" أثر"

‏"من تقرّب مني شبرًا تقربتُ منه ذراعًا" خطوة منك قد تكون بسيطة في نظرك ولكنها عند الله عظيمة إذا صحِبها صدق في التوبة وترك ما لا يرضي الله لأجله ، اتّخذ هذه الخطوة وتقرب إلى الله بعزمٍ على عدم العودة إلى الذنب، و بدعوةٍ تبثّها من قلبك تشكو فيها ذنبك واعوجاج حالك ‏وسترى بحقّ معنى أن الله يتقرب من عبده أكثر من تقرب عبده إليه، وسترى عاقبة هذه التوبة رضًا وراحة في حياتك هي من النعيم المُعجل في الدنيا .

حكم قول: (صدق الله العظيم) عند انتهاء قراءة القرآن اعتياد الكثير من الناس أن يقولوا: صدق الله العظيم عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم وهذا لا أصل له، ولا ينبغي اعتياده بل هو على القاعدة الشرعية من قبيل البدع إذا اعتقد قائله أنه سنة، فينبغي ترك ذلك وأن لا يعتاده لعدم الدليل. ابن باز رحمه الله

‏يُسْتَحَبُّ بعد الانتهاء من تلاوة القرآن أن يُقال: ‏ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، ‏ أشهد أن لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، ‏ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ . ‏ والدليل على ذلك: ‏عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : ‏مَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَجْلِسًا قَطُّ، وَلاَ تَلاَ قُرْآناً، ووَلاَ صَلَّى صَلاَةً إِلاَّ خَتَمَ ذَلِكَ بِكَلِمَاتٍ، قَالَت ْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَاكَ مَا تَجْلِسُ مَجْلِساً، وَلاَ تَتْلُو قُرْآنًا، وَلاَ تُصَلِّي صَلاَةً "‏إِلاَّ خَتَمْتَ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ ؟ ‏قَالَ نَعَمْ، مَنْ قَالَ خَيْراً خُتِمَ لَهُ طَابَعٌ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْرِ، وَمَنْ قَالَ شَرّاً كُنَّ لَهُ كَفَّارَةً سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أشهد أن لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ). ‏والناس اليوم (إلا من رحم الله) تركوا هذه السنة فقالوا بعد قراءة القرآن : ‏صدق الله العظيم أو يقبل المصحف ‏وينبغي علينا نشر هذه السنة بدلًا عنها ولقد بَوَّب الإمامُ النسائي رحمه الله على هذا الحديث بقوله : ‏[ ما تُختم به تلاوة القرآن ]

‏-متى ستتوب؟ ‏-متى ستصلي؟ ‏-متى ستلتزم بدينك؟ ‏..إلخ ‏والجواب واحد: سوف.

على الصلاة بوقتها، والنوافل خلال يومك كلها، وبروالديك والجلوس معهم وغير ذلك من الأعمال، فستجد أنك تستطيع صرف وقتك بدون مقارفة ذنبك! وستلهو عنه! فاغتنم هذه الأيام لتعوَّد نفسك على ذلك إذا ها أنت قد عرفت أننا مقبلون على أيام عظيمة فهل أنت ساع لاغتنامها؟ هل أنت سباق لعمل الخير بها؟ هل أنت تارك للمعصية والإثم فيها؟ قال ابن الجوزي -رحمه الله- الليالي والأيام الفاضلة لا ينبغي أن يغفل عنهنّ، لأنه إذا غفل التاجر عن موسم الربح فمتى يربح ؟!. وقال:ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قُربة،ويُقدِّم الأفضل فالأفضل من القول والعمل.فاغتنم والحمد لله رب العالمين.

