Passion_Shaghaf💙🌍

‏الجُمعة الأولى من سنة 2024 ‏اللّهم شعور آية: ‏"إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا"💙

أربعّ و عشرونَ عاماً وأجزائي مُبعثرةٌ و ما في الأفقِ مصباحُ ! خُلق الإنسان في صراعٍ مستمر مع رأسٍ من جليد وصدرٍ مُشتعل وعليه أن لا يذوب ولا ينطفئ فلا أدري ما الحكمة من اختصار عمري برقمين كأني في غفلة عبرت من ضفةٍ إلى أُخرى و لم ألمح في عبوري صور تُمحى أو أياماً تزول أنا بخير ، بخير جداً ، نجوت من الحرب ونجوت من وباء كورونا، ونجوت من الفقد نجوت من الكوارث، ومن قصف الإحتلال، ومن توقعات العلماء، والكاذبين، والمنجمين نجوت من الصّدمة، ومن اضطراب ما بعد الصّدمة، ومن هدم البيوت، ومن الدفن أحياء تحت الركام والأنقاض نجوت أيضاً من الموت حزناً على الضحايا، وعلى الأمهات اللواتي فقدن أولادهن، وعلى الأرض التي لم تحتويني اكتب و تذرف من عيناي الدموع لا أدري ما الغاية من الاحتفال في مثل هذا اليوم هل هو النجاة؟! النجاة في الوقت الذي يكون فيه الموت أكبر نجاة!! أنا راضيةٌ ، على ما أنا عليه الآن .. أفخرُ بكلِّ إنجازاتي الصّغيرة و قوتي في عزِّ الضّعف نظرتي للأحياء و الأشياء تغيّرت .. بحيث باتت واقعيّة إلى حدّ ما أُحاول أن أُواجه الحياة -في هذه الحقبة من عمري- بصدرِ رحبٍ لكلّ الاِحتمالات .. أشعرُ للمرّة الأولى ، أنّني كبُرت ، و نضُجت ، على النَّحوِ الذي يبعدني عن كلِّ ما هو ورديّ لا واقعيّ! و هذا الأمر يسعدني! مررتُ ب تجارُب متواضعةٌ و اِبتلاءات ربّانيّة ، تهاويت بها ك شظايا الزجاج ثم إنّي تعاملتُ معها كمّا الطِّفل في البداية ، حبوت فوق جراحي واتكأتُ على ندباتي وقمت 💙 مُمتنة لكل النعم التِي أُدرِكها أو الغافِلة عنهَا٬ مُمتنة لكلِّ الابتسامَات اللطيفة من المارَّة٬ والأعيُن المليئة بالحبّ من عائلتِي ، مُمتنة لعافيَة البدَن والرُّوح ، مُمتنّةٌ لكلِّ مَن رمقَني بنظرةٍ وصلَتني حُضنًا، لكلِّ مَن ألقى على مسمَعي كلامًا لطيفًا جبرَ خاطِري، لكلِّ مَن أزاحَ عنْ قَلبي ثقلًا برحابةِ صدرِه وحُسنِ مُعاملتِه، لكلِّ هيِّنٍ ليِّنٍ طيِّبِ المعشر عامٌ جديد أتيتك بهِ طوعاً يا الله ، أناديك وكليّ يرنو إلى رحابك آملة أن تأخذ أمانتك من عنقي و أنت بكامل الرضا عني علني أستريح إليك أسلمت، وبك آمنت وعليك توكلت علمني كيف أتوب، كيف أنوب، كيف أقطع القفار شوقاً، وأسير خطواتي عشقاً..💙

لِمَ دومًا في نهاية الطرق أتفاجئ بمدى الخيبة التي تكسرني؟ على الهامش: ”أكاد أجزم بأن الأشياء تَمُسني لِتُزيق روحي السوء منها أما عن الحلو؟ فـ هذا ليس ليّ.. أنا والشقاء واحد، وهكذا فقط النهاية.”

لماذا لا نكتب في خانة الإنجازات كيف تقبل صدرنا صدمة الفراق الأولى .. ؟ وندبة الجرح الكبير، وخذلان الصديق المفضل، وإستيقاظنا في الصباح مُبتسمين رغم بكاء الليل الطويل، لماذا لا نكتب كيف خانتنا الحياه رغم صغر سننا ؟

‏وامنن عليَّ بلطفك في كل خطوة وامنن عليَّ بقرّة عينٍ غير منقطعة وارزقني نور البصيرة ووفقني للخير الخير الذي ترضاه لي وتحبه وارضَ عني رضًا لا أشقى بعده أبدًا يا ربّ"

يا ﻧﺎﻋِﺲَ ﺍﻟﻄَﺮﻑِ ﻻ ﺫُﻗﺖَ ﺍﻟﻬَﻮﻯ ﺃَﺑَﺪًا ﺃَﺳﻬَﺮﺕَ ﻣُﻀْﻨﺎﻙَ ﻓﻲ ﺣِﻔﻆِ ﺍﻟﻬَﻮَﻯ ﻓَﻨَﻢِ

ما زال صوتك يجوب أرجاء قَلبي مازالت الذكرى تُمازحني وتجرحني مازال طيفك يغزوني ويذبحُني ولا تزال ضحكاتُك تُنشيني وتُفرحني

ما زال صوتكِ يجوب أرجاء قَلبي مازالت الذكرى تُمازحني وتجرحني مازال طيفك يغزوني ويذبحُني ولا تزال ضحكاتُك تُنشيني وتُفرحني

تقولين البُكاء يَغمرُ ، كالضمّة. تعالي، سأكون أنا البكاء إلى الأبد..