّةَ الإيمانِ ما شاع في بَلَدٍ وأفلَحَ أهلُه انظُرْ ترى ما حَلَّ في البُلدانِ كَثُر الزِّنا فيها وأصبَحَ أهلُها صَرْعى وأسْرَى في حِمى الشَّيطانِ

📚 موسوعة الأخلاق للدرر السنية

قال ابن القيم : ( قيل: الرِّجالُ أغيَرُ على البناتِ مِن النِّساءِ، فلا تستوي غَيرةُ الرَّجُلِ على ابنتِه وغَيرةُ الأمِّ أبدًا، وكم من أمٍّ تساعِدُ ابنَتَها على ما تهواه! ويحمِلُها على ذلك ضَعفُ عَقلِها، وسُرعةُ انخِداعِها، وضَعفُ داعي الغَيرةِ في طَبعِها، بخِلافِ الأبِ؛ ولهذا المعنى وغيرِه جَعَل الشَّارِعُ تزويجَها إلى أبيها دونَ أمِّها )

📚 موسوعة الأخلاق للدرر السنية

قال ابنُ القَيِّمِ: (مِن عُقوباتِ الذُّنوبِ: أنَّها تُطفِئُ من القَلبِ نارَ الغَيرةِ التي هي لحياتِه وصَلاحِه كالحرارةِ الغَريزيَّةِ لحياةِ جميعِ البَدَنِ؛ فالغَيرةُ حرارتُه ونارُه التي تخرِجُ ما فيه من الخَبَثِ والصِّفاتِ المذمومةِ، كما يخرِجُ الكِيرُ خَبَثَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ والحَديدِ، وأشرَفُ النَّاسِ وأعلاهم همَّةً أشَدُّهم غَيرةً على نفسِه وخاصَّتِه وعُمومِ النَّاسِ... والمقصودُ أنَّه كلَّما اشتَدَّت ملابستُه للذُّنوبِ أخرَجَت من قَلبِه الغَيرةَ على نفسِه وأهلِه وعُمومِ النَّاسِ، وقد تَضعُفُ في القَلبِ جِدًّا حتَّى لا يستقبِحَ بعدَ ذلك القبيحَ لا من نفسِه ولا من غيرِه، وإذا وصَل إلى هذا الحَدِّ فقد دَخَل في بابِ الهلاكِ)

📚 موسوعة الأخلاق للدرر السنية

قال ابن القيم : ( ولا رَيبَ أنَّ كُلَّ غَيُورٍ يجَنِّبُ أهلَه سَماعَ الغِناءِ كما يُجَنِّبُهنَّ أسبابَ الرَّيبِ. ومَن طَرَّقَ أهلَه إلى سَماعِ رُقيةِ الزِّنا فهو أعلَمُ بالاسمِ الذي يَستَحِقُّه ) نزل الحُطَيئةُ برَجُلٍ من العَرَبِ ومعه ابنتُه مليكةُ، فلمَّا جَنَّه اللَّيلُ سَمِع غناءً، فقال لصاحِبِ المنزِلِ: كُفَّ هذا عنِّي، قال له: وما يُكرَهُ من ذلك؟ قال: إنَّ الغناءَ رائِدٌ من رادةِ الفُجورِ، ولا أحِبُّ أن تسمَعَ هذه -يعني ابنَتَه- فإنْ كفَفْتَه وإلَّا خرَجْتُ عنك

📚 موسوعة الأخلاق للدرر السنية

قال ابن القيم : ( وهذا يدلُّك على أنَّ أصلَ الدِّينِ الغَيرةُ، ومَن لا غَيرةَ له لا دِينَ له؛ فالغَيرةُ تحمي القَلبَ فتَحمي له الجوارِحَ، فتَدفَعُ السُّوءَ والفواحِشَ، وعَدَمُ الغَيرةِ يُميتُ القَلبَ، فتموتُ له الجوارحُ؛ فلا يبقى عندَها دَفعٌ البتَّةَ ومَثَلُ الغَيرةِ في القَلبِ مَثَلُ القُوَّةِ التي تدفَعُ المرَضَ وتُقاوِمُه، فإذا ذهَبَت القُوَّةُ وَجَد الدَّاءُ المحَلَّ قابِلًا، ولم يجِدْ دافِعًا، فتمَكَّنَ، فكان الهلاكُ، ومِثلُها مِثلُ صياصي(1) الجاموسِ التي يدفَعُ بها عن نفسِه ووَلَدِه، فإذا تكَسَّرَت طَمِع فيها عَدُوُّه) (1) صياصي : قرون

📚 موسوعة الأخلاق للدرر السنية

وأوصى عَمرُو بنُ كُلثومٍ التَّغلِبيُّ فقال: (يا بَنِيَّ... أبعِدوا بيوتَ الرِّجالِ عن النِّساءِ؛ فإنَّه أغضُّ للبَصَرِ، وأعَفُّ للذَّكَرِ، فإذا كانت المعاينةُ واللِّقاءُ ففي ذلك داءٌ من الأدواءِ، ولا خيرَ فيمن لا يغارُ لغَيرِه كما يغارُ لنَفسِه، وقَلَّ مَن انتَهَك حُرمةً لغَيرِه إلَّا انتُهِكَت منه حُرمتُه)

📚 موسوعة الأخلاق للدرر السنية