بسم اللہ الرحمن الرحیم تعال يا عبد الله نتذكر سويًا: أرأيت العشر الأواخر من شهر رمضان كيف كنا نحث بعضنا بعضًا لنغتنمها ؟ أرأيت كيف كنّا نسعى للظفر بعمل صالح بها؟ أرأيت كيف مرت بسرعة كبيرة؟! طيب هل ما زلت تشعر بتعب وقوفك في القيام؟أو بنشفان حلقك من تلاوة القرآن؟فانظر كيف أنَّ التعبُ كله اختفى وبقي الأجر محفوظ عند رب العباد -جل وعلا-. فإنّي مُبشرتك ببشارة عظيمة! ها نحن مقبلون على أيامٍ عِظام يكرم الله بها عباده بجزيل الثواب والعطاء،فيها الخير الوفير والأجر الكثير عشر ذي الحجة ما الذي أفعله بها؟ما الذي أعده لها؟ "الإعداد للعمل علامة التوفيق، وأمارة الصدق في القصد، وكل عبادة تحتاج إلى استعداد ونية صادقة ومن أعظم مواسم الخير: عشر ذي الحجة فهي عشر أيامها مباركة، والأعمال فيها فاضلة عظم الله أمرها، وشرف قدرها، وأقسم بها (وَالفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْر)" اعلم بداية أنَّ عملك الصالح في هذه الأيام يتضاعف ما لا يتضاعفُ سائر الأيام، وكذلك تركك للمعاصي والمنكرات في هذه الأيام يكون لك به أجرًا أفضل من تركك لها في غيرها! ما أعظم فضل الله وما أكرمه وأرحمه بعباده فالذي عليك يا عبد الله أن تشمر عن ساعديك لاستقبال هذه الأيام المباركة بالطاعات والعبادات فتتهيأ لها بقلبك قبل جوارحك انو بقلبك أنك تريد اغتنامها بكل عمل صالح يقربك لربّ العباد -١- أكثر من ذكر الله عز وجل ٢ - أكثر من تلاوة القرآن، فاختم في هذه الأيام ختمة واحدة على الأقل وإن استطعت الزيادة فذلك خير! ٣- أكثر من التهليل والتحميد والتكبير فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أَيَّامٍ أَعظمُ عِندَ اللَّهِ ولا أحبُّ إليهِ مِنَ العملِ فيهنَّ من هذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ فأَكْثروا فيهنَّ مِنَ التَّهليل، والتَّكبير، والتَّحميد) ٤ - الصيام.. بادر لصيام هذه الأيام فهي 9 أيام فقط لأن اليوم العاشر هو يوم العيد فستمضي هذه الأيام ولن تشعر بها! ٥- احرص على أداء الصلوات المكتوبة في أوقاتها وبادر إليها واسع لتكن خاشعًا بها. -٦- السنن الرواتب والضحى والقيام، إيّاك والتفريط بها.. أنسيت أنَّ الأجر مضاعف الصدقة وتصدق على حسب قدرتك لا مجال للتعذر - يعني ولو بشربة ماء تضعها في الحوش للعصافير أو القطط ٨-بر الوالدين، وبرهما في كل وقت ولكن في هذه الأيام الأجر مضاعف فاحرص على إدخال السرور إلى قلبهما ۹ - طلب العلم، لا تترك طلب العلم في هذه الأيام بشكل تام بل اقرأ وردًا من كتاب، واحفظ حديثًا، وراجع متنا، المهم أن لا تنقطع عن الطلب! ۱۰ - نشر العلم، انشر العلم في هذه الأيام العظيمة مقطعًا نافعًا، ذكرًا ينبه غافلا ، أو موعظة تحرك قلبًا ساكنًا ، فأجر نشر العلم عظم فكيف لو كان في أيام يتضاعف بها الأجر؟ هذه بعض الأعمال الصالحة جمعتها لك،وجمعي ليس جمع حصر إنّما هو على سبيل الذكر،فالعمل الصالح في هذه الأيام يشمل الفرائض والواجبات وكل أعمال البر والمعروف وأعمال التطوع"فكلما رأيت سبيل خير أمامك = اسلكه بلا تردد! وإنّي موصيتك بأن تحافظ على تلاوة القرآن ولا تجعل لسانك يفتر عن ذكر الرحمن لأن "أجلَّ الطاعات فيها أي عشر ذي الحجة ذكر الله عز وجل، وأعظم الذكر تلاوة القرآن،والتكبير، والتهليل، والتحميد" إذا تكلمنا عن الشق الأول وهو الطاعات، طيب والشق الثاني الذي هو ترك المعاصي والمنكرات؟ ألك ذنب تقارفه؟ألك معصيةً تكررها؟ تريد العودة الله؟ هذه الأيام العظيمة هي فرصة لكل عبدٍ مسرفٌ، مذنبٌ، ظالم لنفسه.نعم هي فرصة لك.. من هذه اللحظة.اترك ذنبك .. اقطع سبله.. جاهد نفسك على ألا تعود له، فاجعل العشر تدخل عليك ولسان حالك بها ها أنا يا ربّ عبدك الضعيف عدت إليكَ في أيام مباركة نادمًا تائبًا مستغفرًا، بك أُحسن الظنّ، فاغفر لي واصفح عنّي وسامحني وأعنّ أتظنُّ أن الله يردُّ عبدًا وقف بين يديه بقلب صادق في أيام مباركة من يترك بها المعاصي ليس كمن يتركها في غيرها من الأيام.. وقلبه مملوء بالندم على ما مضى، حاشي وكلا بل هو الغفور الرحيم الجواد الكريم، يقبل عباده ويتوب عليهم ويعفو عن سيئاتهم (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَن عِبَادِهِ وَيَعفو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) فيا عبد الله .. والله إني أرى أن هذه الأيام فرصة ثمينة لك... فأر الله منك صدق العزيمة على التوبة والسعي لترك ما لا يحبُّ ولا يرضى، والوقوف ببابه لطلب العفو والمغفرة.. والبعض إن قلنا له: اترك هذا الذنب.. دع عنك هذه المعصية.. قال الفراغ هو السبب.. ما عندنا من شيء نفعله يومنا عادي لا شيء جديد به.. بم نجعل وقتنا يمضي؟ ليس هناك بدائل وهم لو أعادوا التفكير جيدًا وجدوا أن البدائل كثيرة، والذي يقدر المرء فعله خلال يومه أشياء كثيرة! إذا وما شأن ذلك في موضوعنا؟ هذه أيام عظيمة تستطيع أن تصرفها في طاعة الله سبحانه وتعالى، فحينما تسعى لقراءة القرآن والإكثار من ذكر الله، ومتابعة ما ينفعك من مقاطع ومحاضرات، والمحافظة