شين ~

هل ترى كم الأيادي التي ربّتت على رأسي؟!.. تهادنتُ معها على حرب تناقضي فتواطأت مع أضدادي على حربي !.. وها أنا ذا في خضّم معركة مابين سكوني وثورتي ،طفولتي وكهولتي ،قبولي ورفضي،إقدامي وترددي ،دماثتي وَ حِدّتي.. أنا بروحِ الأبيض والاسود التضّادُ كُنهي.. الا أمامك !.. يا مرآتي ما كنتَ يوماً تقرأ لي صورتين .. ولم تفقه يوماً لي عِلّتين .. ولم تجد فيّ نقيضين .. وما فهمتَ يوماً أنّي عَكوس.. ولم تعتلِ يوماً مجانيق هدمي حتى تأتي بكل حمِيةٍ وتُعيدُ رَدمي.. لم تسعَ حتى بنصب كمينٍ واحد فأقعُ في الأسر .. فتقودني بحبلٍ من مسدٍ في جيدي .. أو تضعني بين كفيك حمامة وتعليهما نحو السماء وتُطْلقني أيكاً سماوياً يعلو وينتظرك ..

احدهم فتح دماغك وعبث بالاعدادات !.. غير صوتك الى "علو" وقلب ملامحك الى "تجهمٍ" وغير ايماءاتك الى "حزين" ونمط مشيك الى " آيس".. وزوّر صورة الدمِ في عروقك الى "رمادي"!.. لو سمحت دعني اتوغلك قليلاً ..نيتي "الإصلاح" لأنت..

ولا حرف يُكتب .. الشعور =خلو .. بس نكدر نكَول :

لله درُ بكائه!..

"ماجعل الله لرجل قلبين" لا توجد اثنينية في الولاء.. إما خط الله او خط الشيطان..

انت مجرد انسان بدائي لم تصلك اية معارف بعد.. وها انت تخوض في الدنيا.. يُقالُ انك ها هنا أيضاً ستعرف الله دونَ دليل ودون تربية ودون تلقين.. متى؟ حينما تكون لوحدك في بحرٍ واسع وعميق وقاربك مسكين من خشب عتيق؛ ومجذافيك من عودٍ ضعيف.. ها هنا ليس لك الا ذلك الأمل في صدرك؛ طيف من قلبك إلى السماء.. طلب نجدة من يدٍ خفية.. انت لا تعرفها ولا تدري أين هي.. ولكن عينيك وراسك نحو السماء.. شيء ما يشدهما؛ ها هناك هي الطمأنينة.. ها هناك هو الله.. #بالفطرة

ألا لك أن تطول أمداً ؟!.. هكذا في ظلمة ساكنةٍ نختفي وراءها.. نمشي فلا ظل يُرى ولا يعلم أحدٌ أواحدٌ نحن أم اثنين.. لا أثر ولا وضوح .. لا يُدرك أي أحدٍ رسماً ولا لون.. الكل يرانا ظلاماً.. نلتقي فيك ونحن ساكنين ولا يلتقي الساكنين الا فيك .. أنت وترى نفسك وكل فيكما يقتل الآخر !.. فتقضي وانت تبكي بعد ان سرحت نهاراً.. مؤلم ايجاد النفسِ فشكلها مثير للشفقةِ جداً!.. وخليلها لا يحتمل رؤياها..

_هل يمكن لأحد أن يتحول الى بقرة ؟!.. _نعم ؛ببطئ حين يرى كل شيءٍ أخضرٍ قابلٍ للأكل .. وحين يحدثه أحدٌ فلا ينطقٌ الا "خواراً".. ومتى ما مشى يرن جرسٌ في رقبته فيلتفت الجميع لا لحضوره بل "للرنة"!.. تحدهُ سوجٌ وإن لم تكن عالية ثقيل على القفزِ جداً.. وقد تتضمن الوصفة اشياء اخرى تحول أي احد الى "بقرةٍ" ببطئ..

ولا زلتَ قُرباناً جميلاً..

رميت عقلي والثلاثين من عمري جانباً كفارسٍ ينزع عنه سيفه والدرع .. وتقدمت وهي جالسة على كرسي أمامي.. ركعت على ركبتي والقيت رأسي الثقيل في حجرها .. وبكيتُ كثيرا كمذنبٍ يتكوى بالنار .. شكوت كثيرا ونحبتُ كطفلٍ يتذمر من أجل حلوى!.. قالت لي: شفافٌ أنت ؛زمبقٌ مثل الشفق.. حتى أنا لم اعرف أنني هشٌ الى هذه الدرجة !.. صحوت ووجدتُ حِجرَ وسادتي حنيناً .. وأنا أتساءل : "هل لنا أن نعودَ صغاراً في حِجرِ أمهاتنا؟!"..