أهل المغرب

اللهم أصلح قلوبنا، وأزل عيوبنا، وتولنا بالحسنى، وزيّنا بالتقوى، واجمع لنا خيري الدنيا والآخرة، وارزقنا طاعتك ما أبقيتنا.

قال عبدالله بن مسعود: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعدٌ تحت جبل يخاف أن يقَعَ عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذُباب مرَّ على أنفه.

• حيَّ اللّٰه وجوهًا أقبلت علىٰ اللّٰه فجعلت حياتها كلها للّٰه، وهنيئًا لها من قلوب تأرِز إلىٰ ذكر اللّٰه، فتسكُن وتسعدُ بإذن اللّٰه. هنيئًا لأسماعٍ وأبصارٍ امتلأَت وتنعَّمت بذِكر اللّٰه، فتلذَّذت بقول اللّٰه وقول رسول اللّٰه ﷺ. هنيئًا لكم تُذكرون في ملأ خيرٍ من ملَئكُم، ورحمة تغشىٰ، وسكينة تتنزَّل، فيا حسرة وندامة وخزي من لم تنعم عينهُ وجوارحُه بذكر اللّٰه! لو يعلمُ النَّاس ما في الشُّكرِ من شرَفٍ لم يُـلـهِـهم عـنهُ تجـميـعُ الدَّنـانـير فأكثِـر ذكـرهُ فـي الأرضِ دأبًا لتُذكـرَ في السَّـماء إذا ذكرت.

ㅤ °| الصَّدعُ بِالحقِّ عَظِيمٌ ، يَحتَاجُ إلَى قُوَّةٍ وإخلَاصٍ ، فالمُخلِصُ بِلا قُوَّةٍ = يَعجِزُ عَنِ القِيَامِ بهِ ، والقوِيُّ بِلا إخلَاصٍ = يُخذَلُ ، فَمَن قَامَ بهِمَا كَامِلًا ؛ فهُوَ صِدِّيقٌ ، ومَن ضَعُفَ ؛ فَلا أقلَّ مِنَ التَّألُّمِ والإنكَارِ بالقَلبِ ، ليسَ وَرَاءَ ذَلِك إيمَانٌ ، فَلا قُوَّةَ إلَّا باللهِ ».

وأما رسالتنا إلى غثاء السيل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها)، فقال قائل: من قلة نحن يومئذ؟ قال: (بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن)، قيل: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: (حب الدنيا، وكراهية الموت). أما آن لكم أن تصحوا من سكركم وغفلتكم؟!، أما آن لكم أن تعوا حقيقة ما يدور من حولكم؟!، أما بان لكم اجتماع الأكلة من جميع الأمم عليكم؟!، أما رأيتم بأم أعينكم تسابقهم وتنافسهم لأكلكم وتضييعكم؟!، فلما رأوا منكم صمت القبور، تجرؤوا عليكم ونزعت المهابة من صدورهم تجاهكم، حتى أخذوا بأيدكم نحو الضياع والثبور، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم). فهذا هو ملخص الداء، وما لكم غير الجهاد دواء، ولقد جربتم السلم لسنوات طويلة، حتى أصبحتم خبراء سلم دون منازع، فماذا تنتظرون؟!، وماذا تتأملون؟!، بعد أن انكشفت لكم جميع الحقائق التي ذكرناها لكم قبل سنين #لصاحبه

هنالك أُناسٌ يستميتون في دِفاعهم عن الطّا-غية، يدلّسُون علىٰ الناسِ بأحاديث الزّهد واعتزال الناسِ، والهرب من الوِلاية، يظنون بذلك ستصفى الحياة لهم، حتى إذا أهلك اللهُ الطا-غية هلكوا معه. فلا هم حازوا علىٰ ما حازه الطَا-غية من ملذّات، ولا هم برءوا مما ناله من عُقوبة. فلم يغرق فِرعون وحده في البحر، بل وزبانيّته، وجنوده معه. وليس في ذلك ظُلمٌ لهم أبدًا، حاشا لله وهو القائل: "من عَمِل صالحًا فلِنَفسِهِ ومن أساء فعليها وما رَبّكَ بظَلّامٍ للعبيدِ". فهؤلاء هم من وطد الظّلم والطغيان، وجعلوا بأنفسهم له منعة وشوكة. تغنوا بإنجازاته، وجعلوا من كلماته المكسرة (حكمة)، ومن جمله الركيكة (أدبًا)، ومن خوره وجبنه وبطشه لمن هو أضعف منه (شجاعة وبَسَالة). يقول تعالى: "ها أنتُم هَٰؤُلاءِ جَادَلتُم عنهم في الحيَاة الدُّنيَا فمَن يُجَادِل اللهَ عَنهُم يوم القِيَامَةِ أم من يَكُونُ عَلَيْهِم وَكِيلًا".

. علّموا أولادكم علو الهمة، واستثمروا عقولهم النظيفة الصافية في معرفة ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، وأن التنافس في الخير والعلم لا ينقص من طفولتهم، بل يزيدها جمالًا وتميّزًا..

إن خِفت على مشاعر الآخرين من قول الحق ، فأنت لست أهل لهُ             

سورة الأحزاب ٠٠٠ص ( 425) 🌾