مُتَّسَع

George Washington University

افعَل بنفسِك معروفًا ولا تلتفِت للأبواب التي أشبعتها إغلاقًا مِن قبل. لا أقول لا تَعُد، بَلْ لا تلتفِت أصلًا. الالتفات لمواضع الضعف ذاتها يُضعفُك، الالتفات لمواضع التَّرك ذاتها يملأ قلبَك حَسْرَة، وَيُمَنِّيك بالمُستحيل الذي صفعتَ الأبوابَ هربًا منه. ما فاتَكَ لَمْ يَكُن لك، لا تلتفت. لازِلتُ منذُ سنوات أتأمل أمر الله لسيْدنا لوط في القرآن: {وَلا يلْتفِت منكم أحدٌ، وَامضوا..} وَأتعجب مِن بساطتهِ وَعِظَم أثرهِ علىٰ السَّواء، امضوا عمَّا أسفَرَتْ محاولتكُم المتكررة فيه عنِ الفشل، امضوا واتركوه وراءَكم كامِلًا، ولا يلتفت منكم أحد للأمر الذي قُضِيَ فيه. أترىٰ كيفَ أنَّ رَجُلًا كُلَّما أرادَ أن يخطو للأمام التفَت للماضي فتعثَرَ فيه؟ لا تفعل ذلك بنفسك، لا تستجلب هَمًّا ليسَ بهَمِكَ اليَوْم، ولا تَنْبُش عن جُرحٍ كلَّفَكَ التعافي منه أيام وَليالٍ طوال، امضِ دونَ أن تلتفت، ودَعْ الذي فاتَ في مَرقَدِه.

- لا شفاءَ إِلَّا شِفاؤك -

ربّنا هب لنا من نُورِكَ قبسًا..نُكافح بهِ عتمةَ الدرب

"ثَمانيةٌ تَجرِي عَلى النَّاسِ كُلِّهِم وَلا بُدَّ لِلإِنسانِ يَلقَى الثَّمَانِيَه سُرورٌ وَحُزنٌ وَاجتِماعٌ وَفُرقَةٌ وَيُسرٌ وَعُسرٌ ثُمَّ سُقمٌ وَعَافِيَه"

"وأجرُ الفَتى فيما يَمُضُّ فؤادَهْ ولا أجرَ فيما يَشتهي ويُحِبُّهُ"